حكم التسمية باسم سراج
معنى اسم سراج
اسم سراج من الأسماء النادرة في هذا الزمن، ولا بدّ أن يتمّ توضيح حكم التسمية باسم سراج بعد بيان معناه كما ورد في المعاجم العربية، ففي قاموس معاني الأسماء، ورد أنّه اسمٌ فارسيٌّ معرّب، أي أُخذَ من الفارسيّة، والأصل فيه "جزاغ"، وقد قُرِن بعد تعريبه بلفظ الدّين "سراج الدّين"، ليأخذ بذلك صفات الأسماء الإسلاميّة وطابعها،[١] جمعه سُرُج، وهو مصباحٌ زاهرٌ، والأشياء البرّاقة المضيئة، قال تعالى: {وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا}،[٢] وسراج النّهار شمسه، وسراج المؤمنين الهدى،[٣] وقد ورد ذكره في القرآن الكريم في وصف سيّد المرسلين، قال تعالى: {وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا}.[٤]
حكم التسمية باسم سراج
بعد ذكر معنى الاسم، وجبَ الخوض في حكم التسمية باسم سراج في الشريعة الإسلامية، والذي لا يخالف معنىً ولا مضمونًا آداب التسمية في الإسلام، ولا يوافق ما وجب الابتعاد عنه، وما كره في التسمية، فلا يجوز التسمية بأسماء الله -سبحانه وتعالى-، وتحرم الأسماء التي لا تليق إلا بأنبيائه، كسيّد الخلق وغيرها، والتسمية بالتعبد لغير الله، أو بأسماء الأصنام المعبودة من غير الله، ويحرم قطعًا أيضًا التسمية بأسماء الشياطين، وهنالك من الأسماء ما يكره التسمية بها، ولكن لا يقع في الحرام من سمّى بها.[٥]
فتكره التسمية بالأسماء التي تنفر لمعانيها القلوب، والتسمية بأسماء الفاسقين والكافرين، أو التسمية بأسماء تحمل بمعانيها الإثم والمعصية، والتسمية بأسماء الطواغيت والفراعنة، أو التسمية بأسماء الحيوانات، والتسمية بأسماء الملائكة، وما ورد ذكره من أسماء القرآن الكريم، مثل "طه، ويس، وحم"، وبناءً على ما قد سلف، سيتم ملاحظة أنّ اسم سراج مباحُ التسمية به، فهو لم يخالف مضمونه ما حُرّم التسمية به، ولا ما قد يكره في الإسلام تسميته، وقد ورد في السنّة النبوية الشريفة، أنّ سيدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- قد غيّر العديد من الأسماء خلال حياته، ومن هذه الأسماء اسم فتح، والذي غيّره إلى سراج.[٥]
السراج المنير
بعد بيان حكم التسمية باسم سراج، سيتطرق إلى ذكر أعظم شخصية حملت هذا الاسم، وهو سيدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، كما وصفه الله في القرآن الكريم، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا 45 وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا}،[٦] وذلك يقتضي أنّ الأمم كانت في ظلامٍ حالك، وجهلٍ عظيم، حتّى جاء النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ليضيء الله به تلك الظلمات، وهدى به الضالّين إلى الصراط المستقيم، وقد ورد ذكر {مُّنِيرًا} كصفة للقمر، وقد جاءت كصفة للنبيّ فهو سراجٌ منير، فالسراج شمس النهار، والمنير هو قمر الليل الذي يهتدي به الضالّين في الظلمات، وقد سُئِلَ جابرٌ بن سمرة عن صفات وجه النبيّ: " رَجُلٌ وَجْهُهُ مِثْلُ السَّيْفِ؟ قالَ: لَا، بَلْ كانَ مِثْلَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ".[٧][٨]المراجع[+]
- ↑ "معنى إسم معنى-اسم-سراج في قاموس معاني الأسماء"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 22-07-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة نوح، آية: 16.
- ↑ "تعريف و معنى سراج في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 22-07-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الأحزاب، آية: 46.
- ^ أ ب "متى يصبح الإسم تزكية...؟"، www.ahlalhdeeth.com، اطّلع عليه بتاريخ 22-07-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الأحزاب، آية: 45-46.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن سمرة، الصفحة أو الرقم: 2344، [صحيح].
- ↑ "السراج المنير (خطبة)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-07-2019. بتصرّف.