تأملات في سورة المدثر
سورة المدثر
سورة المدثر من السور المكية، وعدد آياتها ستٌ وخمسون آية، وقد نزلت بعد الجاهلية، كما أنّ فيها تهديدًا لمن طعن بالقرآن الكريم وقال عنه بأنه من قول البشر، وقد عُرفت السورة في غالبية المصاحف باسم المُدثِّر وهي وصفٌ لحال النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد نزول الوحي عليه، وسيأتي هذا المقال على ذكر ما ورد من تأملات في سورة المدثر.[١]
تأملات في سورة المدثر
من ضمن ما جاء من تأملات في سورة المدثر ما جاء من تأملاتٍ ولمساتٍ بيانية في قوله تعالى: {إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَر}،[٢]وكلمة "الكبر" تحتمل معنيين بحسب ما قاله علماء التفسير البياني، فهذه الآية جاءت في سورة المزمل خبرًا لقوله تعالى: {سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ}،[٣]فقسمٌ من أهل العلم قالوا بأنّ البلايا التي تصيب أهل النار كثيرة وسقر واحدة منها، "فالكبر" هو صيغة مبالغة وجمع "كُبرى"، وهي ليس فقط اسم تفضيل وحسب وإنما هي أعلى درجات التفضيل لأن الكُبرى هي تأنيث الأكبر بالألف واللام "بأل التعريف" والأكبر أقوى من أكبر.[٤]
إذًا يتبيّن ممّا ورد من تأملات في سورة المدثر في هذه الآية أنّ القسم الأول من علماء التفسير البيانيّ والبلاغي يقول بأنّ "الكُبر" هي إحدى البلايا التي تصيب أهل النار وإحداها سقر، أمّا القسم الآخر فإنّه يقول بأنّ "الكُبر" هي درجات جهنّم وهنّ سبع درجات: "جهنم، ولظى، وسعير، والحطمة، وسقر، والجحيم، والهاوية"، وسقر هي إحدى هذه الدرجات وإحدى الكُبر، والله تعالى أعلم.[٤]
مضامين سورة المدثر
المحور الرئيسي الذي تدور حوله آيات سورة المدثر هو النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-، كما وصفت شخصيته وحالته التي كان عليها عند نزول عليه جبريل -عليه السلام- بالوحي حاملًا له الأمر الإلهي بتبليغ الرسالة السماوية والبدء بنشر الدعوة الإسلامية، وهناك العديد من المحاور والمضامين الأخرى وهي على النحو الآتي:[٥]
- الإقرار بتوحيد الله وحده والإقرار بألوهيته ونبذ عبادة الأصنام والأوثان.
- الأمر بالطهارة المعنوية والحسية من النجاسات والأدران كافة.
- الأمر بالصبر والتحمل والإكثار من الصدقة.
- السورة بمثابة تهديد للكفار والمشركين ممّن سمع القرآن الكريم وكذّبه وادّعى بأنه من قول بشر وليس وحيًا منزّلًا.
- الإنذار بيوم القيامة وما فيه من الأهوال وتهديد المشركين مع ذِكرٍ لأوصاف النار.
- التطرق إلى قصة الوليد بن المغيرة الذي فضّل الزعامة على الإيمان بالله.
- القسَم ببعض الظواهر الكونية للدلالة على قدرة الله -سبحانه وتعالى-.
- ذِكر أسباب إعراض المشركين عن الإيمان بالله والخضوع له.
- ذكر ضلال الكفار والمشركين في الدنيا ومقارنة حالهم بحال المؤمنين المصلين والمزكين والمتصدقين.
المراجع[+]
- ↑ " الحاوي في تفسير القرآن الكريم"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 26-07-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة المدّثر، آية: 35.
- ↑ سورة المدثر، آية: 26-27.
- ^ أ ب "إنها لإحدى الكبر ، معنى إحدى الكبر"، www.youtube.com، اطّلع عليه بتاريخ 25-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "التحرير والتنوير - سورة المدثر"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-07-2019. بتصرّف.