سؤال وجواب

دعاء أبي الدرداء لحفظ البيت


أبو الدرداء الأنصاري

إنه صحابي موصوفٌ بالزُّهد والعبادة، أقواله أصبحت منارًا للباحثين، إنه أبو الدَّرْداء عُوَيْمرُ بنُ عامرٍ الأنصاريُّ الخزرجيُّ، أسلم وشَهِدَ أُحُدًا وما بعدها، آخى النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- بينه وبين سلمان الفارسي، وأخذ القرآن عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وكان من كتَّاب الوحي، وكان أبو الدَّرْداء من علماء الصحابة وعبَّادهم، رحل في عهد عمر إلى الشام يعلِّم الناس القرآن، وهو أوَّل مَنْ سَنَّ حلْقات تحفيظ القرآن، ثم استعمل على القضاء فكان أوَّل قاضٍ لدمشق، كان أبو الدرداء موصوفًا بالعقل والحكمة، فكان لقبه: حكيم الأمة، وينضُّم إلى هذا الفضل كثرة ذِكْرٍ وتسبيحٍ، وسيُذكر خلال المقال دعاء أبي الدرداء لحفظ البيت.[١]

دعاء أبي الدرداء لحفظ البيت

جاء دعاء أبي الدرداء لحفظ البيت عندما آتاه رجل إلى أبي الدرداء، وقال: يا أبا الدرداء قد احترق بيتك، قال: لم يكن الله ليفعل بي ذلك، من كلمات سمعتهن من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهي: "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علمًا، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم، من قالها حين يصبح وحين يمسي لم تصبه فتنة لا في نفسه، ولا ماله ولا أهله" وإني قلتهن هذا اليوم، فقال: فذهبنا إلى بيته فوجدنا كل ما حوله قد احترق وداره لم تحترق.[٢]

قال الشيخ ابن باز -رحمه الله-: الحديث ضعيف، ولكن إذا عمل به الإنسان رجاء أن ينفعه الله به فهو ذكر طيب عظيم لا بأس به، لكن من غير أن يعتقد الإنسان أن هذا الدعاء حرز مخصص لدفع الحريق والأذى عن البيت، وأيضًا من غير اعتقاد أنه سنة، لكنه ذكر طيب عظيم مشروع، لكن لا يعتقد فيه شيء.[٣]

لكن إذا قدر الله وقوع الحريق، فإن بعض أهل العلم يقولون أن حديث التكبير يطفيء النار وهو حديث ضعيف، فقد قيل أن التكبير عند الحريق ينفع في إطفائه ومنع ضرره، وقال ابن القيم في "زاد المعاد": "لما كان الحريق سببه النار، وهي مادة الشيطان التي خلق منها، وكان فيه من الفساد ما يناسب الشيطان بمادته وفعله، كان للشيطان إعانة عليه وتنفيذ له، وبهما يُهلِك بني آدم، فالنار والشيطان كل منهما يريد العلو في الأرض والفساد، ولهذا كان تكبير الله -عز وجل- له أثر في إطفاء الحريق، فإذا كبر المسلم ربه أثَّر تكبيره في خمود النار وخمود الشيطان فيطفئ الحريق، وقد جربنا هذا فوجدناه كذلك، والله أعلم".[٤]

دعاء لتحصين البيت وأهله

لعلّ من أعظم وسائل الحفظ للعبد المداومة على أذكار اليوم والليلة، ويكفي من فوائدها أنها من الأعمال الصالحة التي تقرب المسلم إلى الله درجات ودرجات، ومنها قراءة آية الكرسي والتي أخبر عنها النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنها حصنٌ منيعٌ لقارئها من كل شر، وكذلك قراءة سورة الإخلاص والمعوذتان وآية الكرسي ففيها من الخير العظيم ما الله به عليم، كما أن هناك أدعية لحفظ العبد تقال في الصباح والمساء، مثل دعاء: [٥]

  • "بِسْمِ الله الّذِي لا يَضُرّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمَاءِ وَهُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ"، تُكرر ثَلاَثَ مَرّاتٍ.
  • "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق"، تُكرر ثلاث مرات.
  • "اللّهُمّ إنّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللّهُمّ إنّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللّهُمّ اُسْتُرْ عَوْرَاتِي، وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللّهُمّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنَ يَدَيّ وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي".
  • "حسبي الله لا إله إلا هو، وعليه توكلت وهو رب العرش العظيم"، تُكرر سبع مرات.

المراجع[+]

  1. "سيرة حكيم الأمة أبي الدرداء رضي الله عنه "، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-07-17. بتصرّف.
  2. رواه ابن حجر العسقلاني، في نتائج الأفكار ، عن أبو الدرداء، الصفحة أو الرقم: 2/425 ، غريب.
  3. "الحكم على درجة حديث أبي الدرداء: (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت ...) "، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2019-07-17. بتصرّف.
  4. "تخريج حديث إطفاء النار بالتكبير ... أين أجده ؟"، www.ahlalhdeeth.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-07-17. بتصرّف.
  5. "الأذكار وسيلة لحفظ العبد من الأشرار"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-07-17. بتصرّف.