سؤال وجواب

حكم التسمية باسم عفراء


حق التسمية

لقد حضَّ الإسلام الوالدين على اختيار الاسم الحسن الجميل اللطيف لابنهم وهذا حقٌّ للأبناء على والدهم، بل هو من أهمِّ تلك الحقوق، فالاسم يكون له تأثيرٌ كبيرٌ على حامله، وخاصَّةً على نفسيته فقد أكَّد علماء التَّربية أنَّ الطفل الذي يتعرَّض للسخرية من زملائه على اسمه يؤثر على شخصيَّته ويجعله منطويًا على نفسه كارهًا للمجتمع ومؤثرًا على علاقاته بالآخرين، وقد تبيَّن هذا في مواقف الرَّسول -عليه الصلاة والسلام- عندما كان يغيِّر الاسم السيئ إلى اسمٍ حسنٍ لأن الإسلام دين الحسن والجمال، وقد كان اسم زينب بنت جحش -رضي الله عنها- برّة فغيره -عليه الصلاة والسلام- إلى زينب، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن حكم التسمية باسم عفراء.[١]

حكم التسمية باسم عفراء

وكما كثرت الأسماء في هذا العصر وزادت وتوسعت كان من الطبيعي أن يعود النَّاس إلى المراجع إلى الدِّينيَّة ليتحققوا من معاني الأسماء وشرعيَّتها ورأي الإسلام فيها، حتى يكون النَّاس على بينة فيما سيتخذونه من الأسماء لهم، وأما حكم التسمية باسم عفراء فلم يرد فيه أي حديثٍ يحرِّمه أو يجعله مكروهًا ولم يرد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد قام بتغييره، فعفراء معناه خالصة البياض، والأرض العفراء هي الأرض البيضاء، وهو الليلة الثالثة عشر من الشهر الهجري، وقد كان النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- "إذا سمِع اسمًا قبيحًا غيرَه فمرَّ على قريةٍ يُقالُ لها عَفِرَةُ فسمَّاها خَضِرَةَ"[٢] وهذا يدلُّ على جواز حكم التَّسمية باسم عفراء والله أعلى وأعلم في ذلك.[٣]

أشهر الشخصيات التي تسمت باسم عفراء

لقد مرَّ على هذا العالم الكثير من الشخصيات التي تسمَّت باسم عفراء، وهذا الاسم قد درج منذ العصر الجاهلي، ولكن من أشهر تلك الشخصيات كانت عفراء التي أحبَّها عروة حبًّا شديدًا في العصر الأموي، ويُذكر أنَّ عروة كان يتيم الأب وقد نشأ في كنف عمه أبي عفراء وأحبَّ ابنته حبًّا شديدًا ثمَّ غاب عنها، وفي فترة غيابه زوَّجها والداها إلى رجلٍ وسافرا إلى الشام معًا، وعندما عاد قالا له أنَّها ماتت، ولكنَّه اكتشف الخبر والتقاها قبل موته وتوفي، فلما وصل خبر وفاته إليها نعته بأبياتٍ من الرِّثاء، وذهبت إلى قبره وماتت إلى جانبه، فلمَّا بلغ معاوية خبرهما قال: لو علمت بحال هذين الحرين الكريمين لجمعت بينهما، وفيما يأتي سَيُذكر بعض الأبيات التي قالها عروة بن حزام في عفراء:[٤]

أَناسِيَةٌ عفراءُ ذكريَ بَعْدَما

تركتُ لها ذِكْراً بِكُلِّ مَكانِ

ألا لَعَنَ اللهُ الوُشاةُ وقَوْلَهُمْ

فُلانَةُ أَمْسَتْ خُلَّةً لِفُلانِ

أَلَسْتَ ترى للحب كيف تخَلَّلَتْ

عَناجيجُهُ جسمي وكيف بَراني

لَوَ أَنَّ طبيبَ الإنْسِ والجِنِّ داويا

الذي بيَ من عفراءَ ما شَفياني
لهذا بدأ النَّاس فيما بعد إطلاق اسم عفراء على بناتهم تخليدًا لهذه القصة التي سُطِّرت في قلوب النَّاس فلا يكاد يوجد رجلٌ إلا وقد سمع باسم عروة وعفراء.

المراجع[+]

  1. "اختيار الاسم الحسن للمولود"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-07-2019. بتصرّف.
  2. رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 8/54 ، رجاله رجال الصحيح.
  3. "غير النبي صلى الله عليه وسلم اسم عفرة ولم يرد عنه شيء في عفراء"، islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-07-2019.
  4. "عروة بن حزام"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-07-2019. بتصرّف.