دعاء سيدنا زكريا للإنجاب

قصة زكريا عليه السلام
عاش النبي زكريا في مكان تواجد فيه عالم يُدعى "عمران"، وقد كان زكريا نبي القوم وعمران عالمهم، كما تزوجوا أختين، ولم يكتب الله لهم الذرية، إلى أن جاءت دعوة زوجة عمران التي تمنت على الله أن تلد صبيًا تهبته لله، مات عمران قبل ولادة زوجته التي وضعت أنثى ولم تضع ذكرًا ومع ذلك قررت زوجة عمران أن تكون ابنتها في خدمة المسجد بيت الله، وكانت هذه البنت هي السيدة مريم العذراء التي تسابق الشيوخ والعلماء لكفالتها وكان منهم النبي زكريا الذي ربح القُرعة ووضع مريم في كفالته، وكان كلما دخل عليها يجد عندها الخير الكثير، وعندما يسألها تجيبه بأنه من عند الله، وفي ذلك المكان جاء دعاء سيدنا زكريا للإنجاب موضوع هذا المقال.[١]
دعاء سيدنا زكريا للإنجاب
تحدّث القرآن الكريم عن دعاء زكريا -عليه السلام- في سورة آل عمران وسورة مريم، قال تعالى: { هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ}،[٢] وقال أيضًا: {ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا * قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ۖ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا * يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا}،[٣] كان دعاء سيدنا زكريا للإنجاب أن يهب الله له ذريّةً طيبة فاستجاب الله دعاءه ووهب له سيدنا يحيى -عليه السلام- وقد كان سيدنا زكريا شيخًا كبيرًا وامرأته عجوز كبيرة وهي مع ذلك عاقر لا تُنجب الولد، فشرح سبب دعائه وبين ضعفه وانكسر بين يدي الله الكريم الرحيم الذي استجاب له وأعطاه ما طلب وهذا من عجائب الدعاء، حيث أن أسباب حصول الولد معدومة ولكن قدرة الله لا يعجزها شيء بوجود أسباب أو بدونها، وقد بيّن النبي زكريا ضعفه وعجزه عند دعائه وهذا من آداب الدعاء، وعندما علم أن الاستجابة قد حصلت والدعوة قد أًجيبت شكر الله -سبحانه وتعالى- وطلب أن تكون له آية حمدًا لله وامتنانًا وهو أهلٌ لذلك سبحانه.[٤]
أثر الدعاء في إنجاب الولد
خلق الله -عزّ وجلّ- بني آدم ووضع في نفوسهم حب الذرية وإنجاب الولد قال تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ}،[٥] ولكن هذا الأمر لا يحصل لجميع الناس بشكل طبيعي فمنهم من يتأخر في الإنجاب ومنهم من لا ينجب أبدًا ومن الأدعية الجامعة في هذا الباب والتي لها عظيم الأثر في الرزق بالأولاد، دعاء سيدنا زكريا للإنجاب الذي ورد في القرآن الكريم، قال تعالى: {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}،[٦] ويُلاحظ من السياق القرآني أن الاستجابة كانت فورية وسريعة وذلك لوجود الفاء التعقيبية في كلمة "فاستجاب"، وهذا من عظيم فضله وكرمه سبحانه الذي لا يُعجزه شيء، ومن الدعوات الواردة في هذا الموضوع دعاء سيدنا إبراهيم -عليه السلام- الذي ورد في سورة الصافات وذلك في قوله تعالى: {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ}،[٧] ويُلاحظ في سرعة استجابة الله -سبحانه وتعالى- ما لوحظ في دعاء سيدنا زكريا للإنجاب، وذلك في لفظة "فبشرناه"، وكذلك مما ينفع ويفيد في باب استجابة الدعوات وتحقيق الرغبات الإلحاح بالطلب وكثرة الانكسار والتذلل بين بدي الخالق مع مراعاة آداب الدعاء.[٨]المراجع[+]
- ↑ "قصة زكريا عليه السلام"، www.kalemtayeb.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-07-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 38.
- ↑ سورة مريم، آية: 2-3-4-5-6-7.
- ↑ "الدعاء المستجاب.. سيدنا زكريا عليه السلام أنموذجا"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-07-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الكهف، آية: 46.
- ↑ سورة الأنبياء، آية: 89-90.
- ↑ سورة الصافات ، آية: 100-101.
- ↑ "أدعية وأذكار تنفع في إنجاب الذرية بإذن الله."، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-07-2019. بتصرّف.