آيات فك السحر

السحر
يعرّف السحر في اللغة بأنه: تصريف الشيء عن وجهه، وفي الشريعة يعرّف بأنه: مجموعة من العزائم والرقى والعُقَد تؤثر في القلب والبدن، فيتسبب للشخص بالمرض أو الخصومة بين الأزواج أو يفرّقهما عن بعضهما البعض، وقد ورد ذكر السحر في القرآن الكريم أكثر من مرّة، ويحرّم على كل مسلم أن يأتيه أو يتعلمه أو أن يأتي السحرة والمشعوذين ويسمع منهم ففي هذا مخالفة صريحة لتعاليم الإسلام وأوامر الله تعالى، وتُشرع الرقية لمن أصيب به وقد أورد العلماء في مصنفاتهم آيات فك السحر التي وردت في القرآن الكريم مثل: القرطبي قي تفسيره، وابن القيم في كتابه الطب النبوي.[١]
آيات فك السحر
أنزل الله تعالى القرآن الكريم فيه شفاءٌ للناس وهداية لهم من الضلال، ومن الناس من ابتلاه الله فسلّط عليه عدوًا سحره، وهناك طرق مشروعة للعلاج مما نفع الله تعالى بها العباد ومنها أن يقرأ المريض الرقية الشرعية بآيات الله تعالى والأحاديث الواردة عن الرسول-صلى الله عليه وسلم-، ومن آيات فك السحر الواردة في القرآن الكريم:[٢]
- فاتحة الكتاب.
- آية الكرسي.
- سورة الإخلاص والمعوذتين.
- قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ۖ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ}.[٣]
- قوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ * فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُم مُّوسَىٰ أَلْقُوا مَا أَنتُم مُّلْقُونَ * فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ ۖ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ}.[٤]
- قوله تعالى: {قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَىٰ * قَالَ بَلْ أَلْقُوا ۖ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ * فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَىٰ * قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَىٰ * وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ}.[٥]
وأما إذا وجد السحر فيتم فك عقده وقراءة آيات فك السحر فيشفى المريض بإذن الله، وهناك علاج أورده عدد من العلماء الثقات في كتبهم وهو أن يُؤتى بسبع ورقاتٍ من السدر الأخضر فتُدق وتوضع في ماءٍ مقروءٍ عليه، ثم يشرب منه المريض ثلاث حسوات ويغتسل منه المسحور فيشفى بإذن الله، وقد ذكر هذه الطريقة عدد من العلماء منهم ابن القيّم، وأما عن إتيان السحرة والمشعوذين من أجل إيجاد السحر فهو طريق محرّم وغير مشروع ولا يجوز للمسلم أن يأتيه، وعلى المسلم أن يدعو الله تعالى بنية صادقة بأن يشفيه ويرفع عنه البلاء فلا يقدر على هذا إلا الله.[٢]
الرقية من السنة النبوية
ذكر العلماء شروط الرقية المشروعة ووجوب اشتمالها على: أن تكون الرقية بكلام الله تعالى وصفاته، وثانيًا الاعتقاد الجازم بأن النافع والشافي هو الله تعالى، فالاستشفاء بالقرآن الكريم وجبت معه النية الخالصة بأن البأس لا يزول إلا بإذن الله،[٦] وقد تم ذكر آيات فك السحر، وهذه بعض الأحاديث التي تُشرع قراءتها عند الرُقية:
- أنَّ جِبْريلَ أتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال اشتكَيْتَ يا مُحمَّدُ قال نَعَمْ قال بِسْمِ اللهِ أَرقِيكَ مِن كلِّ داءِ يُؤذِيكَ ومِن شرِّ كلِّ نَفْسٍ وعَيْنٍ اللهُ يشفيكَ بِسْمِ اللهِ أَرقِيكَ.[٧]
- عَنْ عُثْمَانَ بنِ أَبِي العَاصِ الثَّقَفِيِّ، أنَّهُ شَكَا إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَجَعًا يَجِدُهُ في جَسَدِهِ مُنْذُ أَسْلَمَ فَقالَ له رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ضَعْ يَدَكَ علَى الذي تَأَلَّمَ مِن جَسَدِكَ، وَقُلْ باسْمِ اللهِ ثَلَاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَعُوذُ باللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِن شَرِّ ما أَجِدُ وَأُحَاذِرُ.[٨]
- كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذَا اشْتَكَى مِنَّا إنْسَانٌ، مَسَحَهُ بيَمِينِهِ، ثُمَّ قالَ: أَذْهِبِ البَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا.[٩]
المراجع[+]
- ↑ "السحر تعريفه وأنواعه وآثاره"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 1-7-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "إبطال السحر"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 1-7-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الأعراف، آية: 117-118-119.
- ↑ سورة يونس، آية: 79-80-81.
- ↑ سورة طه، آية: 65-66-67-68-69.
- ↑ "فقه الرقية الشرعية"، www.ahlalhdeeth.com، اطّلع عليه بتاريخ 1-7-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البغوي، في شرح السنة، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 3/181، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن نافع بن جبير، الصفحة أو الرقم: 2202، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2191، صحيح.