قصص عن الرزق
قصص عن الرزق
خلق الله تعالى الإنسان، وكتبَ له رزقه وأجلَه وزَوجَه ومصيره، شقيّ هو أم سعيد، لكنّه في الوقتِ ذاته أمر الإنسان بأن يمشي في الأرض، ويبذل الأسباب المؤدية إلى الرزق، وقد رويت قصص عن الرزق كثيرة جاء فيها العديد من الدروس التي يجب على الإنسان أن يمعن فيها ليدرك قدرة الله تعالى، ورحمته بعباده، وكان هذا دأب الأنبياء -عليهم السلام-، فكان النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- يذهب مع عمه أبي طالب إلى التجارة، كما كان يرعى الأغنام لأهل مكة، وكل ذلك طلبًا لرزق الله تعالى وهو خير البرية، وخاتم الأنبياء والمرسلين.
وممّا روي من قصص عن الرزق في سيرة السلف الصالح أن رجلًا كان في سفر وأحس بالعطش، فبدأ يبحث عن مصدر للماء، وإذ به يجد بئرًا، فنزل في البئر وشرب حتى ارتوى، ثم صعد إلى أعلى البئر وهمَّ بالمغادرة، وبدأ بالابتعاد عن البئر، وإذ به يُصادف كلبًا يبدو عليه أثر التعب والعطش الشديد، فحاول الرجل أن يجد وسيلة يتمكن من خلالها من سقاية الكلب، وبحث في المنطقة المحيطة بالبئر عمَّا يملأ به الماء كي يشرب الكلب لكنه لم يجب شيئًا، فقرر أن ينزل في البئر ويملأ خُفَّه بالماء حتى يسقى الكلب اللاهث من العطش، وصعد إلى أعلى البئر وسقاه من خفه، فنال بذلك رضا الله تعالى.
وفي قصة أخرى من قصص عن الرزق روي أن رجلًا كان يعمل في جمع الحطب وبيعه، وكان يذهب كل صباح إلى عمله متوكلًا على الله تعالى ليؤمن قوت أبنائه، وفي أحد الأيام وبعد أن بذل الرجل جهدًا كبيرًا في عمله الذي اعتاد عليه كل يوم أحس بالتعب، فاتخذ ظلًا وبدأ يأكل من الطعام الذي تعده له زوجته يوميًّا، وإذ بأحد العصافير يقترب منه، فأخذ الرجل شيئًا من الخبز، وقام بتفتيته للعصفور كي يأكل معه ويشاركه الطعام، وما إن تناول العصفور الطعام حتى طار إلى عشه القريب من المكان، فتبعه الرجل، وفي الطريق إلى عش العصفور وجد الرجل حفرة كبيرة، فأمعن النظر في الحفرة، وإذ بشيء يلمع منها، فاستعان بحبل ونزل في الحفرة، وإذا بها قطع كبيرة من الذهب، فشكر الله تعالى على ما أكرمه به من الرزق العظيم.
وفي ختام ذكر قصص عن الرزق لا بُدَّ من ذكر بعض الدروس والعبر المستفادة من القصص أعلاه، ومن ذلك أن الإنسان يجب ألاّ يركن إلى قدر الله تعالى ليحصل على الرزق، كما أن الله تعالى قد يجعل الإنسان سببًا في رزق غيره، وذلك من تدبيره -جل وعلا-، فقد جعل الرجل سببًا في سقاية الكلب اللاهث من العطش، والعصفور الذي أصابه الجوع الشديد، كما يُستفاد من هذه القصص أن الله تعالى يثيب الإنسان على فعل الخير مهما كان هذا الخير صغيرًا في نظر الناس، فالله تعالى يُضاعف لعباده المتقين الأعمال الصالحة لتغدو هذه الأعمال عند الله جبالًا من الحسنات، وتكون سببًا في دخول الإنسان لجنة الله بكرمه -عزّ وجلّ-.