سؤال وجواب

في أي عهد بنيت القيروان


الفتح الإسلامي في إفريقيا

امتدّت الفتوحات الإسلامية في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- واتّسعت رقعتها، فبعد فتح بلاد الشام، انتقلت الفتوح إلى قارة إفريقيا، بدايةً في مصر بقيادة الصحابيّ عمرو بن العاص -رضي الله عنه-، وبمّا أتم الفتح لمصر وأرسى قواعد الإسلام فيها، ومكّن الولاية والعباد، صار من المهم البدء في تأمين حدودها، خاصةً تلك الثغور التي يتاخم الرومان حدودها، وقد صنع في ذلك خيرًا كثيرًا، ونوّر البلاد والمدن بنور الإسلام، استمرّت الفتوحات عهودًا كثيرةً، وتوالى القادة على الفتح الإسلامي في إفريقيا، من عهد عمر بن الخطاب إلى ما شاء الله، ففتحت مدنًا جديدةً وبنيت أخرى، منها القيروان، ففي أي عهد بنيت القيروان؟[١]

في أي عهد بنيت القيروان

للإجابة عن سؤال: في أي عهدٍ بنيت القيروان؟ يتعيّن القول إن إفريقيا لم تك سهلة النوال، أثناء الفتوحات الإسلامية، وإن المسلمين لاقوا فيها وفتحها صعوبةً في كثيرٍ من الأحيان، لكنّ هذا لا ينفي أن اليسر والتسهيل لا ينقطع لمن حمل دعوة الله؛ اتخذت الفتوحات الإسلامية في إفريقيا منحىً جديدًا، مع دخول الدولة الأموية حيز الوجود والزمن، خاصةً وأن الفتوحات شهدت تعطلًا ما في فترة الفتنة في خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه- مع معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه.[٢]

بعد سنين من الفتنة، وفي عهد الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان، كانت الفتوحات تشهد اهتمامًا أكبر من تلك المدة، فعين عقبة بن نافع قائدًا على الفتوح في إفريقية -تونس حاليًا- وهو الذي كان واليًا على ثغر برقة مذ فتحه والي مصر عمرو بن العاص -رضي الله عنه- إضافةً لكون عقبة بن نافع خبيرًا بعموم أمر إفريقيا، فبدأ يؤمّن الداخل الإفريقي -التونسي- الذي وصلته فتوحاته هو والقادة من قبله، ثم بدأ تأسيس مدينة القيروان، بعد أن استشار أصحابه وجنوده في موقعها.[٢]

دواعي بناء مدينة القيروان

بعد معرفة في أي العهود بنيت مدينة القيروان، وهو مجدّدًا، عهد الخليفة الأموي الأول، صاحب الدولة والولاية، الصحابي معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- وكان بناء مدينة القيروان بأمرٍ وعملٍ من القائد الفذ، عقبة بن نافع، سيكون من المهم الوقوف على أهم دواعي بناء مدينة القيروان.

تشير الدراسات والبحوث التاريخية إلى أن أهم سببٍ دَفَع المسلمين إلى بناء مدينة القيروان، يكمن في تحقيق وجودٍ إسلامي ثابتٍ ومستمرٍّ في إفريقيا؛ نظرًا لأنّ أهلها كانوا إذا دخل البلاد قائدٌ أو إمامٌ أسلموا وحَسُنَ إسلامهم، ثم إذا تركها أو رحل عنها ارتدوا بعد إيمانهم كفّارًا؛ ثم لتكون المدينة الجديدة -القيروان- منزلًا الجند وأهلهم، ومدينةً تضيء حياة القارة السمراء -فى شمالها الغربي- بنور الإسلام وهدي، وها هي حتى الآن، لا تزال مدينة القيروان في تونس، مدينةً مهمةً منذ ما يعرف بعصر صدر الأسلام، لذا إن سُئل أحدٌ في أيّ عهد بنيت مدينة القيروان؟ فليقلْ إنّها بنيت في صدر الإسلام مع بداية الدولة الأموية.[٣]

المراجع[+]

  1. عبدالعزيز الثعالبي، أحمد بن ميلاد، محمد إدريس (1987)، تاريخ شمال إفريقيا من الفتح الإسلامي إلى نهاية الدولة الأغلبية (الطبعة 1)، بيروت- لبنان: دار الغرب الإسلامي، صفحة 29،30،43، جزء 1. بتصرّف.
  2. ^ أ ب محمد زيتون (1988)، القيروان ودورها في الحضارة الإسلامية (الطبعة 1)، القاهرة- مصر: دار المنار، صفحة 31،32،33،34،35. بتصرّف.
  3. محمد القاضي (1999)، عقبة بن نافع الفهري فاتح إفريقية (الطبعة 1)، القاهرة- مصر: دار التوزيع والنشر الإسلامية، صفحة 30،31. بتصرّف.