سؤال وجواب

حكم المبيت بمزدلفة


فريضة الحج

يتجه المسلمون في كل عام إلى بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج، خامس أركان الإسلام، حيث فرض الله عز وجل على عباده أداء مناسك الحج، واجتمع العلماء على وجوبها مرةً واحدةً في العُمر لمن استطاع إليه سبيلًا، قال تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}،[١]وللحج أركان متعددة يجب على الحاج الالتزام بها واتباعها، وأركان الحج هي الإحرام، وقوف عرفة، طواف الإفاضة والسعي بين الصفا والمروة، ولا يكتمل الحج إن لم يُكمِل الحاج هذه الأركان، وهناك واجباتٌ على الحاج منها المبيت في مزدلفة، لذا؛ يجدر على المسلم التعرف إلى حكم المبيت بمزدلفة.

الإفاضة إلى المزدلفة

بعد وقوف عرفة ينتقل حجاج بيت الله الحرام إلى المزدلفة، وسميت بالمزدلفة نسبةً إلى ذهاب الناس إليها وقربهم منها بعد تركهم لعرفة، والازدلاف لغةً يقصد به التقرب، وموعد الإفاضة إلى المزدلفة هو ليلة العاشر من ذي الحجة، وهي ليلة عيد الأضحى، حيث يقضي الحاج نهاره في عرفة، يجمع فيها صلاتي الظهر والعصر، ثمّ يتركها متجهًا إلى المزدلفة عند غروب الشمس، وتبعد المزدلفة مسافة 6 كم عن عرفة، ومسافة 8 كم عن المسجد الحرام، ومن الأحكام التي يجب على الحاج معرفتها، حكم المبيت بمزدلفة، وحكم من تركها قبل طلوع الفجر ذاهبًا إلى منى.[٢]

حكم المبيت بمزدلفة

يبحث حجاج بيت الله الحرام في أركان الحج وواجباته سعيًا بعدم الإخلال في أركان وواجبات الحج، ما يَفرِضُ على الحاج ضرورة التعرف إلى حكم المبيت بمزدلفة، ويَقصدُ حجاج بيت الله الحرام المزدلفة بعد وقوف عرفة، حيث يترك الحاج عرفة بعد غروب الشمس متجهًا إلى المزدلفة، ويصلي فيها المغرب والعشاء جمعًا، وعن عبد الله بن عمر قال: "جَمع النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيْنَ المَغْرِبِ والعِشَاءِ بجَمْعٍ كُلُّ واحِدَةٍ منهما بإقَامَةٍ، ولَمْ يُسَبِّحْ بيْنَهُمَا، ولَا علَى إثْرِ كُلِّ واحِدَةٍ منهمَا"،[٣]ويبيت فيها حتى طلوع الفجر وقبل طلوع الشمس يذهب إلى منى، ولا يجوز للحاج القوي القادر ترك المزدلفة قبل منتصف الليل، وذلك يُعَدُ واجبًا من واجبات الحج، إلا أنه ليس مبطلًا للحج.[٤]

وأجمع العلماء على وجوب المبيت في مزدلفة، وفي حال كان الحاج ضعيفًا أو تابعًا لضعيف، فإن نزوله إلى منى قبل طلوع الفجر لا يُبطِل حجته، كما أذن لهم الرسول عليه الصلاة والسلام، حيث سُمِحَ لهم بمغادرتها في آخر الليل بعد مُضي منتصف الليل، [٥] أما إن لم يكن ضعيفًا أو تابعًا لضعيف، فقد وجب عليه المبيت في المزدلفة، وأداء صلاة الفجر فيها، والوقوف فيها بعد صلاة الفجر والدعاء حتى طلوع الشمس، وأما عن حُكم من لم يلتزم في ذلك، وجب عليه الدم، وأجمع العلماء على ذبح شاة وتوزيعها على الفقراء في الحرم لمن غادر المزدلفة قبل طلوع الشمس ولم يبِت فيها. [٦]

المراجع[+]

  1. سورة البقرة، آية: 97.
  2. "فضائل عرفة ومزدلفة"، www.alukah.ne، اطّلع عليه بتاريخ 08-07-2019. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1673. صحيح.
  4. "المبيت في المزدلفة "، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 08-07-2019. بتصرّف.
  5. محمد العثيمين (1993)، مناسك الحج والعمرة والمشروع في الزيارة (الطبعة الأولى)، عنيزة: مكتبة الأمة، صفحة 66. بتصرّف.
  6. "دخل المزدلفة وخرج ثم بات خارجها فما حكمه"، www.fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 08-07-2019. بتصرّف.