سؤال وجواب

أقوال الحسن البصري


الحسن البصري

أبو سعيد، الحسن بن يسار البصري ولد في المدينة، سنة 110 هجري، وتوفي في البصرة سنة 642 هجري، وكان أبوه من أهل ميسان، مولى لبعض الأنصار، وهو تابعي جليل كان إمام أهل البصرة في عصره وحبر الأمة، وهو أحد العلماء الفقهاء الفصحاء الشجعان الزهاد، نشأ في كنف علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وعمل كاتبًا لدى الربيع بن زياد والي خراسان في عهد معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه-، وسكن الحسن في البصرة، وعظمت هيبته في القلوب فكان يدخل على الولاة فيأمرهم وينهاهم، لا يخاف في الحق لومة لائم، وقد ذكره الكثير من العلماء بالفضل والثناء، قال الغزالي -رحمه الله-: كان الحسن البصري أشبه الناس كلامًا بكلام الأنبياء، وأقربهم هديًا من الصحابة"، وسيتم الحديث في هذا المقال عن أقوال الحسن البصري -رحمه الله-.

أقوال الحسن البصري

كان الحسن البصري غاية في الفصاحة، تتصبب الحكمة من فيه، وله مع الحجاج بن يوسف مواقف، وقد سلم من أذاه، ولما ولي عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- الخلافة كتب إليه: "إني قد ابتليت بهذا الأمر فانظر لي أعوانًا يعينونني عليه، فأجابه الحسن: أما أبناء الدنيا فلا تريدهم، وأما أبناء الآخرة فلا يريدونك، فاستعن باللَّه"، وللحسن البصري الكثير من الكلمات في مواضيع شتّى ومنها ما يأتي:

  • أقوال الحسن البصري في الزهد والورع:
    • "ما نظرت ببصري ولا نطقت بلساني ولا بطشت بيدي ولا نهضت على قدمي حتى أنظر أعلى طاعة أو على معصية؟ فإن كانت طاعته تقدمت، وإن كانت معصية تأخرت".
    • "الزهد في الدنيا يريح القلب والبدن".
    • "ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيرًا من الحلال مخافة الحرام".
    • "مثقال ذرة من الورع خير من ألف مثقال من الصوم والصلاة".
    • "المؤمن الكيّس الفطن الذي كلما زاده الله إحسانًا ازداد من الله خوفًا".
    • "إنما الفقيه الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة".
    • "من نافسك في دينك فنافسه، ومن نافسك في دنياك فألقها في نحره".
  • أقوال الحسن البصري في قيام الليل:
    • "إن الرجل ليذنب الذنب فيحرم به قيام الليل".
    • "إذا لم تقدر على قيام الليل ولا صيام النهار فاعلم أنك محروم قد كبلتك الخطايا".
    • "ما رأيت شيئًا من العبادة أشد من الصلاة في جوف الليل".
  • أقوال الحسن البصري عن العلم النافع والعمل الصالح:
    • "من طلب العلم لله لم يلبث أن يُرى ذلك في خشوعه وزهده وتواضعه".
    • "إن الإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني، ولكنه بما وقر في القلب وصدقته الأعمال".
  • أقوال الحسن البصري في نفقة المال:
    • "بئس الرفيقان الدرهم والدينار لا ينفعانك حتى يفارقانك".
    • "ما نعلم عملًا أشد من مكابدة الليل ونفقة هذا المال".
    • "لكل أمة وثن يعبدون، وصنم هذه الأمة الدينار والدرهم".
  • أقوال الحسن البصري في حفظ الوقت:
    • "إنما أنت أيام مجموعة، كلما مضى يوم مضى بعضك".
    • "يا ابن آدم نهارك ضيفك فأحسن إليه، فإنك إن أحسنت إليه ارتحل بحمدك، وإن أسأت إليه ارتحل بذمك".
    • "أيها الناس! احذروا التسويف، فإني سمعت بعض الصالحين يقول: نحن لا نريد أن نموت حتى نتوب، ثم لا نتوب حتى نموت".
    • "ما أطال عبد الأمل إلا أساء العمل:"
  • أقوال الحسن البصري في الصبر
    • "الصبر كنز من كنوز الجنة، وإنما يدرك الإنسان الخير كله بصبر ساعة".

علم الحسن البصري

كان الحسن البصري -رحمه الله- من كبار العلماء في عصره، وقد ذكر كُتّاب السيَر والطبقات عن علمه الوفير وإقبال الناس عليه ينهلون من هذه المشكاة الصافية، ومن كلام العلماء عن علم الحسن البصري قول قتادة -رحمه الله-: "كان الحسن من أعلم الناس بالحلال والحرام"، وقال بكر بن عبدالله المزني: "من سرّه أن ينظر إلى أفقه من رأينا، فلينظر إلى الحسن"، أما أخبار حلقاته العلمية فقد ذكرها أبو سعيد بن الأعرابي حيث قال: "فأما حلقته في المسجد فكان يمر فيها الحديث، والفقه وعلم القرآن واللغة وسائر العلوم، وكان ربما يُسأل عن التصوف فيجيب، وكان منهم من يصحبه للحديث، ومنهم من يصحبه للقرآن والبيان، ومنهم من يصحبه للبلاغة، ومنهم من يصحبه للإخلاص وعلم الخصوص"، رحم الله الحسن البصري كان علمًا في الزهد والورع والفهم رأى الصحابة الكرام ونهل من علمهم حتى صار كالشمس بين الناس أينما حل أضاء وأفاد.