سؤال وجواب

دعاء شرب زمزم


بئر زمزم

بئر زمزم هو البئر الذي انفجر تحت قدمي النبي إسماعيل، عندما كان رضيعًا وكان هو وأمه السيدة هاجر في مكة المكرمة، حيث كانت خالية من البشر والزرع حتى فجّر الله بئر زمزم تحت حركة أقدام سيدنا إسماعيل وأصبحت السيدة هاجر تزم الماء بيديها حتى تجمعه في مكان واحد، ولا يُعرف مصدر البئر، لأنه اندثر إحدى المرات في العصر الجاهلي ولم يُعرف له مكان، ثم ظهر بعد ذلك، ومن صفات نبع زمزم أنه لم ينضب منذ أن ظهر للوجود، وهو صالح لشرب جميع الناس ولم يشتكِ أحد منه، كما أن لا نمو للطحالب في هذا البئر على عكس الآبار الأخرى، وبالتالي لا يتغير لونه وطعمه ورائحته، ومما يُستحب بالنسبة لنبع زمزم ذكر دعاء شرب زمزم.[١]

دعاء شرب زمزم

عن جابر -رضي الله عنه- قال‏:‏ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ ‏"ماءُ زمزمَ لما شُرِبَ له"‏‏،[٢]‏ وقد عمل العلماء والصالحون بهذا الحديث فشربوا من ماء زمزم لمطالب عظيمة ونالوها -بإذن الله-، واستحبوا‏ لمن شرب ماء زمزم للمغفرة أو للشفاء من مرضٍ ونحو ذلك أن يقول دعاء شرب زمزم وذلك بأن يقول: اللهم بلَغني أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:‏ ‏"‏ماءُ زمزمَ لما شُرِبَ له"‏، اللهم وإني أشربه لتغفر لي ولتفعل بي كذا وكذا، فاغفر لي أو أفعل، أو يقول: اللهم إني أشربه مستشفيًا به فاشفني،[٣] ومن دعاء شرب زمزم الذي دعا به ابن عباس -رضي الله عنهما- قوله "أسألك علمًا نافعًا، ورزقًا واسعًا، وشفاءً من كل داء"، وروي عن عبد الله بن المبارك -رحمه الله- أنه كان بمكة فأتى زمزم فاستقى منه شربة، ثم استقبل الكعبة، ثم قال: "اللهم إن ابن أبي الموال حدثنا عن محمد بن المنكدر عن جابر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ماء زمزم لما شرب له، وهذا أشربه لعطش القيامة "، ثم شربه، وقد قال ابن تيمية -رحمه الله- عن ماء زمزم: "ويُستحب أن يشرب من ماء زمزم ويتضلع منه، ويدعو عند شربه بما شاء من الأدعية الشرعية"، وكذلك فإن لابن باز -رحمه الله- قولٌ مشابه حيث قال: "يستحب للحاج الشرب من ماء زمزم والتضلع منه، والدعاء بما تيسر من دعاء شرب زمزم النافع، وماء زمزم لما شرب له"، ومعنى التضلع أي الشرب حتى الارتواء، ومن الأقوال السابقة يظهر استحباب الشرب وذكر دعاء شرب زمزم، والأصل أن دعاء شرب زمزم يكون سرًا ولكن لا بأس في الجهر به -والله تعالى أعلم-.[٤]

ماء زمزم في الحديث الشريف

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أَوَّلَ ما اتَّخَذَ النِّسَاءُ المِنْطَقَ مِن قِبَلِ أُمِّ إسْمَاعِيلَ، اتَّخَذَتْ مِنْطَقًا لِتُعَفِّيَ أَثَرَهَا علَى سَارَةَ، ثُمَّ جَاءَ بهَا إبْرَاهِيمُ وبِابْنِهَا إسْمَاعِيلَ وهي تُرْضِعُهُ، حتَّى وضَعَهُما عِنْدَ البَيْتِ عِنْدَ دَوْحَةٍ، فَوْقَ زَمْزَمَ في أَعْلَى المَسْجِدِ، وليسَ بمَكَّةَ يَومَئذٍ أَحَدٌ، وليسَ بهَا مَاءٌ، فَوَضَعَهُما هُنَالِكَ، ووَضَعَ عِنْدَهُما جِرَابًا فيه تَمْرٌ، وسِقَاءً فيه مَاءٌ، ثُمَّ قَفَّى إبْرَاهِيمُ مُنْطَلِقًا، فَتَبِعَتْهُ أُمُّ إسْمَاعِيلَ فَقالَتْ: يا إبْرَاهِيمُ، أَيْنَ تَذْهَبُ وتَتْرُكُنَا بهذا الوَادِي، الذي ليسَ فيه إنْسٌ ولَا شيءٌ؟ فَقالَتْ له ذلكَ مِرَارًا، وجَعَلَ لا يَلْتَفِتُ إلَيْهَا، فَقالَتْ له: آللَّهُ الذي أَمَرَكَ بهذا؟ قالَ نَعَمْ، قالَتْ: إذَنْ لا يُضَيِّعُنَا،... وجَعَلَتْ أُمُّ إسْمَاعِيلَ تُرْضِعُ إسْمَاعِيلَ وتَشْرَبُ مِن ذلكَ المَاءِ، حتَّى إذَا نَفِدَ ما في السِّقَاءِ عَطِشَتْ وعَطِشَ ابنُهَا، وجَعَلَتْ تَنْظُرُ إلَيْهِ يَتَلَوَّى،... فَهَبَطَتْ مِنَ الصَّفَا حتَّى إذَا بَلَغَتِ الوَادِيَ رَفَعَتْ طَرَفَ دِرْعِهَا، ثُمَّ سَعَتْ سَعْيَ الإنْسَانِ المَجْهُودِ حتَّى جَاوَزَتِ الوَادِيَ، ثُمَّ أَتَتِ المَرْوَةَ فَقَامَتْ عَلَيْهَا ونَظَرَتْ،... فَلَمَّا أَشْرَفَتْ علَى المَرْوَةِ سَمِعَتْ صَوْتًا،... فَقالَتْ: قدْ أَسْمَعْتَ إنْ كانَ عِنْدَكَ غِوَاثٌ، فَإِذَا هي بالمَلَكِ عِنْدَ مَوْضِعِ زَمْزَمَ، فَبَحَثَ بعَقِبِهِ، أَوْ قالَ بجَنَاحِهِ، حتَّى ظَهَرَ المَاءُ، فَجَعَلَتْ تُحَوِّضُهُ وتَقُولُ بيَدِهَا هَكَذَا، وجَعَلَتْ تَغْرِفُ مِنَ المَاءِ في سِقَائِهَا وهو يَفُورُ بَعْدَ ما تَغْرِفُ،... قالَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: يَرْحَمُ اللَّهُ أُمَّ إسْمَاعِيلَ، لو تَرَكَتْ زَمْزَمَ ،... لَكَانَتْ زَمْزَمُ عَيْنًا مَعِينًا"،[٥]

المراجع[+]

  1. "بئر زمزم"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 13-07-2019. بتصرّف.
  2. رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 2/543، إسناده جيد رجاله كلهم ثقات سوى راو لم أجد له ترجمة.
  3. "فصل‏:‏ فيما يقوله إذا شرب ماء زمزم‏.‏"، www.kalemtayeb.com، اطّلع عليه بتاريخ 13-07-2019. بتصرّف.
  4. "هل يدعو عند الشرب من زمزم سرا أم جهرا ؟"، www.islamqa.info. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3364، صحيح.