سؤال وجواب

حكم التسمية باسم كوثر


نهر وحوض الكوثر

عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: "بيْنَا رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- ذَاتَ يَومٍ بيْنَ أظْهُرِنَا إذْ أغْفَى إغْفَاءَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّمًا، فَقُلْنَا: ما أضْحَكَكَ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفًا سُورَةٌ فَقَرَأَ: ...{سورة الكوثر}، ثُمَّ قالَ: أتَدْرُونَ ما الكَوْثَرُ؟ فَقُلْنَا اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: فإنَّه نَهْرٌ وعَدَنِيهِ رَبِّي -عزَّ وجلَّ-، عليه خَيْرٌ كَثِيرٌ، هو حَوْضٌ تَرِدُ عليه أُمَّتي يَومَ القِيَامَةِ، آنِيَتُهُ عَدَدُ النُّجُومِ"،[١] نهر وحوض الكوثر هو ما اختص الله -سبحانه وتعالى- به النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- من يشرب منه لا يظمأ أبدًا، ترد عليه أمة محمد يوم القيامة فيشربون منه بشفاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وسيكون الحديث في هذا المقال عن حكم التسمية باسم كوثر.[٢]

معنى اسم كوثر

إن معنى اسم كوثر في لغة العرب وصف يدل على المبالغة في الكثرة، أما في الشرع فله معنيان، الأول: أنه نهر في الجنة أعطاه الله لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، ومما جاء من الأحاديث في وصف هذا النهر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "الكَوْثَرُ نهرٌ في الجنةِ حافَتَاهُ من ذهبٍ ومَجْرَاهُ على الدُّرِّ والياقوتِ تُرْبَتُهُ أَطْيَبُ من المِسْكِ وماؤُهُ أَحْلَى من العَسَلِ وأَبْيَضُ من الثَّلْجِ"،[٣] أما المعنى الثاني فهو: حوض عظيم، والحوض هو: مجمع الماء، يوضع في أرض المحشر يوم القيامة ترد عليه أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- وهذا الحوض يأتيه ماؤه من نهر الكوثر الذي في الجنة، ولذا يسمى حوض الكوثر، وفي وصف حوض الكوثر قال أبو ذر الغفاري رضي الله عنه-: "قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، ما آنِيَةُ الحَوْضِ قالَ: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ لَآنِيَتُهُ أَكْثَرُ مِن عَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ وَكَوَاكِبِهَا، أَلَا في اللَّيْلَةِ المُظْلِمَةِ المُصْحِيَةِ، آنِيَةُ الجَنَّةِ مَن شَرِبَ منها لَمْ يَظْمَأْ آخِرَ ما عليه، يَشْخَبُ فيه مِيزَابَانِ مِنَ الجَنَّةِ، مَن شَرِبَ منه لَمْ يَظْمَأْ، عَرْضُهُ مِثْلُ طُولِهِ، ما بيْنَ عَمَّانَ إلى أَيْلَةَ، مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ العَسَلِ"،[٤] وستتحدث الفقرة اللاحقة عن حكم التسمية باسم كوثر.[٥]

حكم التسمية باسم كوثر

اسم كوثر مذكور في القرآن الكريم وهو اسم إحدى سوره وهي سورة الكوثر، وقد كره بعض أهل العلم التسمية بأسماء سور القرآن الكريم مثل "طه ويس وحم"، والذي يبدو -والله أعلم- أن منشأ هذه الكراهة كون هذه الأسماء حروف مقطعة لم يتم معرفة معناها الصحيح، أما بالنسبة لأسماء سور القرآن التي لها معنى عربي معروف فلا حرج في التسمي به، مثل السور التي على سورة مريم وسورة لقمان، فأي اسم سورة قرآنية لم يحتوِ على معنى قرآني خاص أو محذور شرعي يجوز التسمية به مثل براءة وضحى، وعلى هذا يكون حكم التسمية باسم كوثر الجواز ويبقى على أصل الإباحة.[٦]

المراجع[+]

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 400، صحيح.
  2. "حوض الكوثر"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-07-2019. بتصرّف.
  3. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 3361، حسن صحيح.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 2300، صحيح.
  5. "حوض الكوثر ونهر الكوثر"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 20-07-2019. بتصرّف.
  6. "حكم التسمية بأسماء سور القرآن"، www.fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-07-2019. بتصرّف.