أحداث فتح بلاد المجر
محتويات
الدولة العثمانية
هي إمبراطوريّة إسلاميّة تأسّست على يد عثمان الأول بن أرطغرل ودامت قرونًا طويلة، حيث قامت الدولة العثمانية عام 1299م واستمرَّت حتَّى عام 1923م، وقد وصلتِ الدولة العثمانية إلى ذروة قوَّتها في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، فقد أسقط العثمانيّون القسطنطينية ودخلوا أوروبّا، كما دخلوا آسيا وأفريقيا وقضوا على الدولة الصفوية في العراق، وقد عاشتْ هذه الدولة قمَّة ازدهارها في عهد السلطان العثمانيّ سليمان القانوني الذي حكم منذ عام 1520 إلى 1566 ميلادية، وهذا المقال سيسلِّط الضوء على أحداث فتح بلاد المجر الذي قامت به الدولة العثمانية عهد السطان سليمان القانوني.[١]
بلاد المجر
المجر أو هنغاريا، هي دولة من الدول الأوروبيّة التي تقعُ في وسط القارة الأوروبيّة تقريبًا، تحدُّ دولة المجر من الشمال سلوفاكيا وأوكرانيا من الشمال الشرقي ورومانيا من الشرق وكرواتيا وصربيا وسلوفينيا من الجنوب والنِّمسا من الغرب، وهي دولة محاطة باليابسة ليس لها أي منفذ بحري أبدًا، تبلغ مساحة المجر حوالي 93.030 كيلومتر مربّع، وتتألف من سهول منبسطة وهضاب وجبال منخفضة على الحدود السلوفاكية الشمالية، يبلغ عدد سكان المجر حوالي 9.778 ألف نسمة.[٢]
وقد حَكَّمتِ المجرَ في تاريخِها دولٌ كثيرة وحضارات عديدة، مثل الكلت والرومان، ثمَّ الدولة العثمانية التي حكمتِ المجر قرابة قرن ونصف القرن من الزمن، ثمَ وبعد خروج العثمانيين منها تشكّلت إمبراطورية هازبرغ التي كانت تتألف من اتحاد دولَتَيْ المجر والنّمسا، فسُمِّيت بالإمبراطورية النمساوية المجرية، وكانت قوّةً عظمى في الحرب العالمية الأولى، ثمَّ بعد الحرب عُقبت المجر على دورها في الحرب وخسرت قسمًا كبيرًا من أراضيها، ثمَّ دخلتها الشيوعيّة عام 1947 وخرجتْ منها عام 1989م لتتحوّل المجر بعدها إلى جمهورية ديمقراطية وقوة اقتصادية في الوقت الحالي.[٢]
الحروب العثمانية المجرية
قبل تسليط الضوء على أحداث فتح بلاد المجر، لا بدَّ من القول إنَّ الحروبَ العثمانيّة المجرية كان لها قسم كبير في تاريخ الحروب في العصور الوسطى، فهي سلسلة من الحروب والمعارك الشرسة التي دارت بين الدولة العثمانية من جهة ومملكة المجر من جهة، حيث دخل العثمانيون صربيا بعد انتصارهم في معركة كوسوفو، وبعد دخولهم أراضي البلقان اضطر المجريُّون إلى الدخول في الحرب مع العثمانيين دفاعًا عن أراضيهم في البلقان، وقد كان الفتح العثماني للمجر في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني في القرن السادس عشر، في الفترة التي حكم فيها لويس الثاني المجر بعد معركة شرسة أدّت إلى سيطرة العثمانيين على المجر كاملة.[٣]
أحداث فتح بلاد المجر
في الحديث عن أحداث فتح بلاد المجر، يمكن القول إنَّه في الخامس والعشرين من إبريل نيسان عام 1526 ميلاديّة، انطلق السلطان العثماني سليمان القانوني من القسطنطينية إلى بلاد المجر وقد كانت الحروب في تلك الفترة بين الدولتين قائمة لا تتوقف، وكان الجيش العثماني مؤلَّفًا من مئة ألف مقاتل مجهَّزين بثلاثمائة مدفع وثمانمائة سفينة ممتدة موجودة في نهر الطونة مَهمّتها نقل الجيوش العثمانية إلى البَرِّ الأوروبيّ.[٤]
