سؤال وجواب

نظرية دوامة الصمت


نشأة نظرية دوامة الصمت

وُجدت نظريات الإعلام لتفسير العلاقة بين وسائل الاتصال الجماهيريّ باختلاف أنواعها والجمهور، ودراسة مدى تأثيرها، ومن أهم النظريات التي تفسر علاقة الوسائل الإعلامية السياسية خاصةً بالجمهور نظرية دوامة الصمت، وتُعد نظرية دوامة الصمت من النظريات التي تفسر تَحَكم الإعلام بتكوين الرأي العام، ومن المتعارف عليه بأن غالبية الوسائل الإعلامية تحمل في طياتها أهدافًا، إما الصحافة وتطورها، لذا؛ تُعد وظيفة تكوين الرأي العام هي وظيفة أساسية للوسيلة الإعلامية، ومدى تأثيرها يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمدى نجاحها، ما يُسهم في ارتفاع أعداد جماهيرها، وارتفاع نسبة تحقيق الوسيلة لأهدافها.


نظرية دوامة الصمت

طَوَرت الباحثة الألمانية إليزابيث نويل في عام 1974 من الأفكار التي تُبنى عليها النظرية، وتَقوم النظرية على فكرة أساسية، مغزاها بأن وسائل الإعلام تتبنى أراءً محددةً في أزمة أو قضية معينة حدثت في زمنٍ محدد، مما يجعل الرأي العام يتجه توجه تلك الآراء الذي تدعمه وسائل الإعلام، وبالتالي تقف الجهة المعارضة موقفًا صامتًا، خوفًا من الاضطهاد من رأي الغالبية، لذا؛ يتكون في النهاية رأي واحد يغلب على كامل الرأي العام، وهو الرأي الذي تبنته وسائل الإعلام.[١]


ولكي تنجح وسائل الإعلام في تطبيق نظرية دوامة الصمت، وتكوين الرأي العام وفقًا لما تريده، فلا بدّ لها من اتباع آلية محددة تشمل 3 أمور أساسية، تُعد المتغيرات الأساسية التي تضمن نجاح الوسيلة الإعلامية في تحقيق التأثير وفقًا لنظرية دوامة الصمت، وهي:[٢]

  • التراكمية: يُقصد بالتراكمية، تراكم المحتوى، أي تكرار عرضه على الجمهور، حيث يؤدي العرض التراكمي إلى التأثير في الجمهور وتكوين الرأي العام.
  • الشمولية: تُقدم وسائل الإعلام للجمهور غالب ما يبحث عنه، ما يجعلها طريقًا لا بدّ من المرور به يوميًا، لذا؛ يُعد تعرض الجمهور لوسائل الإعلام أمرًا واقعيًا.
  • التجانس: يَعني مصطلح التجانس توافق الرسالة الإعلامية وعدم تعارضها بين القائم بعملية الاتصال والمؤسسات التي تنتمي إليها الجماهير المستقبلة لتلك الرسائل، لذا؛ تبدو الرسائل المختلفة في طريقة العرض متشابهة في الغاية والهدف، ما يُعزز من تكوينها لدى الرأي العام.


النقد الموجه إلى نظرية دوامة الصمت

واجهت نظرية دوامة الصمت انتقادًا من بعض الباحثين في مجال الإعلام، حيث يرى البعض بأنها قد لا تُشكل ناتجًا حقيقيًا، خاصةً في ظل توفر وسائل إعلام حديثة ومتعددة تساعد الفئات الصغير أو المعارضة للرأي المراد تكوينه، فقد تلجأ تلك الفئات إلى استخدام تلك الوسائل لنشر آرائها، وعلى الصعيد ذاته فإن صمت الفئة المعارضة قد يرتبط باليأس أحيانًا، لذا؛ قد لا يكون اليأس موجودًا مما يُشكل عاملًا سلبيًا في تكوين الرأي العام وفقًا للرسائل التي تُكونها وسائل الإعلام.[٣]


ويرى الباحث كاتز بأن التحيز في عرض رأي دون آخر يؤدي إلى تشويه الوسيلة الإعلامية، ويسبب احتكار الرسالة الإعلامية، بينما في الحقيقة فإن الوصول إلى المعلومة هو حق للجميع، كما هو الحال لحق حرية التعبير، ويرى النقاد لنظرية دوامة الصمت أيضًا، بأن الفئة المعارضة قد تجد في نفسها الأغلبية، ما قد يؤثر في تكوين الرأي العام وفقًا للرسالة التي تتبناها وسائل الإعلام، حيث قد تحمل وسائل الإعلام آراءً لا تتمثل برأي الأغلبية، وإنما آراءً مرتبطةً بالغالبية الزائفة.:[٢]

المراجع[+]

  1. "دوامة الصمت"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 23-07-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب حسن مكاوي، ليلى السيد (1998)، الاتصال ونظرياته المعاصرة (الطبعة الأولى)، القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، صفحة 280. بتصرّف.
  3. محمد عبد الحميد (2004)، نظريات الإعلام واتجاهات التأثير (الطبعة الطبعة الثالثة)، القاهرة: عالم الكتاب، صفحة 360. بتصرّف.