تأملات في سورة الإخلاص
سورة الإخلاص
سورة الإخلاص المباركة سورة من السور المكية التي تنزَّل بها جبريل -عليه السَّلام- على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بأمر من الله تعالى في مكة المكرمة، وهي من سور المُفصَّل ومن قصار سور الكتاب، نزلتْ سورة الإخلاص بعد الفعل المضارع فتغيِّرُ معناه من الإثبات إلى النفي وتقوم بجزمِهِ، كما تحوِّل زمنَهُ من المضارع إلى الماضي.[٤]
إنَّ اللمسة البيانية المقصودة هي أنَّ الله تعالى استخدم أداة النفي "لم"، وهي أداة تنفي الماضي ولم يستخدم "لن"، وهي أداة تنفي المستقبل، والسبب هو أنَّ هذه الآيات المباركة نزلتْ ردًّا على قاله أهل الكتاب وغيرهم من الذين نسبوا لله ولدًا وصاحبة وحاشى لله أن يكون له ولدًا أو صاحبة، فأهل الكتاب قالوا: "إنَّ لله ولدًا"، ولم يقولوا سيكون لله ولدٌ في المستقبل، لذلك جاءَ النَّفي للماضي، أيْ لمَا قالَهُ أهلُ الكتاب من افتراءٍ على الله تعالى بأنَّ له ولدًا، ولو ادَّعوا أنَّ الله تعالى سيكون له ولدٌ في المستقبل لكان النَّفي باستخدام أداة النَّفي "لن" والتي هي أداة النَّفي للمستقبل، والله تعالى أعلم.[٤]
مفهوم الإخلاص في الإسلام
بعد ما جاء من تأملات في سورة الإخلاص، يُعرَّف مفهوم الإخلاص في الإسلام على أنَّه إفرادُ الله -سبحانه وتعالى- بالقصد والعبادة والألوهية ظاهرًا وباطنًا، أي بإخلاص النِّيَّة في السِّرِّ والعَلن، وقد قِيل في تعريف الإخلاص: "استواء أعمال العبد في الظاهر والباطن"، وعرَّ سهل بن عبد الله الإخلاص قائلًا: "الإخلاص أن يكون سكونُ العبد وحركاته لله"، وهو أن يعمل العبد أعماله في سبيل التقرُّب إلى الله تعالى بصدقِ نيَّة، لا رياء ولا طلبًا للغنى والسمعة في الدنيا، بل هو طمع في ثواب الله ورضاه وخوف من عقابه وعذابه، وهو أمر من أوامر الله تعالى، فقد أمر البعاد بالإخلاص في الدين في قوله في سورة البينة: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}،[٥]والله تعالى أعلم.[٦]المراجع[+]
- ↑ سورة الإخلاص، آية: 1.
- ↑ "سورة الإخلاص"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 22-07-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الإخلاص، آية: 3-4.
- ^ أ ب "من روائع السامرائي - من تفسير سورة الإخلاص"، www.youtube.com، اطّلع عليه بتاريخ 22-07-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة البينة، آية: 5.
- ↑ "الإخلاص: تعريفه وفضله وحكمه"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-07-2019. بتصرّف.