تأملات في سورة لقمان
القرآن الكريم
يُعرّف القرآن الكريم على أنه كلام الله تعالى المنزل إلى رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-، عن طريق الوحي بواسطة الملك جبريل عليه السلام، المكتوب في المصاحف، والمحفوظ في الصدور، وينقسم إلى ثلاثين جزءًا، ويبلغ عدد سوره مئة وأربعة عشر سورة، وهو المصدر الأول للتشريع الإسلامي، وأما السورة فتُعرّف اصطلاحًا على أنها مجموعة من الآيات الكريمة ضُم بعضها إلى بعض حتى بلغت ما شاء الله تعالى لها أن تبلغ من الطول، وأما لغةً فقد قيل أن أصل كلمة سورة مأخوذة من سور المدينة لإحاطتها بآياتها، كما يحيط السور بالبيوت، وتجدر الإشارة إلى أن أهل العلم قد اختلفوا في تسمية السور فمنهم من قال أنها توقيفية، ومنهم من قال أنها اجتهادية، وخلال المقال سيتم التركيز على تأملات في سورة لقمان.[١]
سورة لقمان
قبل التطرق إلى تأملات في سورة لقمان، يجب أن يتم التعريف بالسورة، حيث تعد سورة لقمان من السور المكية، حيث ذهب أكثر المفسرين ومنهم ابن عباس -رضي الله عنهما- إلى أن جميع آياتها نزلت في مكة المكرمة، ويبلغ عدد آياتها أربع وثلاثون آية، وترتيب سورة لقمان الواحدة والثلاثين بحسب سور المصحف العثماني، والسابعة والخمسون بحسب النزول، حيث نزلت قبل سورة سبأ، وبعد سورة الصافات، ومن الجدير بالذكر أن سبب تسمية سورة لقمان بهذا الاسم يرجع إلى ورود ذكر لقمان وقصته، وحكمته التي أدب بها ابنه.[٢]
تأملات في سورة لقمان
في بداية الحديث عن تأملات في سورة لقمان، وجب التوقف عند إشارة الله تعالى في السورة الكريمة إلى حكمة لقمان، حيث قال الله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّـهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّـهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}،[٣]وفي الحقيقة أن الحكمة وضع الشيء في محله، وإحسان القول والعمل، وقد وضح الله تعالى أن الحكمة التي تحلى بها لقمان كانت منه وبفضله سبحانه، حيث نسب الأمر إلى نفسه، حيث قال:{وَلَقَدْ آتَيْنَا}، وبعد أن تفضل سبحانه على لقمان بالحكمة أمره بالشكر لأن النعم لا بُد من أن تقابل بالشكر لموليها، وبما أن الحكمة تقتضي الجانب القولي والعملي، فقد تمثلت حكمة لقمان في الجانب القولي من خلال الأحاديث والأقوال التي وصى بها ابنه، وأما الجانب العملي فقد ظهر جليًا من خلال فعله بتعهده لابنه وعدم تركه من غير نصح ووعظ وإرشاد، مصداقًا لقول الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّـهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}، [٤] وكانت أولى وصايا لقمان لابنه وأهمها النهي عن الشرك، لا سيما أن التوحيد هو أصل الأمر، ولا يقبل الله تعالى مع الشرك أي عمل مهما عظم، ولم يكتفي لقمان بالنهي عن الشرك وحسب بل علل ذلك لابنه وبين له أن الشرك ظلمٌ عظيم، إذ إن المشرك يساوي بين الله الخالق سبحانه، وبين ما يعبده من المخلوقات التي لم تخلق شيئاً، وليس هناك ظلم أعظم من المساواة بين الخالق والمخلوق. [٥]المراجع[+]
- ↑ " المدخل لدراسة القرآن الكريم"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "مقاصد سورة لقمان"، www.articles.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-07-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة لقمان، آية: 12.
- ↑ سورة لقمان، آية: 13.
- ↑ فاضل بن صالح بن مهدي بن خليل البدري السامرائي، لمسات بيانية، صفحة 93-100، اطّلع عليه بتاريخ 21-07-2019. بتصرّف.