سؤال وجواب

تأملات في سورة الطلاق


سورة الطلاق

سورة الطلاق من السور المدنية، أي التي نزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المدينة المنورة، وهي السورة السادسة والتسعون في ترتيب النزول بين سور القرآن الكريم، وعدد آياتها اثنتا عشرة آية كريمة، سُميت سورة الطلاق بهذا الاسم لوقوع لفظة "الطلاق" في بدايتها، وكأغلب السور المدينة التي تتحدث عن الأحكام الشرعية، تتحدث سورة الطلاق عن الأحكام التي تتعلق بالطلاق، وتُسمى هذه السورة بسورة النساء الصغرى أو القُصرى، لتتميز عن سورة النساء في كتاب الله تعالى، وهي من السور التي افتتحت بنداء النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وسيتحدث هذا المقال عما جاء من تأملات في سورة الطلاق.[١]

تأملات في سورة الطلاق

سورة الطلاق كسائر سور القرآن الكريم فيها من البيان الكثير، وقد وقف الدكتور فاضل صالح السامرائي على بعضٍ مما جاء من تأملات في سورة الطلاق، مثلًا في قوله تعالى: {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ}،[٢]والشاهد في استخدام القرآن الكريم للفظ "اللائي" وقد استخدم في كثير من الآيات الأخرى لفظ "اللاتي" في الإشارة للنساء، ومن المُلاحظ أنَّ لفظ "اللائي" لم يُستخدم في القرآن الكريم إلا مع الطلاق والظهار، فالهمزة حرف ثقيل على اللسان، وكذلك الطلاق هو أمر شاقٌّ وثقيل على طرفيه الزوج والزوجة، وهذه من المناسبات العجيبة في القرآن الكريم بين الألفاظ ومواضعها، وهناك تشابه في اللفظ بين "اللائي" وبين "اللئي" وهو الجهد والمشقة والتعب، وهكذا هو الطلاق لا يأتي إلا بعد مشقةٍ وتعب.[٣]

ومما جاء من تأملات في سورة الطلاق أيضًا، في قوله تعالى:{وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ}،[٤] جاء هنا الحَمل بلفظ الجمع "الأحمال"، بينما في الآية السادسة من سورة الطلاق يقول الله تعالى: {إِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّىٰ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۖ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ ۖ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَىٰ}،[٥]جاء ذكر الحَمل بصيغة المفرد "حملهن" بالمفرد، في الآية الأولى استخدم لفظ الجمع لأن الأمر يشمل كل النساء بلا استثناء، أما في الآية الثانية فقد استخدم لفظ الحَمل بالمفرد لأنَّ الآية تخصُّ النساء المُطلقات، وكيفية الانفاق عليهن، فسياق الآية يرتبط بحالة الزوج المادية، وليست حالةً عامة، وقد استخدم الإفراد في الحالة الثانية بسبب القلة النسبية، وذلك مراعاةً لسياق الآيات، والله أعلم.[٦]

حقوق المرأة المُطلقة في الشريعة الإسلاميَّة

إنَّ للمرأة المُطلقة حقوق شرعيَّة كاملة، وذلك في الشريعة الإسلاميَّة السمحة، ولا يجوز لزوجها أن يبخسها حقها بعد أن يُطلقها، أو يُضارها في أيٍّ من حقوقها، والتي جاءت مُفصلةً في القرآن الكريم، وفي السنَّةِ النبويةِ الشريفة، وهي كالآتي:[٧]

  • النفقة: وهي مال يدفعه الزوج، إن كانت المُطلقة من زوجها طلاقًا بائنًا، حاملًا فعليه نفقتها حتّى تضع حملها، وإن كانت غير حامل فهي أصبحت امرأةً أجنبيَّة عنه ولا نفقة لها.
  • حق المتعة: وهو مال غير النفقة يدفعه الزوج للمرأة التي طلقها قبل أن يدخل بها، وذلك من باب جبر خاطرها، وهذا من الأمور الحسنة في الدين الإسلامي، وللمطلقات عمومًا هذا الحق ويكون غالبًا للمطلقات اللواتي لا يد لهن في طلاقهن، وقد غفل عنه الكثير من الناس في الوقت الحالي.
  • حق الصدَاق: وهو المهر الذي سُمي أثناء عقد النكاح، ويحقُّ للمرأة كله بعد الدخول بها، ولا يحلُّ للزوج أخذ شيءٍ منه، أمَّا إن الطلاق قد وقع قبل الدخول وبعد تسمية المهر في عقد النكاح فيجب للمرأة نصف المهر.
  • حق الإرث: وذلك إذا كانت المُطلقة طلاقًا رجعيًا، وتوفي زوجها وهي في فترة العدة، فمن حقها أن ترثه كغيرها من الزوجات، وتأخذ النصيب الذي فرضه الله لها، ولا يجوز لأحد أن ينقص لها منه،.
  • حقوقها المالية التي في ذمة الزوج: فللمرأة المطلقة كامل حقوقها التي في ذمة زوجها، كالديون والقروض وغير ذلك.
  • حق المُطلقة في الحضانة: فللمطلقة حق حضانة طفلها، وإن كان عمره دون السنتين، فلها حق النفقة، ولا يجوز للزوج أن يأخذ منها ولدها، ولها حق حضانته حتى يبلغ سبغ سنين، ما لم تتزوج الأم.

المراجع[+]

  1. ".سورة الطلاق"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-07-2019. بتصرّف.
  2. سورة الطلاق، آية: 4.
  3. "د/فاضل السامرائي - ما الفرق بين اللاَّتِي .. اللاَّئِي ؟"، www.youtube.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-07-2019. بتصرّف.
  4. سورة الطلاق، آية: 4.
  5. سورة الطلاق، آية: 6.
  6. "65( 4 ) وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ"، www.youtube.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-07-2019. بتصرّف.
  7. "حقوق المرأة المطلقة في الشريعة الإسلامية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-07-2019. بتصرّف.