سؤال وجواب

حكم التسمية باسم مي


معنى اسم مي

من الأسماء التي جرت على ألسنة الشّعراء قديمًا، ويُسمّى بها بكثرة حديثًا هو اسم مي، فمنذ أيّام الجاهليّة والشّعراء يتغنّون باسم مي، وميّة، وقال بعضهم مي هو ترخيم لميّة، ولكنّه في الشّعر يُلفظ مي، وقال ابن منظور في لسان العرب: مَيَّةُ: اسم امرأَة، ومَيٌّ أَيضًا، وقيل: مَيَّةُ من أَسماء القِرَدةِ، وبها سميت المرأَة، وعن الليث: مَيَّةُ اسم امرأَة، قال: زعموا أَن القِرْدةَ الأُنثى تسمى مَيَّةَ، ويقال منَّة، وقال ابن بري: المَيَّةُ القِرْدةُ؛ عن ابن خالويه، وأَما قولهم مَيَّ ففي الشعر خاصة، فإِمّا أَن يكون اللفظ في أَصله هكذا، وإِمّا أَن يكون من باب أَمال، والوقوف على حكم التسمية باسم مي خلال المقال.[١]

حكم التسمية باسم مي

إنّ حكم التسمية باسم مي مشروط بالوقوف على مسألة مهمّة في تسمية البنات في الشّريعة الإسلاميّة، وهي مسألة وجوب أن يكون الاسم حسنًا، وألّا تُسمّى الفتاة باسم له معنًى غير مستحبّ، فقد ورد في فتوى خاصّة أنّه يُكره التسمية بأسماء ذات معانٍ تنفر منها النّفوس، أو قد تتسبّب بسخرية الآخرين من هذا الاسم، وكذلك يُكره التّسمّي بأسماء الحيوانات المشهورة بصفات مستهجنة كالقرد والحمار والكلب، وعليه فإنّ حكم التسمية باسم مي مكروه شرعًا؛ لأنّ معناه أوّلًا القِرْدَة، أو القرْدة الصّغيرة، وثانيًا لأنّ النّاس إذا علِموا معنى الاسم فإنّهم قد يسخرون من حاملة هذا الاسم، ممّا يتسبّب لها بإحراج كبير، واللّٰه أعلم.[٢]

هدي الرسول في تغيير الأسماء

بعد الوقوف على حكم التسمية باسم مي لا بأس من الوقوف مع هدي رسول اللّٰه -صلّى اللّٰه عليه وسلّم- في تغييره للأسماء التي لم يستحبّها؛ إمّا لكراهية في معناها، وإمّا لأنّ في معنى الاسم تزكية للنّفس وهذا مخالف لهدي الإسلام؛ لقوله تعالىٰ: {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ ۖ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ}،[٣] وفيما يأتي وقفات مع أسماء قد غيّرها رسول اللّٰه -صلّى اللّٰه عليه وسلّم-:[٤]

  • عن أبي هريرة -رضي اللّٰه عنه- أنَّ زَيْنَبَ كانَ اسْمُهَا بَرَّةَ، فقِيلَ: تُزَكِّي نَفْسَهَا، فَسَمَّاهَا رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- زَيْنَبَ.[٥]
  • عن ابن عبّاس -رضي اللّٰه عنهما- أنّه كَانَتْ جُوَيْرِيَةُ اسْمُهَا بَرَّةُ فَحَوَّلَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- اسْمَهَا جُوَيْرِيَةَ، وَكانَ يَكْرَهُ أَنْ يُقالَ: خَرَجَ مِن عِنْدَ بَرَّةَ.[٦]
  • وعن الإمام سعيد بن حزن بن المسيّب أنَّ أبَاهُ جَاءَ إلى النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فَقالَ: "ما اسْمُكَ"، قالَ: حَزْنٌ، قالَ: "أنْتَ سَهْلٌ"، قالَ: لا أُغَيِّرُ اسْمًا سَمَّانِيهِ أبِي، قالَ ابنُ المُسَيِّبِ: فَما زَالَتِ الحُزُونَةُ فِينَا بَعْدُ.[٧]
  • وعن عبد اللّٰه بن عمر -رضي اللّٰه عنهما- أنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- غيَّر اسمَ عاصيةَ وقال: "أنتِ جميلةُ".[٨]

المراجع[+]

  1. "تعريف و معنى مي في قاموس لسان العرب"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-7-2019. بتصرّف.
  2. "آداب تسمية الأبناء"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 29-7-2019. بتصرّف.
  3. سورة النجم، آية: 32.
  4. "كتاب: الأذكار المنتخب من كلام سيد الأبرار"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-7-2019. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6192، صحيح.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2140، صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سعيد بن حزن بن المسيّب، الصفحة أو الرقم: 6190، صحيح.
  8. رواه ابن حبّان، في صحيح ابن حبّان، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 5819، أخرجه في صحيحه.