معلومات عن مدينة بلبيس
حضارة مصر القديمة
تعودُ أهميّة بلاد مصر إلى عصور ما قبل التاريخ، فقد كانت موطنًا للحضارات، ومسكنًا لكثير من الأنبياء والرسل، وكان لحضارة المصريّين القدماء الفرعونيين ذكر زاخر في التاريخ القديم، إذ اشتهر فيها الفن العمرانيّ الباهر الذي يتمثل في بناء الأهرامات والتماثيل التي احتار العلماء إلى الآن عن كيفية بنائها، وعن ذكائهم الهندسي والزراعي، ويظهر ذلك جليًا في استغلالهم لنهر النيل، وعرف كل ذلك عبر المخطوطات والمسلّات التي تركها كل ملك من ملوك الفراعنة، موضحًا عبر مسلّته ما حققه من إنجازات، وسيتم ذكر أهم المعلومات عن مدينة بلبيس إحدى أهم مناطق مصر القديمة.[١]
معلومات عن مدينة بلبيس
تعدّ مدينة بلبيس التي كانت تسمّى "بيس" ثم أضيف إليها "بل" فأصبحت "بل بيس" ومعناها القصر الجميل ثم دمجت بعد ذلك وسميت بلبيس إحدى أهم المدن المصرية، وتقع شرقي البلاد المصرية، كانت تعدّ في العالم القديم بوابة البلاد ومستقبلتهم من الجهة الشرقية، وكانت ذات أهمية كبيرة في العهد المصري القديم إذْ كانت مقر الهكسوس، وسميت مدينة بلبيس في التوراة باسم حاشان، وذكرت أن النبي يعقوب -عليه السلام- نزل في أرض بلبيس عندما قدم إلى ولده يوسف -عليه السلام- وهي تعتبر آخر مصر وأول الشام في العالم القديم.[٢]
ولم تقتصر أهمية مدينة بلبيس على العالم القديم قبل الميلاد فحسب، وإنما بعد الميلاد أيضًا، بالإضافة إلى العصر الإسلامي، فقد كانت ذات ذكر في وقت خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وولاية عمرو بن العاص -رضي الله عنه- لمصر، وكانت مدينة بلبيس ذات ذكر كبير في قصة أسد الدين شيركوه، فترة حكم الفاطميين، وسيتمّ ذكر بعض المعلومات عن مدينة بلبيس في هذه الفترة، وإن من أهم المعلومات عن مدينة بلبيس الآثار التي توجد فيها، وهي مسجد سادات قريش، منزل السلطان أحمد هاشم، مسجد المقرقع بالقيسارية، ومسجد أمير الجيش بشارع سعد زغلول.[٢]
وحاليًا، يُقام في مدينة بلبيس مهرجان الخيول العربية الذي يقام سنويًا على أرض المهرجان بصحراء بلبيس وهو مهرجان دولي يحضره جميع محبي الخيول على مستوى العالم، وهكذا يكون قد تم ذكر أهم معلومات عن مدينة بلبيس.[٢]
قصة أسد الدين شيركوه في بلبيس
هو صلاح الدين الأيوبي، أصر على الصالح أيوب بفتح مصر والقضاء على الدولة الفاطمية، ولكن الصالح لم يرَ الوقت المناسب لذلك، حتى أتت الفرصة عندما استنجد شاور الذي ينازع الضرغام على الوزارة على يؤمن ثلث إيرادات القاهرة لهم، فذهب أسد الدين بألفي مقاتل وقاتل الضرغام وغلبه.[٣]
ولكن شاور أخلف وعده وهدد أسد الدين أو أن يرجع إلى الشام، ولكن شيركوه لم يرض بذلك فذهب بمدينة بلبيس واحتمى بها، فاستنجد شاور بالصليبيين الذين اغتنموا الفرصة للرجوع لاحتلال مصر، وحاصروا شيركوه في بلبيس مدة ثلاثة أشهر، ولكن الصالح أيوب أغار على إحدى مدن الشام التي أجبرت الصليبيين على الصلح معهم.[٣]
فعاد شيركوه للشام وكل ما يشغل باله هو العودة لمصر، حتى أتى يوم المصاب العظيم الذي حرق فيه شاور القاهرة التي التهمتها مدة 54 بعدما استنجد بالصليبيين فقتلوا كل من في مدينة بلبيس أطفالًا وشيوخًا ونساًء! فدخل شيركوه مصرَ بعدما استنجد فيه الملك الفاطمي العاضد، فلم يقوَ الصليبيون على مواجهة أسد الدين شيركوه وفروا هاربين من خوفهم من شيركوه، ونصر رحمه الله بالرعب ودخل مصرَ فاتحًا.[٣]