كيف تنشأ الرياح
الرياح
الرياح هي إحدى الظواهر الطّبيعية التي لا يمكن رؤيتها، بل يمكن فقط الشّعور بقوّتها، فالرّياح هي حركة أو انتقال الكتل الهوائيّة في الاتجاه الأفقي، وتتحرك الرياح نتيجةً لفروق الضّغط الجوي، فالرّياح تتحرّك حركةً تسارعيّةً من مناطق الضّغط المرتفع إلى مناطق الضّغط المنخفض، ويتناسب اتجاه الرّياح مع مواضع الضّغط المرتفع والمنخفض، وتهبّ الرّياح في نصف الكرة الأرضي الشّمالي في اتجاه دوران عقارب السّاعة حول مناطق الضّغط المرتفع، ويكون اتجاهها معاكسًا لاتجاه دوران عقارب السّاعة حول مناطق الضّغط المنخفض، وتتمتّع الرّياح بخصائصٍ عديدةٍ أهمّها: السّرعة، القوّة والاتجاه، حيث تقاس سرعة الرّياح بوحدة متر/ثانية، أما اتجاهها فيتحدّد تبعاً لمصدرها، لكن كيف تنشأ الرّياح؟[١]
كيف تنشأ الرّياح
تعتبر طاقة الشّمس الحرارية المصدر الرّئيس لطاقة الرّياح، ويقدّر الدّارسون أنّ 1% من مقدار أشعة الشّمس الواصلة لسطح الأرض يتمّ استهلاكها في تشكيل الرّياح، وتتوزع الحرارة الصّادرة من الشّمس إلى سطح الأرض بصورةً متفاوتةً، فالأشعّة الشّمسية تعمل على تسخين الهواء الملامس والقريب من اليابسة بمعدلٍ أعلى مما هو عليه فوق التّجمعات المائيّة مثل البحار والمحيطات؛ ويمكن تفسير ذلك بأنّ الحرارة النوعيّة للماء أكبر من الحرارة النوعيّة لليابسة أي أنّ كميّة الحرارة الّلازمة لرفع درجة حرارة كتلة من الماء أعلى من الكميّة الّلازمة لرفع كتلة من اليابسة، وبالتّالي تصبح كثافة الهواء على اليابسة أقل ممّا هي عليه فوق التّجمعات المائية؛ لأنّ الهواء الدّافئ أخف وزناً مقارنةً بالهواء البارد.[٢] وتؤدّي هذه الفروق الحراريّة بين طبقات الأجزاء السّفلى والعليا للغلاف الجوّي أثناء النّهار إلى توليد طاقةٍ قادرةٍ على تحويل القدرة الحراريّة النّاتجة عن سقوط أشعّة الشّمس إلى قدرةً حركيةً تمتلكها جزئيات الهواء، وتتمثّل هذه القدرة الحركيّة بانتقال الهواء الدّافئ الموجود أعلى اليابسة إلى طبقات الجو ذات الضّغط المنخفض ليحل مكانه الهواء البارد الملامس لمياه البحار والمحيطات، ويحدث عكس ذلك عند غياب أشعّة الشّمس أي أثناء الّليل، حيث يظهر الهواء الملامس لسطح الأرض أكثر برودةً مقارنةً بالهواء على سطح البحار والمحيطات. وينتقل الهواء من خطّ الاستواء إلى قطبي الأرض الشّمالي والجنوبي؛ بسبب اختلاف مستويات الضّغط الجوّي، حيث تتعرّض المناطق الواقعة على خط الاستواء إلى معدلٍ أعلى من الحرارة الصّادرة من الشّمس مقارنةً بالمناطق القطبية، وبالتّالي يسخن الهواء القريب من سطح الأرض في المناطق الاستوائية وتقل كثافته؛ لينتقل الهواء من مناطق الضّغط المرتفع المناطق الاستوائية إلى مناطق الضّغط المنخفض القطبين، وهذا تفسير لكيف تنشأ الرّياح.[٣]
أهميّة الرّياح
بعد الحديث عن كيف تنشأ الرّياح لا بد من معرفة أهميّة الرّياح؛ إذ تلعب الرّياح دورًا هامًّا في التأثير على الإنسان وممارساته اليوميّة المختلفة، حيث استغل الإنسان طاقة الرّياح منذ القدم كمصدر للطّاقة في تشغيل طواحين الهواء، وساعدتهم على رفع المياه من الآبار، كما استخدموا الرّياح في عمليات النّقل من خلال بناء السّفن والطّائرات الشّراعيّة التي تعتمد بشكلٍ أساسيٍ على قوّة وحركة الرّياح، كما أنّها استخدمت في مجال الزّراعة والصّناعة، وفي الآونة الأخيرة أصبحت الرّياح مصدرًا هامًّا لتوليد الطّاقة الكهربائيّة في بعض الدّول المتقدمة.[٤]المراجع[+]
- ↑ "Wind", www.britannica.com, Retrieved 08-07-2019. Edited.
- ↑ "Air Conditions of Different Types of Wind", study.com, Retrieved 08-07-2019. Edited.
- ↑ "How Are Winds Formed?", sciencing.com, Retrieved 08-07-2019. Edited.
- ↑ "Wind", en.wikipedia.org, Retrieved 08-07-2019. Edited.