سؤال وجواب

أنواع الوسواس القهري


الوسواس القهري

الوسواس القهريّ OCD هو عبارة عن هواجس تأتي على شكل أفكار وأوهام وميول ورغبات واندفاع مصحوب بمشاعر إكراه داخليّ، أي أنّ الشخص لا يريد فعل ما يفعله لكنّه لا يستطيع المقاومة، فتظهر هذه الأفكار والأحاسيس بشكل لا إرادي، وإن مرض الوسواس القهري يعدّ من الأمراض العصابية الأكثر شيوعًا، حيث يعاني منه واحد من كل أربعين بالغًا، فيتميز هذا المرض بأفكار وأفعال وطقوس متكررة تسمى الأفعال القهرية وتكون مزعجة غير منطقية وغير صحيحة ويكون الشخص مدركًا تمامًا أن هذه الأفعال غير منطقية، ولكنّه يستمر بها.[١]

أعراض الوسواس القهري

مع أنّ أنواع الوسواس القهري متعددة، وتظهر بصور عدة إلّا أنّ هناك أعراضًا مهمّة ومعروفة تظهر في صورة المراجعة والتدقيق المتكرر والقهري، مثل: الغسيل والتنظيف المتكرّر والقهري والبحث عن التناسق التام، أفكار عدوانية وجنسية غير مرغوبة، العدّ القهري للأشياء، وطقوس للمحافظة على النظام والحفاظ على الترتيب والتوازن الدائم، وقد يظهر أنّ بعض الأشخاص يعانون من الأفكار الوسواسية لكن دون أفعال قهرية، وقد يختلف أيضًا من مريض لمريض عدد الأعراض وشدتها، فالبعض يعاني من عرض واحد وآخرون من عدة أعراض والبعض يتحول من عرض لعرض آخر.[٢]

أسباب الوسواس القهري

إن مرض مثل الوسواس القهري لا يمكن أن يظهر فجأة بل إن لظهوره أسبابًا متعدّدة قد تكون جسمية أو نفسية أو سلوكية، فيكتسب الفرد هذا المرض ويتشكّل خلال فترة من الزمن، وتكون الأسباب لأنواع الوسواس القهري المتعدّدة كالآتي:[٣]

أسباب جسمية

وتكون الأسباب الجسمية إمّا بسبب خلل في النواقل العصبية مثل السيروتونين الذي يعمل على تكوين الأعراض في الوسواس القهري أو يمكن أن يكون بسبب خلل في الدماغ ويكون اكتشافه عن طريق التصوير بالأشعة المقطعية أو بالرنين المغناطيسي، ومن الأسباب الجسمية أيضًا الوراثة فقد أكدت الدراسات تأثير العامل الوراثي في نشأة الوساوس القهرية.

أسباب سلوكية

تكون عندما يكتشف الفرد أن أفعالًا معينة تقلل من القلق المصاحب للفكرة الوسواسية فبيطور الفرد أفعالًا تجنبية للقلق المصاحب للأفكار الوسواسية في صورة أفعال قهرية، ويمكن أيضًا أن يكون السبب تعزيز سلوك الطفل القهري، مثل أن الطفل يغسل يديه لمدة تزيد عن خمس دقائق ولمرات متكررة وتقول له الأم كلمات تعزيزية، وتجعله يزيد من هذه المدة فيتكون عنده هذه الأفعال القهرية.

الأسباب النفسية

ترتبط الأسباب النفسية بالسمات الشخصية للفرد، أيْ حال كان الشخص منهمكًا في التفاصيل والنظام والترتيب والميل النفسي للمثالية والميل للمحافظة على الروتين، مع أنّ الدراسات لم تثبت قطعًا أن من يمتلك مثل هذه الصفات يمكن أن يتطور لديه مرض الوسواس القهري لكنها قد تؤثر في ذلك.

أنواع الوسواس القهري

إنّ تنوع أفكار الانسان وأشكال سلوكه أدّى إلى ظهر أنواع الوسواس القهري العديدة التي تختلف في أعراض وتتشابه في أعراض أخرى وتكون انواع الوسواس القهري كالآتي:[٤]

وسواس النظافة

ويكون بالخوف الزائد من تعرض الشخص نفسه أو الأهل أو الأحباب لمرض بسبب القاذورات أوالميكروبات أو الجراثيم فيظهر الاشمئزاز من الفضلات، مثل البول والبراز، ويظهر عليه علامات مثل كثرة المبالغ بها في الاستحمام وغسل اليدين بعد مصافحة أو لمس أي شيء فيكون مهووسًا في النظافة والابتعاد عن أيّ شيء يعتقد أنه غير نظيف بالشكل الكافي.

