محظورات الإحرام للنساء
الإحرام
الإحرام في اللغة هو المنع والتشديد، وهو من فعل حرم، والحرام هو ضد الحلال، وهو المصدر من أحرم، وإحرام الرجل أي دخوله في مناسك الحجِّ والعمرة، وباشر الأسباب والشروط وهي خلع كلُّ ما هو مخيط من الثياب، وتجنب ما منعه الشرع مثل النكاح أو الطيب أو الصيد وغيرها، وقد عرَّف الأحناف الإحرام أنَّه الدخول في الحرمات المخصوصة أي التزامها، ويشترط فيه النية والذكر، وعرَّف المالكيَّة أنَّه صفة حكمية، توجب على الموصوف بها حرمة مقدمات النكاح بالمطلق، والطيب ولبس الرجال للمخيط، وغير ذلك، وعرَّفه الشافعيَّة أنَّه نيَّةُ الدخول في العمرة أو الحج، وعند الحنابلة هو نية الدخول في المناسك، وهذا المقال سيكون عن محظورات الإحرام للنساء.[١]
محظورات الإحرام للنساء
يحرصُ المسلمون الذين يمنَّ الله تعالى عليهم بأداء فريضة الحجِّ أن يكون حجهم مقبولًا عند الله سبحانه وتعالى، لذلك فعليهم مراعاة أمور معينة في حجهم، ومن هذه الأمور محظورات الإحرام وهي الأفعال التي لا يجب على الإنسان فعلها بسبب الإحرام، ومنها ما يخصُّ النساء فقط، ومنها ما يخصُّ فقط، ومنها ما يشترك به الرجال والنساء، ومحظورات الإحرام للنساء أنَّه يحرُم على النساء أن تلبس النقاب أو القفازين، وذلك لما جاء من نهي صريح عن ذلك في حديث النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: "ولَا تَنْتَقِبِ المَرْأَةُ المُحْرِمَةُ، ولَا تَلْبَسِ القُفَّازَيْنِ"،[٢]ويستحب للمرأة أن تستدل على وجهها سترًا ولو لامس وجهها حتّى لا يراها الرجال الأجانب، وقد جاء ذلك في حديث ضعيف عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- تقول فيها: "كان الركبانُ يمرُّون بنا ونحن مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم محرماتٌ, فإذا حاذوْا بنا سدَلَتْ إحدانا جلبابَها من رأسِها على وجهِها فإذا جاوزُونا كشفناه"،[٣]والله أعلم.[٤]
وأمَّا محظورات الإحرام للنساء والرجال معًا فهي حلق شعر الرأس أو قصه أو نتفه، وذلك لقوله تعالى في سورة البقرة: {وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ}،[٥]وقد قاس علماء الفقه باقي شعر الجسم على شعر الرأس، إلا إذا كانت الإزالة لمرض فيزيله وتجب عليه الفدية ولا إثم في ذلك، كما يحرمُ تقليم الأظافر إلا إذا كُسر ظفره فيزبله ولا شيء عليه، كما من المحظورات أيضًا التطيب أي استعمال الطيب على الجسد أو الملابس، والدليل على ذلك أنَّ مُحرمًا وقت عن دابته فمات، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اغْسِلُوهُ بمَاءٍ وسِدْرٍ، وكَفِّنُوهُ في ثَوْبَيْنِ، ولَا تَمَسُّوهُ طِيبًا، ولَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ، ولَا تُحَنِّطُوهُ، فإنَّ اللَّهَ يَبْعَثُهُ يَومَ القِيَامَةِ مُلَبِّيًا"،[٦]ومن المحظورات عقد النكاح، فيحرم على المُحرم أن يعقد النكاح بنفسه أو بغيره، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ المُحرمَ لا يَنْكِحُ ولا يُنْكِحُ"،[٧]أي لا يقوم بنفسه، ولا يوكل به غيره.[٤]
كما يحرم على المُحرم من الرجال والنساء الصيد البريّ، أو الإشارة إليه أو الإعانة على صيده، ويجوز من الصيد فقط صيد البحر، لقوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ ۖ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}،[٨]ويحرُم على المُحرم أيضًا المباشرة والجماع فلا يمسُّ زوجه ولا يقبلُها لا بليلٍ ولا بنهار، فإن فعل فهو آثم وعليه ذبح شاة وتوزيعها على الفقراء، وأمَّا من جامع زوجه فقد أفسد حجه وعليه أن يقضي فورًا، ويذبح بدنة، وذلك لقول الله سبحانه وتعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ}،[٩]والله أعلم.[٤]
خصوصيات النساء في الحج
كلُّ مسلمة كتب الله أن تكون من حجاج بيت الله الحرام، تلك الفريضة التي تغيب عن كثير من نساء المسلمين، ظنًا منهن أنَّ الحجّ مفروض على رجال المسلمين فقط، وممن يعلمنّ بأن الحجَّ فريضة ويسوفن بالقيام به، ففيما يأتي أمور مهمّة يجب أن تعرفها حتّى لا تقع فيما حرم الله عليها، ويكون حجها مقبولًا عند الله تعالى:[١٠]
- الإخلاص في النية وهو من شروط قبول الحج، وعدم الرياء فهو من محبطات الأعمال، ويوجب الإثم والعقوبة.
- يجب على المسلمة تعلُّم أحكام الحجّ، كما جاءت في سنة النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وذلك بأن تستعين بالكتب التي تورد الأدلة الصحيحة من القرآن والسُّنة.
- لا يجوز للنساء أن تؤدي فريضةَ الحج بدون محرم، وذلك لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تُسَافِرِ المَرْأَةُ إلَّا مع ذِي مَحْرَمٍ"،[١١]والمحرم هو الزوج، أوكل ما تحرم عليه المرأة حرمةً دائمة برضاعةٍ أو قرابةٍ أو مصاهرة، وهذا شرط واجب في الحج عند النساء.
- تُحرم النساء فيما تريد من الثياب من سوداء أو غيرها، والحذر مما فيه تبرج أو ووصف كالثياب الشفافة أو الضيقة أو القصيرة وما إلى ذلك.
- تحرم المرأة وهي حائض، فالحيض لا يمنع الإحرام، ولكنها لا تطوف، تنتظر حتى تطهر.
المراجع[+]
- ↑ "الإحرام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-07-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1838 ، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في ضعيف أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1833، ضعيف.
- ^ أ ب ت "محظورات الإحرام"، www.aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 20-07-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 196.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس ، الصفحة أو الرقم: 1850، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم: 840 ، صحيح.
- ↑ سورة المائدة، آية: 96.
- ↑ سورة البقرة، آية: 197.
- ↑ "خصوصيات النساء في الحج"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 20-07-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس ، الصفحة أو الرقم: 1862، صحيح.