سؤال وجواب

حكم التسمية باسم رعد


معنى اسم رعد

اسم رعدٍ هو اسم عَلَمٍ مذكّر، ومعناه في اللغة ذاك الصوت الذي ينفجر في الشتاء عندما تتلبد السماء بالسُّحب، أو أنه اسمٌ لمَلَكٍ يسوقه كما يسوق الحادي الإبلَ بحُدائه، أما دلالته فغالبًا من يتسمى بهذا الاسم فإنه يحمل صفاتٍ تدلّ على القوة والجبروت والشجاعة، وقد سمى الله سبحانه واحدةَ من أهمّ سور القرآن الكريم باسم سورة الرعد، وترتيبها في المصحف يأتي السورة الثالثة عشرة، وسيتناول هذا المقال الحديث عن حكم التسمية باسم رعد، والتطرّق لسورة الرعد التي لا يذكر اسم رعدٍ دون أن يرتبطَ بهذه السورة الكريمة.[١]

حكم التسمية باسم رعد

لعلّ التسمية بأسماءٍ فيها من المعاني الحميدة ما فيها يضفي أشياءً على النفس ليست بالقليلة، وهذا مثبتٌ بالعلم والتجربة، ولا شكّ أن السائل يمكن له أن يسأل: ما حكم التسمية باسم رعد؟ فالشرع ميزان الأفعال أولَ الأمر وآخرَه، ولكنّ الجواب يصل إلى نتيجةٍ مفادها عدمُ تحريمٍ أو حتى تكريهٍ لحكم التسمية باسم رعد، على أن الأفضل والأكمل أن تكون الأسماء كأسماء الصحابة والأنبياء ونحو ذلك، وقد ورد عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قوله: "تَسَمَّوْا بأسماءِ الأنبياءِ ، وأَحَبُّ الأسماءِ إلى اللهِ تعالى عبدُ اللهِ وعبدُ الرحمنِ ، وأَصْدَقُها حارثٌ و هَمَّامٌ ، وأَقْبَحُها حَرْبٌ و مُرَّةٌ"[٢]، وقد حثّت السنة المطهرة على توخّي الوالدين أحسن الأسماء للمولود حين يرزقهما الله به وبذا قال النبي -الكريم- فيما ورد عنه: "إنَّكم تُدْعَوْن يومَ القيامةِ بأسمائِكم وأسماءِ آبائِكم فحسِّنوا أسماءَكم"[٣][٤]

ومن هنا يجد المطلع أن التأسيَ بالأنبياء والصحابة -الكرام- فيما يخصّ التسمية أقرب للكمال، وإن كان عدم فعل ذلك لا يعدّ مكروهًا فضلًا عن التحريم، وبهذا فإن حكم التسمية باسم رعد مباحٌ، جائز لا شيء فيه.[٤]

وقفة مع سورة الرعد

سورة الرعد من السور المدنية، تتحدث في مجملها عن توحيد الله تعالى وعن حتمية البعث والجزاء، وأن الحق واضحٌ وضوح الشمس، قويٌ لا يزعزعه باطل، والباطل ضدُّ هذا ونقيضه وإن أظهر قوة خداعة في بعض الأحايين، لذا فإن على الإنسان ألا ينجرف مع تيار الباطل وإن علا وميضه فإنه لا محالة زائل، وأما الحق فيبقى راسخًا رسوخ الجبال في الأرض الصلبة، وتعرض السورة أيضًا لما في هذه الدنيا من المتناقضات التي تظهر شيئًا وفي باطنها ما يختلف عن الظاهر؛ تمامًا كالرعد الذي يكتنفه الخوف وتلفّه الرهبة في الظاهر، إلا أن باطنه كل الخير، فيه الماء الذي لا يوجد بشيءٍ حتى يوجد معه كل الخير.[٥]

ومن هنا، يُستدلّ على الحكمة من تسمية هذه السورة العظيمة باسم سورة الرعد، وكذلك المشركون الذين استكبروا على الحق لما جاءهم رغم سطوعه وعلوّ مكانته في النفوس، لكنهم لم يستسيغوا مخالفة أهوائهم، ونزولهم عند منبع النور الساطع والحق اللامع.[٥]

المراجع[+]

  1. "تعريف و معنى رعد في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 14-07-2019. بتصرّف.
  2. رواه الألباني، في ضعيف الجامع، عن أبي وهب الجشمي، الصفحة أو الرقم: 2435 ، ضعيف، ثم تراجع الشيخ وصحّحه.
  3. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم: صحيح ابن حبان، أخرجه في صحيحه.
  4. ^ أ ب "حكم التسمية بـ: رعد أو صخر"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-07-2019.
  5. ^ أ ب "سورة الرعد (هدف السورة: قوة الحق وضعف الباطل)"، www.kalemtayeb.com، اطّلع عليه بتاريخ 14-07-2019. بتصرّف.