وسواس الترتيب

ويعبر عن هذا النوع من أنواع الوسواس القهري بأن الشخص المصاب به تنتابه الرغبة الشديدة في وضع الأشياء في نظام صارم لا يتغير، ويهتم بالتفاصيل الدقيقة وبنظافة البيئة المحيطة ونظامها وترتيبها، مثل بيئة العمل والمنزل، ويهتم بمظهره وترتيب هندامه بصورة مرضية وتراوده أفكار وسواسية متكررة للمراجعة النظام والترتيب والتحقق من أنّ كل شيء مرتّب، وتصحبها الأفعال القهرية المرتبطة بالترتيب.

وساوس التخزين

فيكون الفرد هنا غير قادر على التخلص من أشياء قديمة أو لا قيمة لها، مثل لمبات تالفة أو علب كرتون أو جرائد قديمة وغيرها؛ بدعوى أنه من الممكن أن يأتي يوم ويكون بحاجتها، وأيضًا الخوف من فقدان شيء ما أو التخلص منه عن طريق الخطأ فيقوم الشخص المصاب بهذا النوع من أنواع الوسواس القهري بفحص قمامة المنزل بدقة للخوف من فقدان أي شيء.

وسواس التكرار

يكون الفرد هنا لديه رغبة بالقيام بأعمال روتينية متكررة دون أيّ هدف منطقي، والتأكد من القيام بأعمال معينة مرارًا وتكرارًا، مثل التأكد من إغلاق الباب لمرات عديدة مبالغ فيها قبل النوم، والرغبة في إلقاء الأسئلة المتكررة حول موضوع معيّن ليس من أجل الرغبة بالاستيعاب، بل بسبب أفكار وسواسية والانشغال بأفكار متكرّرة بعد الأشياء.

علاج الوسواس القهري

إنّ الوسواس القهري مرض يَأخذ الكثير من وقت الفرد؛ فإنّه يسبّب له أفعالًا متكررة تؤثّر على جميع وظائفه في الحياة، وقد يستدعي العلاج وجود أحد بالقرب من الفرد المصاب بالوسواس يفهمه ويفهم مشاكله؛ فقد تكون مَهمة العلاج أسهل بوجود مساعد للشخص، ويكون العلاج بخطوتين رئيستَيْن، أولًا مواجهة المواقف التي تثير الأفكار الوسواسية، وثانيًا رفض دافع الهروب من المواقف بالأفعال القهرية، مِن غسل اليدين أو تدقيق إقفال الباب أو تكرار التصرفات، فإن استطاع الشخص المقاومة يكون قد سجّل نجاحًا.

ويمكن أن يبدأ الفرد بعمل جدول للفعل القهري من عدد مرات الحدوث وما هي المثيرات القبلية للسلوك القهري وما هي النتائج بعد السلوك القهري، عندها يصبح لديه استبصار أكثر في أوقات الفعل القهري، ويمكنه السيطرة عليه بطريقة أكبر ومقاومته ويحتاج العلاج إلى عزيمة وإصرار، وكحل أخير يمكن اللجوء إلى العلاج بالأدوية بالرجوع إلى طبيب نفسيّ.[٥]

المراجع[+]

  1. علي القاسمي (1996)، الوسواس والهواجس النفسية (الطبعة الأولى)، بيروت-لبنان: دار النبلاء، صفحة 8،9. بتصرّف.
  2. محمد سالم (2008)، الوسواس القهري (الطبعة الخامسة)، مصر: مكتبة دار العقيدة، صفحة 27. بتصرّف.
  3. محمد سالم (2008)، الوسواس القهري (الطبعة الخامسة)، مصر: دار العقيدة، صفحة 18،19. بتصرّف.
  4. محمد سالم (2008)، الوسواس القهري (الطبعة الخامسة)، مصر: دار العقيدة، صفحة 28،29. بتصرّف.
  5. لي بايز (2010)، الوسواس القهري علاجه السلوكي والدوائي، سوريا: الهيئة العامة السورية للكتاب ، صفحة 162. بتصرّف.