دعاء سيدنا نوح عليه السلام

قصة النبي نوح
نوح -عليه السلام- هو أحد أنبياء الله الذين أرسلهم لهداية أقوامهم، حيث أنه كان في قوم نوح قبل ولادته بزمن رجال صالحون فلما ماتوا قرر الناس أن يصنعوا لهم تماثيل لكي تبقى ذكراهم خالدة، وبعد مدة من الزمن اندثرت القصة الحقيقية، فعبد الناس الأصنام واتخذوها آلهة، فقام سيدنا نوح فيهم ودعاهم إلى نبذ عبادة الأصنام، واستخدم معهم كل أساليب الدعوة من تهديد ووعيد، إلا أنهم قد استمروا على كفرهم، ولذلك فإن النبي نوح من الرسل أولو العزم وذلك لما قاساه من أصناف العذاب في دعوته، ولكن الله -عزّ وجلّ- يأبى إلا أن ينصر عباده المؤمنين حيث أتى دعاء سيدنا نوح -عليه السلام- فقلب الموازين وعلت كلمة الحق فوق كل كلمة.[١]
دعاء سيدنا نوح عليه السلام
لما يأس النبي نوح -عليه السلام- من استجابة قومه قام بالدعاء عليهم، وقد ذُكر دعاء سيدنا نوح -عليه السلام- في القرآن الكريم، قال تعالى: {وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا * رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا}،[٢] وقد استجاب الله دعاء نوح سيدنا -عليه السلام- وقضى بهلاك قوم نوح بالغرق وأمره أن يصنع سفينة النجاة ليركب فيها والمؤمنون معه، ولما أتم نوح -عليه السلام- صنع السفينة وظهرت علامات بدء العذاب بتفجير العيون من الأرض ونزول الماء من السماء أمر الله -عزّ وجلّ- سيدنا نوح -عليه السلام- بأن يحمل فيها من الأحياء والحيوانات زوجين اثنين ذكرًا وأنثى ليبقى ويستمر نسلها كما أمره الله أن يحمل معه أهله ما عدا من كفر منهم، وهم إحدى زوجاته وأحد أبنائه كما أمر الله أيضًا أن يحمل معه الناس المؤمنين من قومه، ولما أهلك الله الكافرين أمر النبي نوح أن ينزل محفوفًا بالبركات والسلام ونصره وجعل الكافرين عبرة على مر الزمان، وهذا من عناية الله -عزّ وجلّ- ومن آثار دعاء سيدنا نوح -عليه السلام- الذي استجابه الله -سبحانه وتعالى-.[٣]
الدروس والعبر المستفادة من قصة نوح
قال تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ * وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا ۚ إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ * وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ۚ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ ۚ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ * وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ۖ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ۖ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۖ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ}،[٤] ومن الدروس والعبر المستفادة من قصة نوح -عليه السلام- ما يأتي:[٥]
- التحذير من خطوات الشيطان وأنها سبب للهلاك.
- العلم سبب للنجاة من الشرك، والجهل سبب للوقوع فيه.
- المسلم يجب أن يكون شفوقًا على إخوته، رحيمًا بهم، يحب لهم الخير.
- الصبر على الدعوة إلى الله -عزّ وجلّ-، وأن يسلك الداعي كل السبل في طريق هداية الخلق.
- الثِّقة بالله -عزّ وجلّ-، والثبات على الحق سبب في الوصول إلى النجاة.
- الصلة والقرابة الحقيقة بين الناس ليست بالدم أو بالنسب، وإنما هي قرابة الدين والعقيدة.
المراجع[+]
- ↑ "قصة نوح عليه السلام"، www.kalemtayeb.com، اطّلع عليه بتاريخ 12-07-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة نوح، آية: 26-27-28.
- ↑ "نوح عليه السلام"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 12-07-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة هود، آية: 40-41-42-43-44-45-46.
- ↑ "قصة سيدنا نوح عليه السلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-07-2019. بتصرّف.