سؤال وجواب

ملابس الحج للنساء وشروطها


الحج

لقد بنى الله -سبحانه وتعالى- الإسلام على أركان خمسة، ومن هذه الأركان الحج، قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث: "بُنِيَ الإسْلامُ علَى خَمْسٍ، شَهادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وحَجِّ البَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ"[١]، والحج في الإسلام هو قصدُ مكة المكرمة في وقت محدد من كلِّ عام لأداء مناسك معينة، وهو فرض عين على كلِّ مسلم مستطيعٍ استطاعة مادية وصحية، وهو من أعظم العبادات التي فرضها الله تعالى على الناس أجمعين مرَّة واحدة في العمر، وفيما يأتي من هذا المقال سيتم الحديث عن ملابس الحج للنساء وشروطها في الإسلام.[٢]

ملابس الحج للنساء وشروطها

عند تسليط الضوء على ملابس الحج للنساء وشروطها، يمكن القول إنَّ مجرَّد إحرام المرأة للحج، يفرض عليها الالتزام بأمور عدَّة، هذه الأمور من شأنها أن تتمَّ الحج وتجعله مقبولًا بإذن الله تعالى، وللمرأة أن تحرم بما شاءت من ثيابها، ولكن عليها أن تحذر التبرَّج ولبس الثياب الضيقة أو القصيرة أو الشفافة وأن تحذر من التشبه بالرجال أيضًا، ولا يجوز للمرأة المحرمة أن تضع النقاب والقفازين، فقد روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- إنّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "ولَا تَنْتَقِبِ المَرْأَةُ المُحْرِمَةُ، ولَا تَلْبَسِ القُفَّازَيْنِ"[٣].[٤]

ولا يجوز للمرأة المحرمة للحج أو العمرة أن تكشف وجهها ويديها للأجانب من الرجال ولو حُرّم لبس القفازين والنقاب، فيمكن أن تستر يديها ووجها بالثوب أو الخمار أو ما شابه، جاء عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنَّها قالت: "كان الرُّكبانُ يَمُرُّون بنا ونحن مع رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- مُحْرِماتٌ فإذا حاذُوا بنا أَسدَلَتْ إحدانا جِلْبابَها من رأسِها على وجهِها"[٥]، ولا حرج على المرأة المحرمة في لبس القمصان والسراويل والجوارب في القدمين، ولا حرج أيضًا لو لبستِ المرأة المحرمة الذهب والخواتم وغير ذلك من الزينة ولكن مع ضرورة سترها عن عيون الرجال وهذا ما يجب في الإحرام وغيره، والخلاصة إنَّ ملابس الحج للنساء وشروطها هي ذات الحجاب الشرعي المفروض على المرأة، ولكن مع ضرورة الانتباه إلى حظر لبس القفازين والنقاب.[٤]

ولا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ اللون الأبيض ليس من الألوان المحببة لملابس النساء في الحج فهو لا يستر بالقدر المطلوب، وهو لباس الرجال في الحج ولم يرد أن أحدًا من نساء السلف لبس الأبيض في الحج، ويجب أن تحرص المرأة المحرمة أن تستر جميع بدنها -كما جاء سابقًا- ويجوز لها أن تكشف الوجه والكفين أمام النساء ولا يجوز كشفهما أمام الرجال، كما يجوز كشف ثديها أمام النساء لإرضاع الطفل وغير ذلك، مع ضرورة التنبيه إلى عدم اختلاط المرأة في الحج بالرجال الأجانب في أي موضع دفعًا للفتنة ورغبة بتمام هذه العبادة وكسب كامل الأجر من الله تعالى.[٦]

حكم استبدال المرأة ملابسها عند الإحرام

بعد الحديث عن ملابس الحج للنساء وشروطها في الإسلام، جدير بالذكر أنَّ يتم الإشارة إلى حكم استبدال المرأة ملابسها عند الإحرام، وفي هذا الحكم قال أهل العلم أنَّه ليس من الواجب على المرأة أن تقوم باستبدال ملابسها ولا حجابها عند إحرامها للحج أن العمرة، وهو ليس محرَّمًا أيضًا، فيجوز لها أن تستبدل ملابسها وليس واجبًا عليها فعل هذا، وقد أجاب الشيخ ابن عثيمين عندما سُئل عن هذا الحكم قائلًا: "المرأة ليس لها ثياب معينة في الإحرام، تلبس ما شاءت غير ألا تتبرج بالزينة، ولها أن تغيّر الثياب لوسخ أو نجاسة أو غير ذلك"، والله تعالى أعلى وأعلم.[٧]

المراجع[+]

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 16، صحيح.
  2. "الحج في الإسلام"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-07-2019. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1838، صحيح.
  4. ^ أ ب "خصوصيات النساء في الحج"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 21-07-2019. بتصرّف.
  5. رواه الألباني، في حجاب المرأة، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 32، صحيح.
  6. "30 نصيحة للمرأة في الحج والعمرة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-07-2019. بتصرّف.
  7. "حكم استبدال المرأة ملابسها عند الإحرام"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-07-2019. بتصرّف.