تأملات في سورة الذاريات
القرآن الكريم
القرآن الكريم هو كتاب الله المنزل على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- المعجز بألفاظه والمتعبد بتلاوته، كما يحتوي القرآن على أهداف كثيرة ومتنوعة فالله -سبحانه وتعالى- ما أنزله إلا لغاية وسبب، ولعل السبب الأول من إنزال الكتب السماوية جميعًا ومنها القرآن الكريم هداية البشر إلى الطريق الحق وإلى عبادة الله وحده لا شريك له، قال تعالى: {قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}،[١] فالقرآن نزل لتصحيح العقيدة وتحقيق الإيمان الخالص بالله وحده، فالكفر ظلم وظلام والإيمان نور وفي إطار الحديث عن أهداف القرآن سيكون هذا المقال تأملات في سورة الذاريات.[٢]
تأملات في سورة الذاريات
ذُكرت قصة النبي إبراهيم في أكثر من سورة من القرآن الكريم ومنها سورة الذاريات، وذلك في قوله تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا ۖ قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ * فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ * فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ * فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۖ قَالُوا لَا تَخَفْ ۖ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ * فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ * قَالُوا كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ ۖ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ}،[٣] من التأملات في سورة الذاريات أن الله قد وصف ضيف سيدنا إبراهيم -عليه السلام- بأنهم مكرمون وفي سورة أخرى تحدثت عن نفس القصة لم يقيد الوصف والسبب في ذلك ما يأتي:[٤]
- في سورة الذاريات رد إبراهيم -عليه السلام- التحية وفي السورة الأخرى لم يُذكر أنه ردها.
- تحية إبراهيم -عليه السلام- دلت على الثبوت من تحية الملائكة فالجملة الاسمية تدل على الثبوت أما الفعلية فتدل على التجدد.
- أكرم النبي إبراهيم -عليه السلام- الملائكة وقدم إليهم عجل سمين وهذا يقتضي وصفهم بأنهم مكرمون.
- لم يعترض إبراهيم -عليه السلام- على تبشير الملائكة له بالغلام وإنما اعترض في السورة الأخرى، حيث أن مقتضى التكريم يتنافى مع الاعتراض.
غايات سورة الذاريات
بعد الحديث عن تأملات في سورة الذاريات لا بدّ من التطرق إلى غايات سورة الذاريات، بدأت سورة الذاريات بالقَسم على تحقيق الوعيد، الذي خُتمت به سورة الحجرات قبلها؛ لرعاية التناسب بين ختام سورة الحجرات السابقة لها وابتدائها، ومن غايات سورة الذاريات ما يأتي:[٥]
- تحقيق وقوع البعث والجزاء، وإبطال مزاعم المكذبين به وبرسالة الإسلام.
- وعد المؤمنين بنعيم الجنة، وذكر ما استحقوا به تلك الدرجة من الإيمان والإحسان.
- عرض مشهد ترغيبي من مشاهد يوم القيامة يتعلق بعباده المتقين.
- الحث على التفكر في آيات ربوبية الله وإلهيته.
- الحديث عن مظاهر القدرة بخلق السماوات والأرض.
- خُتمت السورة ببيان الغرض الأسمى، والمقصد الأعلى، والغاية العليا من خلق الإنسان والجان، وهي توحيد الله وعبادته، ثم تهديد الكافرين بسوء العاقبة والمصير.
المراجع[+]
- ↑ سورة المائدة، آية: 15-16.
- ↑ "مقاصد القرآن الكريم وأهدافه"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-07-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الذاريات، آية: 24-25-26-27-28-29-30.
- ↑ فاضل صالح السامرائي (1423هـ - 2003 م)، لمسات بيانية (الطبعة الثالثة)، عمان-الأردن: دار عمار، صفحة 83-84-85-86-87-88-89. بتصرّف.
- ↑ "مقاصد سورة الذاريات"، islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-07-2019. بتصرّف.