وسار الجيش العثماني بقيادة السلطان سليمان القانوني وعدد من وزرائه إلى المجر عابرين طريق الصرب مرورًا بقلعة بلغراد، حتَّى وصل الجيش العثماني إلى وادٍ اسمه وادي موهاكس في العشرين من ذي القعدة من عام 932 هجرية، وهو ما يوافق اليوم الثامن والعشرين من آب أغسطس من عام 1526 ميلادية.[٤]
وفي اليوم الثاني اصطفَّ الجيش العثماني في صفوفٍ ثلاثة، وكان السلطان العثماني في الصف الثالث ومعه فرقة انكشارية عثمانية مجهزة بالمدافع، وفي هذا اليوم هاجم الفرسان المجريون بقيادة لويس صفوف الجيش العثماني، فتزعزعَتْ صفوف العثمانيين وتفكَّكتْ، مما أتاح الفرصة للفرسان المجريين للوصول إلى صف المدافع وهو الصف العثماني الثالث، فأمر السلطان سليمان بضرب الفرسان المجريين بالمدافع بلا هوادة، فأمطرتِ المدافع العثمانية المجريين بالنار، فدبَّ الرعب في قلوب الفرسان المجريين الباقين فقد قُتل أغلبهم بما فيهم ملكهم لويس الذي فُقدتْ جُثَّتُهُ.[٤]
وهكذا حسمتِ المدافع العثمانية معركة وادي موهاكس؛ فلم يبقَ للمجر أيّ جيش يدافع عنها وأصبحتِ الطريق إلى المجر مفتوحة أمام العثمانيين، وبعد هزيمة الجيش المجري أمام العثماني في موهاكس أرسل أهالي "بود" أو "بودابست" عاصمة المجر الحالية مفاتيح المدينة إلى السلطان العثماني، فدخل السلطان سليمان القانوني المجر في العاشر من سبتمبر من عام 1526 ميلادية، وهذه هي أحداث فتح بلاد المجر.[٤]
ما بعد فتح بلاد المجر
بعد ما جاء من أحداث فتح بلاد المجر، جدير بالذكر إنَّه بعد انتصار العثمانيين في معركة موهاكس، أرسل أهالي عاصمة المجر "بود" مفاتيح المدينة للسلطان العثماني، فدخلها السلطان بجنوده عام 1526م، وقد أعطى السلطان لجنوده أمرًا بعدم التَّعرُّض للأهالي كما أمرهم بالانضباط والمحافظة على الأمن، ولكنَّ أوامر السلطان لم تنفَّذ أبدًا، فقد انتشر الجنود الأتراك العثمانيون في أرجاء المجر وارتكبوا فيها الفظائع من القتل والنهب والسرقة.[٤]
وبعد وصول السلطان سليمان القانوني ودخوله عاصمة المجر جمع أمراء المجر وأعطاهم وعدًا بتعيين أمير ترانسيلفانيا ملكًا على المجريين، ثمَّ عاد إلى مركز الخلافة العثمانية وقد جلب نفائس الكتب من المجر، وهكذا كان يفعل نابليون بونابرت الذي كان يأتي بالتحف والصور والآثار والكتب من البلاد التي يسيطر عليها، وهكذا فعل في مصر عندما دخلها في القرن الثالث عشر حيث أخذ منها كتب الفقه والأحكام، وفعل مثله السلطان سليمان القانوني الذي عاد بالكتب والنفائس من المجر إلى القسطنطينية في الثالث والعشرين من نوفمبر من عام 1526 ميلادية.[٤]المراجع[+]
- ↑ "الدولة العثمانية"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 13-07-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "المجر"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 13-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "الحروب العثمانية المجرية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 13-07-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح "فتح بلاد المجر"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 13-07-2019. بتصرّف.