موضوع عن الأنانية
موضوع عن الأنانية
عند كتابة موضوع عن الأنانية فيجدر التّعريف بهذه الصفة، إذ إنّها من الصفات المنفّرة في الإنسان، والأنانية تعني رغبة الإنسان في أن يأخذ كلّ شيء لنفسه دون الانتباه للآخرين، سواء أكان ذلك على الجانب المعنوي أم الإنساني، فالطفل الأناني مثلًأ هو الذي يرغب في الحصول على كلّ ما يقدمه الوالدان ماديًّا ومعنويًّا، دون الاكتراث بإخوته، والأنانية صفة سيئة جدًا ينبغي على الوالدين الانتباه لها منذ الصغر.
فالطفل الذي يسمح له والده بأن يحصل على كلّ ما يريده، دون الانتباه لمشاعر الآخرين، ودون التفكير في انعكاسات ذلك على من حوله، لا يكبر وصفة الأنانية ترافقه وحسب، إنّما ينمّي ذلك لديه الشعور بالطمع أيضًا، وهناك خيط رفيع يفصل بين الأنانية وتَقدِمَة الذات على الآخر، فالأنانية صفة تنعكس سلبًا على الشخص نفسه وعلى من حوله، فالأنانيّ لا يُراعي الآخرين.
أمّا الشخص الذي يحبّ نفسه، فهو شخص فاهم لطبيعة النفس ومتصالح مع حقيقتها، فلا يمكن للإنسان أن يحب الآخرين إذا لم يحب نفسه لأن النفس أقرب الأقربين إلى الإنسان، كما أنّ الفاصل بين المحبّ لنفسه والأناني هو موقفهم من الآخرين عندما يريدون الحصول على شيء، فالمحبّ لنفسه يراعي مشاعر الآخرين ولا يأخذ ما لا يستحقه لمجرد رغبته في التملك، وينتبه للآثار التي سيتركها على الآخرين، أما الأناني فهو شخص لا يبالي على الإطلاق بمن هم حوله وفي التعبير الدارج "أنا ومن بعدي الطوفان".
والشخصيّات الأنانية تأخذ ولا تُعطي، وإذا أعطت فإنها تعطي بصعوبة، كما أنّ الشخص الأناني يميل دائمًا إلى السؤال عن حقوقه لتغذية الأنا في داخله ولكنه لا يبالي كثيرًا وربما لا يبالي أبدًا بما يجب عليه فعله وبمسؤولياته، والأنانية مرتبطة ارتباطًا كبيرًا بالنرجسية، فالأناني يحب دائمًا أن يكون في المقدّمة ومحطّ تقدير وانتباه من الجميع، ويغضب إذا ما عامله الناس بطريقة يعتقد أنّ فيها استخفافًا وتجاهلًا له، وحب الذات عند الشخص الأناني مرتبط برؤية نفسه أفضل من الآخرين، فهو كثيرًا ما يظن بأنه أفضل منهم، أو يظن بأنه قادرٌ على فعل كل الأمور التي لا يحسنها أي شخص حوله، ومن الصعب على الشخص الأناني أن يقدم اعتذارًا في حال الخطأ، كما إن شكر الآخرين عنده معدومًا أو يكاد.
إن فهم النفس ومصارحتها أمرٌ مهمّ جدًا للتخلص من الصفات السلبية، فاستمرار الإنسان في طبع من الطباع قد يكون سببه عدم معرفته بوجود هذا الطبع فيه، أو لمعرفته بوجود الطبع فيه وتكبره وعناده وعدم اقتناعه بأن هذا الطبع أو هذه الصفة من الطباع السيئة التي يجب التخلص منها، ومن هنا كان فَهم النفس، والتحدث معها، من الأمور الإيجابية التي تحسن من صورة الإنسان أمام نفسه فتجعلها واضحة جلية، فالإنسان إن صدق مع نفسه وأخبرها بحقيقتها فإنه سيحاول أن يصلحها ما استطاع، لذلك فإن حب النفس مطلوب بشرط ألا يتحول إلى التطرف السلبي في صفتين: الأنانية والغرور.