تأملات في سورة الكهف
الاعتزال هربًا بالدين
ابتدأت سورة الكهف بالحديث عن قصة أصحاب الكهف وهربهم بدينهم ولجوئهم إلى الكهف، قال تعالى: {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا}،[١] فاعتزال الفتنة، والهرب من أهلها أصل عظيم من أصول الدين، لمصلحة العبد وصيانة دينه، فالإنسان عندما يخشى على دينه وعقيدته من الفساد والتلويث يجب عليه اعتزال أسباب الفتن والهرب منها، وهذا جانب بسيط من تأملات في سورة الكهف، والفقرات اللاحقة ستكون للحديث عن مناحي أخرى من تأملات في سورة الكهف.[٢]
تأملات في سورة الكهف
سورة الكهف من السور التي تناولت الكثير من المواضيع وتحدثت في أكثر من قصة منها قصة أصحاب الكهف وقصة سيدنا موسى مع الخضر -عليهما السلام- وقصة ذي القرنين، ومن الموضوعات التي تحدثت عنها البعث والجزاء يوم القيامة وهذه بعض من تأملات في سورة الكهف في آيات تحدثت عن الحشر:[٣]
- قال تعالى: {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا}،[٤] من التأملات في هذه الآية ما يأتي:
- يوم القيامة ستكون جميع الأرض بارزة وظاهرة للعيان لأن الجبال ستكون زائلة وغير موجودة.
- قوله تعالى {وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا} كناية عن أنه ليس هناك مجال للهرب فكل شيء مكشوف وظاهر.
- ابتدأت الآية بالمستقبل وختمت في الماضي مع أن هذه الأحداث لم تقع بعد، وفي هذا دليل على تحقق الوقوع أي أن الحشر واقع لا محالة.
- قال تعالى: {وَعُرِضُوا عَلَىٰ رَبِّكَ صَفًّا لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِدًا * وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ }،[٥] من التأملات في هذه الآيات ما يأتي:
- يعرض الناس يوم القيامة صفوف مع أنهم يموتون في الدنيا فُرادى.
- قوله تعالى {مَالِ هَٰذَا} فُصلت اللام عن اسم الإشارة هذا والسبب في ذلك عدم قدرة الخلق عند الحساب من إتمام القراءة في صحائفهم لهول ما شاهدوا وأدركوا.
آداب طلب العلم
من تمام الحديث في تأملات في سورة الكهف التطرق إلى قصة موسى مع الخضر -عليهما السلام- التي حوت على الكثير من العبر والدروس، ومن أهمها آداب طلب العلم التي ظهرت واضحة وجلية في هذه القصة المعروفة لكل مسلم، ومن هذه الآداب ما يأتي:[٦]
- وجوب التريث في الإنكار وذلك لإمكانية خفاء وجه الصواب عن المتعلم أول الأمر والانتظار حتى يشرح المعلم أسبابه.
- فضل الرحلة في طلب العلم، فقد رحل إليه الأنبياء والمرسلون.
- استحباب تعلم العالم ممن هو أعلم منه، لأن العلم بحر لا ساحل له.
- مشروعية خدمة أهل الفضل والعلم فقد خدم يوشع بن نون موسى -عليهما السلام- في رحلتهما في طلب العلم.
المراجع[+]
- ↑ سورة الكهف، آية: 16.
- ↑ "فضل اعتزال الفتن"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "لمسات بيانية من الآية 47 52 من سورة الكهف"، www.youtube.com، اطّلع عليه بتاريخ 20-07-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الكهف، آية: 47.
- ↑ سورة الكهف، آية: 48-49.
- ↑ "قصة موسى مع الخضر دروس وفوائد وعبر"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-07-2019. بتصرّف.