سؤال وجواب

قصة الحمار والأسد


قصة الحمار والأسد

تُعدّ قصة الحمار والأسد من قصص الخيال التي تعكس طبيعة العلاقات والمواقف في حياة البشر من خلال تجسيدها في بيئة الغابة، حيث تدور أحداث هذه القصة في إحدى الغابات البعيدة التي كان يحكمها أسد طال به العمر، وأصبح ضعيفًا إلى درجة أنه لم يعد قادرًا على الركض في الغابة وصيد الفرائس، ومضت على الأسد العديد من الأيام وهو في عرينه ولم يأكل شيئًا، وكان الأسد قد اتخذ ثعلبًا ليكون مساعدًا له على إدارة شؤون الغابة، ومن هنا أحبَّ الأسد أن يستثمر وجود الثعلب في جلب فريسة له كي لا يموت جوعًا، وكان للأسد ما أراد، فبدأ الثعلب البحث في الغابة عن فريسة مناسبة كي يُسرَّ بها الملك.


وبينما كان الثعلب يجوب أرجاء الغابة عثر على حمار هزيل، قد أنهكه التعب، فسأل الثعلب الحمار عن سبب شعوره بهذا التعب، فأجابه الحمار بأنه يعمل في مزرعة رجل قرب الغابة، وأن هذا الرجل يُثقل عليه من خلال العمل لساعات طوال، ووضع أوزان هائلة عليه، فهرب من المنزل لأخذ قسط من الراحة بعيدًا عن العمل المُجهد في مزرعة صاحبه، وبدأ الحمار يتجول مع الثعلب في أرجاء الغابة، وكان الثعلب يستدرجة شيئًا فشيئًا مُحاولًا أن يصل به إلى الأسد كي يتمكن الأسد من افتراسه بكل سهولة، فأخبر الثعلبُ الحمار بأن ملك الغابة لا يحب الظلم، وأنه قادر على أن يعيش حياةً أفضل في هذه الغابة الواسعة في ظل حكم الأسد.


وهنا بدأ وساوس الثعلب الماكر تراود الحمار، فطلب من الثعلب أن يدله على المكان الذي يوجد فيه الأسد، وهناك بلغت قصة الحمار والأسد ذروتها حين اقترب الحمار من مكان وجود الأسود، فأمر الثعلب الحمار بأن ينتظر في الخارج قليلًا ريثما يستأذن الأسد بالدخول عليه، وأسرع الثعلب إلى الأسد ليخبره بأن الحمار في الخارج وأن عليه أن ينقض عليه بمجرد دخوله، وخرج الثعلب بعد ذلك ليخبر الحمار بأن عليه الدخول إلى مكان وجود الأسد، وكان الأسد قد اتخذ موضعًا يمكّنه من إحكام سيطرته على الضحية التي ستدخل إلى المكان الذي اتخذه، وما إن دخل الحمار حتى انقض الأسد عليه، وافترسه لتكون نهاية الحمار في قصة الحمار والأسد مؤسفة.


وفي ختام قصة الحمار والأسد لا بد من ذكر بعض الدروس المستفادة من هذه القصة، ومن أبرزها خطورة أن يغادر المرء المكان الذي يجد فيه الأمان وإن لم تكن راحته في هذا المكان مُطلَقة، لأن ذلك قد يتسبب في إحداث الخطر به، بالإضافة إلى أهمية أن يحذر المرء ممَّن يحاولون الإيقاع به من خلال تزيين الخطر لهم بالأقوال التي لا تعكس الحقيقة، وبيان أن الخير يكمن في اتخاذ قرار ما أو موقف ما، وهذا ما حدث مع الحمار حيث زيَّن له الثعلب الطريق إلى الهلاك، فلم يشعر بالخطر المُحدق به، ومضى بإرادته ليكون صيدًا سهلًا.