تأملات في سورة الحديد

سورة الحديد
أجمع المفسّرون على أنّ سورة الحديد سورةٌ مدنيّةٌ؛ لأنّ طابع هذه السورة هو طابعٌ مدنيٌّ، ومواضيعها تدلّ على ذلك، حيث كان فيها حديثٌ عن الفتح، وأحوال النّاس قبل الفتح وبعده، وقد قيل إنّ هذا الفتح كان فتح مكة المكرّمة، أو صلح الحديبية، كما وذُكر فيها أيضًا حديثٌ عن أحوال المنافقين، وقد كان لابن تيميّة -رحمه الله- قولٌ في هذه السّورة على أنّها سورة مدنيّة باتّفاق، لم يُخاطبْ بها المشركون في مكّة، والله -تعالى- أعلم، وسيتحدث هذا المقال عن وقفة تأملاتٍ في سورة الحديد؛ ليتبينَ أكثر فضلُ هذه السورة الكريمة وبركتها[١].
تأملات في سورة الحديد
لا بدّ من الوقوف بقليلٍ من التّأني والتّفكر عند هذه السّورة الكريمة، والنّظر في بعضٍ من معانيها التي أرداها الله -جلّ وعلا-، ولذلك سنكون مع تأملاتٍ في سورة الحديد من خلال ذكر ما يأتي:[٢]
- في قوله تعالى: {سَبَّحَ لِلَّـهِ}[٣] وفي بني إسرائيل؛ وذلك لأَنّه الأَصل، ثمّ ذكرها بالماضي؛ لأَنَّه أَسبق الزَّمانين، ثمّ بعد ذلك بالمستقبل، استيعابًا لهذه الكلمة من جميع جهاتها وهي ثلاث: المصدر، والماضي، والمستقبل.
- أما في قوله -تعالى-: {مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}.[٥]فإنّ زيادة "ما" في بواقي الآيات كقوله -تعالى-: {وَمَا فِي الْأَرْضِ}[٦] مردّه إلى تشاكل ما بعدها من الآيات الثّلاث في قوله تعالى: {لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}، {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}، {لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}[٧].
- إذا ما أراد عاقلٌ أن يتفكّر في تأملاتٍ في سورة الحديد فإنّه سيصل إلى الآية الكريمة التي يقول فيها الله -سبحانه وتعالى-: {ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا}[٨] وفى سورة الزّمر: {ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا}[٩] فيتبادر إلى ذهنه السؤال التّالي: لماذا استخدم الله تعالى الإضافة إليه في هذه المواضع؟ إجابة هذا السؤال تكون بالرّجوع إلى افتتاحية سورة الزّمر، حيث إنّ نسبة إنزال الماء وسلوكه ضمن ينابيع في الأرض وإخراج ما ينبت به إليه، كان ذلك مناسبًا لجعل نسبة الحطام إليه -جل وعلا-، أمّا في سورة الحديد لم ينسبه إليه، إنّما قال: {كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا}[١٠]نجد هنا أنّ الله -تعالى- نسب الأفعال كاملةً إلى الزّرع.
ورود ذكر الحديد في القرآن الكريم
بعد استعراض جانبٍ من تأملاتٍ في سورة الحديد سيتم ذكر عددٍ من المواضع التي ذكر الله - سبحانه وتعالى- الحديد فيها في مختلف سور القرآن الكريم وفي عددٍ من آياته الكريمة، حيث إنّ ذكر الحديد لم يقتصر على هذه السّورة القرآنية الكريمة فقط، فقد وجد أيضًا في قوله تعالى: {قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا}[١١]، وقوله تعالى: {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ}[١٢]، وقوله تعالى: {وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ}[١٣]، وقوله تعالى: {وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ}[١٤].[١٥]المراجع[+]
- ↑ "وقفات مع سورة الحديد1"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "سورة الحديد _ كتاب الحاوي في تفسير القرآن الكريم"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-07-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الحديد ، آية: 1.
- ↑ سورة الجمعة ، آية: 1.
- ↑ سورة الحديد، آية: 1.
- ↑ سورة الجمعة ، آية: 1.
- ↑ سورة الحديد، آية: 2-5.
- ↑ سورة الحديد، آية: 20.
- ↑ سورة الزمر، آية: 21.
- ↑ سورة الحديد، آية: 20.
- ↑ سورة الإسراء، آية: 50.
- ↑ سورة الكهف ، آية: 96.
- ↑ سورة الحج، آية: 21.
- ↑ سورة سبأ، آية: 10.
- ↑ "وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-07-2019. بتصرّف.