خصائص الشعر السياسي في عهد بني أمي
الشعر السياسي
الشعر السياسي هو الشعر الذي قيل لمناصرةً رأي سياسيّ، أو احتجاجًا له لتحقيق أمر ما، وقد ازدهر الشعر السياسي في عهد بني أمية ازدهارًا كبيرًا بسبب أمورٍ عدّة منها تعدّد الفِرق والأحزاب السياسية في الدولة الأموية، وقد كان للخلفاء يد في ازدهار الشعر السياسي، فقد كان الخلفاء يجتذبون الشعراء إلى قصورهم ويحثونهم على قول الشعر المناصر لهم، وقد كان لازدهار الثقافة الأدبية والدينية دور في نشوء هذا الاتجاه، وفي هذا المقال سيتم ذكر خصائص الشعر السياسي في عهد بني أمية..[١]
خصائص الشعر السياسي في عهد بني أمية
تعدّدت خصائص الشعر السياسي في عهد بني أمية، بحسب الشاعر الذي يكتب القصيدة، فقد كتب الشعراء السياسيّون قصائد يمتدح كلٌّ منهم من يناصره، فالكميت كتب قصائد في بني هاشم، والأخطل دعا لبني أمية، وعبد الله بن قيس الرقيات دعا إلى الزبيريين، وقطري بن فُجاءة كان يدعو إلى الخوارج، ومن خصائص الشعر السياسي في عهد بني أمية:
- الإيقاع الداخليّ الذي تميّزت به القصيدة وكان يعتمد على الصنعة، وتوازن الألفاظ والموازنة بين الجُمل، كما هو الحال في هاشميات الكميت، ويرجع هذا إلى الاستقرار النفسي للشاعر.[٢]
- اتَّسمت القصائد بالمشاهد الحركية، فقد كانت تصف المعارك في بعض الأحيان.[٢]
- المبالغة في المدح والافتنان وذلك لإرضاء الخلفاء والولاة وللتنافس من أجل العطايا.[٣]
- آثر بعض الشعراء أن يلقوا على الخلفاء الصبغة الدينية، فقد كانوا يمتدحون تديُّن الخلفاء وحُسن إمامتِهم.[٤]
شعر سياسي من العصر الأموي
تعدّدت اتجاهات الشعر في العصر الأموي من غزل ومدح ورثاء وهجاء ومناظرات ومناقضات ومعارضات وقد ازدهر الشعر السياسي ازدهارًا ملحوظًا، وبعد أن تم ذكر خصائص الشعر السياسي في عهد بني أمية، كان لا بدّ من ذِكر نماذج لهذه الأشعار، ومن هذه القصائد:
- الأخطل:[٥]
بني أميّة َ، نُعْماكُمْ مُجَلِّلَة ٌ
- تَمّتْ فلا مِنّة ٌ فيها ولا كَدَرُ
بني أُميّة َ، قدْ ناضَلْتُ دونَكُمُ
- أبناءَ قومٍ، همُ آووا وهُمْ نصروا
أفحمتُ عنكُم بني النجار قد علمت
- عُلْيا مَعَدّ، وكانوا طالما هَدَرُوا
حتى استكانوا: وهُم مني على مضضٍ
- والقولُ ينفذُ ما لا تنفذُ الإبرُ
بَني أُميّة َ، إنّي ناصِحٌ لَكُمُ
- فَلا يَبيتَنَّ فيكُمْ آمِناً زُفَرُ
وأَتْخِذوهُ عَدُوّاً، إنَّ شاهِدَهُ
- وما تغيبَ من أخلاقهِ دَعرُ
إن الضغينة َ تلقاها، وإن قدُمتْ
- كالعَرّ، يَكْمُنُ حِيناً، ثمّ يَنْتشِرُ
وقَدْ نُصِرْتَ أميرَ المؤمنين بِنا
- لمّا أتاكَ ببَطْنِ الغُوطَة ِ الخَبَرُ
يعرفونكَ رأس ابن الحُبابِ، وقدْ
- أضحى ، وللسيفِ في خيشومهِ أثرُ
لا يَسْمَعُ الصَّوْتَ مُسْتَكّاً مسامِعُهُ
- وليسَ ينطقُ، حتى ينطقَ الحجرُ
- وليسَ ينطقُ، حتى ينطقَ الحجرُ
- الكميت:[٦]
ألا هَل عَمِّ في رَأيه مُتَأمِلُ
- وَهَل مُدبِرٌ بَعدَ الإِسَاءَةِ مُقبِلُ
وهَل أمةٌ مُستيقظونَ لرشدِهِم
- فيكشِفُ عنه النَّعسَةَ المتُزَمِّلُ
فَقَد طَالَ هذا النَّومُ واستَخرَج الكَرَى
- مَسَاويَهم لو أنَّ ذا المَيلِ يَعدِلُ
وَعَطَّلت الأحكامُ حتى كأنَّنا
- على مِلَّةٍ غيرِ التي نَتَنَحَّلُ
كلامُ النَّبِيينَ الهُدَاةِ كَلاَمُنا
- وأفعالَ أهلش الجاهليَّةِ نَفعَلُ
رَضِينَا بدُنيا لا نُرِيدُ فِرَاقَها
- على أنَّنَا فيها نَمُوتُ وَنُقتَلُ
وَنَحنُ بها المُستَمسِكونَ كأنَّها
- لنا جُنَّةٌ مما نَخَافُ وَمَعقِلُ
أرَانَا على حُبِّ الحَياةِ وطُولِها
- يُجَدُّ بِنا في كلِّ يَومٍ وَنهزِل
- يُجَدُّ بِنا في كلِّ يَومٍ وَنهزِل
- ابن قيس الرقيات:[٧]
انما مصعب ليس فيه
- جبروت يخشى ولا كبرياء
يتقي الله في الأمور وقد
- أفلح من كان همه الاتقاء
المراجع[+]
- ↑ "الشعر السياسي"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 07-07-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "خصائص الشعر الأموي"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 07-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "الشعر السياسي"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 07-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "الشعر السياسي"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 07-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "خَفَّ القطينُ، فراحوا منكَ، أوْ بَكَروا"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-07-2019.
- ↑ "ألا هَل عَمِّ في رَأيه مُتَأمِلُ"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 07-07-2019.
- ↑ "ابن قيس الرقيات"، al-hakawati.la.utexas.edu، اطّلع عليه بتاريخ 07-07-2019.