المدرسة الواقعية في الأدب العربي
محتويات
المنهج الاجتماعي والمدرسة الواقعية في الأدب العربي
هو أحدُ والنقد العربي نتيجة للتلاقح بين الثقافات الأوربية والعربية، عن طريق إقبال المثقفين، والنقاد، والأدباء العرب على دراسة الأدب الأوروبي، وكان من ضمن ما تأثروا به، ونقلوه إلى الأدب والنقد العربي ما يعرف بالمدارس أو المذاهب الأدبية كالكلاسيكية والرومانسية والواقعية، وغيرها.[١]
فالإنسان "الواقعي" في المدرسة الواقعية هو الذي يقبل التعامُل مع الواقع كما هو، ولا يرفضه تبعًا لمرجعيته الفكريَّة، وهذا يحَدد علاقته بالواقع التي تقوم على فهم واقعه الذي يعيش فيه؛ ويسعى للاستفادة من المتاحات الموجودة فيه، وتطويره وفق ما يسمح به الواقع نفسه، وليس تغييره بناء على معتقدات أيديولوجية سابقة[٢]، وقد ظهرت المدرسة الواقعية في الأدب رد فعل على الرومانسية التي ظهرت في فرنسا، وكان الناس بحاجة إلى أن يهتم الأدباء بالحياة الواقعية.[٢]
أقسام الواقعية
تقسم الواقعية في الأدب إلى أقسام متعددة حسب النظرة إلى الواقع، وكيفية التعامل معه بأسلوب إيجابي، أو سلبي، أو محايد، وقد تأثر النقاد والأدباء العرب، بهذه الواقعيات المختلفة وتتمثل بالآتي:
- الواقعية الطبيعية أو التسجيلية: هي التي تصور الواقع كما هو بحرفيته، وقد ظهرت في القرن التاسع عشر على يد "إميل زولا" وشروطها مستمدة من العلوم الطبيعية، وتكتفي بتصوير الظاهرة في المجتمع دون أي تغيير.[٣]
- الواقعية النقدية: هي نوع من أنواع الواقعية تركزعلى تصوير عيوب الواقع ومثالبه، وتدعو إلى التغيير، ولكنها تؤمن بالعجز عن القيام به، ولذلك فإنها تنتقد المجتمع دون أن تقدم بديلًا أو حلًا للتناقضات الموجودة فيه، وهذا يجعل منها واقعية سلبية.[٤]
- الواقعية الاشتراكية: هي التي تصور حركة الواقع، وتنحاز للطبقات المضطهدة والمستضعفة في المجتمع، وتحاول أن تقدم حلولًا، وبهذا لا تكون سلبية مثل الواقعية النقدية، وترتبط بالنظرية الماركسية وبالالتزام في الأدب.[٣]
- الواقعية السحرية: نشأت في أمريكا اللاتينية وهي نمط من أنماط الأدب الواقعي تعبر عن رؤية كونية سحرية للعالم، وتقوم بتوظيف أحداث سريالية وغرائبية وعجائبية في الأدب، ويوظف الأديب في أدبه الكوابيس والأساطير، ومن أهم الأدباء في الواقعية السحرية: ماركيز[٥]
أعلام الواقعية في الأدب العربي
تعد الواقعية من أكثر الاتجاهات النقدية شيوعًا في الوطن العربي؛ لأنها تربط بين الأدب والمجتمع، وما يحدث فيه من تغييرات مختلفة، ولذلك تأثر النقاد والأدباء العرب بالواقعية الغربية بأنواعها، ولكنهم لم ينسوا خصوصية الواقع العربي ومشكلاته وقضاياه، ومن أبرز النقاد العرب: عبد العظيم أنيس، ومحمود أمين العالم، وحسين مروّة، وغيرهم، ومن أبرز الأدباء: محمد تيمور، ومحمود تيمور، ونجيب محفوظ، وغيرهم، وتظهر الواقعية في أعمالهم الأدبية المختلفة.[٦]المراجع[+]
- ↑ "المدارس الأدبية والنظرية الإسلامية"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-07-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "الواقعية.. نظرة عن قرب"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-07-2019.بتصرّف.
- ^ أ ب "خصائص الواقعية الطبيعية والواقعية الاشتراكية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "خصائص المذهب الواقعي (2)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "عشر حقائق عن أدب الواقعية السحرية"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-07-2019. بتصرّف.
- ↑ إبراهيم خليل (2013)، راهن الدراسات النقدية في الوطن العربي (الطبعة الأولى)، السعودية: من إصدارات كرسي الدكتور عبد العزيز المانع لدراسات اللغة العربية وآدابها، صفحة 17. بتصرّف.