سؤال وجواب

مقاصد سورة الجاثية


سورة الجاثية

سورة الجاثية من سور القرآن الكريم المكية باستثناء الآية الرابعة منها، فهي آية مدنية نزلت في المدينة المنورة، وهي من السور المثاني وعدد آياتها سبعًا وثلاثين آية، وقد نزلت سورة الجاثية قبل سورة الأحقاف وبعد سورة الدخان، وترتيبها في المصحف الشريف الخامسة والأربعون، أما ترتيبها في النزول فهو الرابعة والستون، وهي في الجزء الخامس والعشرين، وتبدأ آياتها بحروف متقطعة "حم"، ولهذا فإنّها من سور القرآن الكريم التي تُعرف باسم الحواميم، ويدور المحور العام للسورة حول يوم القيامة وما فيه من أهوال، بالإضافة إلى تناولها لبعض مواضيع العقيدة والتوحيد، وفي هذا المقال سيتم ذكر مقاصد سورة الجاثية.

سبب تسمية سورة الجاثية

سُميت سور الجاثية بهذا الاسم لوجود لفظ "الجاثية" فيها، وهي السورة الوحيدة التي تحتوي على هذا اللفظ، وتُعرف سورة الجاثية مع أل التعريف على الرغم من أنّ لفظ الجاثية ورد فيها دون أل التعريف، كما يُطلق عليها أيضًا اسم سورة شريعة لوجود لفظ "شريعة" فيها الذي لم يرد في سورة غيرها، وتُسمى أيضًا بسورة الدهر لوجود عبارة "ما يُهلكنا إلا الدهر" فيها.[١]

مقاصد سورة الجاثية

مقاصد سورة الجاثية تدور حول موضوعها العام، وهو الدعوة الإسلامية واستقبال المشركين لهذه الدعوة، وطريقتهم في مواجهة آيات القرآن الكريم وحججه، وإصرارهم على مواجهة حقائق الإسلام بالعناد والجحود، على الرغم من وجود البراهين القاطعة، ومن مقاصد سورة الجاثية بيانها لإعجاز القرآن الكريم وأنه تنزيل العزيز الحكيم، وإقامة الأدلة على وحدانية الله تعالى وربوبيته وعظم سلطانه وتفرّده بالألوهية وبيان آثار قدرته وخلقه ونعمه التي يجب على الناس شكرها، ومن مقاصدها أيضًا تعليم الرسول -عليه السلام- إرشاد المؤمنين أن يغفروا الذنب لأنّ هذا من أخلاق المؤمن، كما أنّ الغفران من طرق الدعوة التي تجذب الكفار إلى الإسلام، وتبين لهم عظمة المسلمين وأنهم يتجاوزون الإساءات ولا يردونها، ومن مقاصد سورة الجاثية بيان أن الله أعطى بني إسرائيل الحكم والنبوّة ونعمًا كثيرة كي يحملوا رسالة التوحيد، لكنهم لم يكونوا صالحين لحمل هذه الرسالة، فاختار الله نبيه محمد كي يحمل الرسالة لجميع الناس، وفي هذا تحذير لأمة محمد من أن يفعلوا مثل فعل بني إسرائيل.[٢]

من مقاصد سورة الجاثية بيان الوعيد الذي وعده الله للمكذبين المصرّين على الكفر، والتنديد بالمشركين لأنهم اتخذوا آلهة على أهوائهم، وتهديدهم بالجزاء يوم البعث، مع وصف أهوال يوم القيامة، كما تضمنت تحذيرًا للمشركين من أن يتبعوا الضلال، وقد وصفت السورة المشركين المعرضين بالمستكبرين، لأنهم أعرضوا عن الاعتبار والاتعاظ، وقد وصفت السورة بعض أحوال يوم القيامة عندما تُدعى كل أمة إلى كتابها، إذ يقول تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ}،[٣]ويُقال لهم ردًا على كفرهم: {وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ}،[٣]وقد شبه الله الذين لم يتعظوا بآيات القرآن الكريم بحال بني إسرائيل، ومن مقاصد سورة الحجر أيضًا تثبيت النبي -عليه السلام- وتنتهي بالحمد وأن الكبرياء في السماوات والأرض لله تعالى.[٢]

سبب نزول سورة الجاثية

لم يرد في سبب نزول سورة الجاثية أي شيء في السنة النبوية الشريفة، وذلك بحسب ما ذكر أهل العلم في كتب التفسير، لكن الثابت هو سبب نزول آية واحدة منها، وهي في قوله تعالى: {قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّـهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}،[٤]وقد نزلت هذه الآية في عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- حيث أخبر أنّ يهوديًّا من أهل المدينة يُدعى "فنحاص" قال: أحتاج ربُّ محمدٍ حينما نزل قوله تعالى: {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا}؛ فغضب عمر غضبًا شديدًا واستلّ سيفه يرد الفتك باليهودي؛ فنزل جبريل -عليه السلام- على الرسول بهذه الآية.[٥]

فضل سورة الجاثية

فضل سورة الجاثية فضلٌ عام مثل فضل جميع سور القرآن الكريم، وقد ورد لها فضلٌ خاص في بعض الأحاديث الضعيفة التي ليس لها سند في الموسوعة الحديثية، لذلك لا يجوز تداولها، لذلك من أراد أن ينال الفضل في قراءة سورة الجاثية، فيقرأها للتعبد بتلاوتها مع فهم معانيها ومقاصدها والحكمة منها، والأخذ بما جاء بها من أحكام ومواعظ وأوامر إلهية.[٦]

تبدأ سورة الجاثية بحروف متقطعة، وقد أخبر عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن عظمة السُّور القرآنية التي تبدأ بمثل هذه الحروف، وأطلق عليها الصحابة -رضوان الله عليهم- اسم "آل حم" وهي سبع سور على الترتيب: غافر وفصّلت والشورى والزخرف والدخان والجاثية وأخيرًا الأحقاف، وقد قال عنها عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- بأن الحواميم هي ديباج القرآن الكريم، كما قال عنها: "إذا وقعت في "آل حم" فقد وقعت في روضاتٍ أتأنق فيهن" والتأنق هنا يعني: الفهم العميق للمعاني والتدبر والتأمل، كما أسماها ابن عباس بلباب القرآن الكريم وقال عنها: "إن لكلّ شيء لبابًا ولباب القرآن "آل حم" أو قال: الحواميم"، أما بالنسبة للأحاديث التي يتداولها البعض في فضل سورة الجاثية مثل أن قراءتها قبل النوم سببٌ في ستر الله يوم القيامة وعدم الدخول في النار، فهذه أحاديث ضعيفة وموضوعة ولا يجوز الأخذ بها أو تداولها أبدًا.[٧]

المراجع[+]

  1. "التحرير والتنوير"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-06-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "مقاصد سورة الجاثية"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-06-2019.
  3. ^ أ ب سورة الجاثية، آية: 30.
  4. سورة الجاثية، آية: 14.
  5. "أسباب النزول"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-06-2019. بتصرّف.
  6. "الحاوي في تفسير القرآن الكريم"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-06-2019. بتصرّف.
  7. "فضائل سور القرآن الكريم كما حققها العلامة الألباني - رحمه الله -"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-06-2019. بتصرّف.