سؤال وجواب

حكم التسمية باسم فردوس


الفردوس

النَّفس تهفو دائمًا إلى العلياء في حلها وترحالها فتجدُ الرجل لا يحبُّ من الأمور سوى أعلاها وأشرفها وأكملها فقد جبل الله النَّفس على اختيار العلاء من كلِّ شيء، وإنَّ أشرف مراتب العلو التي خلقها الله -عزَّ وجل- هي الفردوس الأعلى في الجنَّة وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ في الجنةِ مِائةَ درجةٍ أعدَّهَا اللهُ للمجاهدِينَ في سبيلِ اللهِ، ما بين الدَّرجتيْنِ كمَا بين السماءِ و الأرضِ، فإذا سألتُمُ اللهَ فسَلُوهُ الفِردوْسَ، فإنَّهُ أوسَطُ الجنةِ وأعلى الجنةِ، و فوْقَهُ عرشُ الرحمنِ، و مِنهُ تفَجَّرُ أنْهارُ الجنةِ"[١] فبعد معرفة النَّاس لمرتبة الفردوس أحبوا اختياره لتقليده لبناتهم لهذا سيتحدث هذا المقال عن حكم التسمية باسم فردوس.[٢]

الفرق بين الفردوس ومنزلة الفردوس

وكما تمَّ الحديث فيما سبق عن الفردوس وجب الآن ذكر الفرق بين الفردوس ومنزلة الفردوس وتوضيح هذا اللبس فيما يأتي، فالفردوس يطلق على كلِّ الجنة قال الله تعالى في كتابه العزيز: {أُولَٰئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}[٣] وقال أيضًا -جلَّ في علاه-: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا * خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا}[٤] وقد ورد في الحديث أنَّ الرُّبَيِّعَ بنتَ النَّضْرِ أَتَتِ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- وكان ابنُها حارِثَةُ بنُ سُرَاقَةَ وكان أُصِيبَ يومَ بَدْرٍ أصابه سَهْمٌ غَرَبٌ فأَتَتْ رسول الله -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- فقالت: أَخْبِرْنِي عن حارِثَةَ لَئِنْ كان أصاب خيرًا احْتَسَبْتُ وصَبَرْتُ وإن لم يُصِبِ الخيرَ اجْتَهَدْتُ في الدعاءِ فقال النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: "يا أُمَّ حارِثَةَ إنها جِنَانٌ في جنةٍ وإنَّ ابْنَكِ أصاب الفِرْدَوْسَ الْأَعْلَى والفِرْدَوْسُ رَبْوَةُ الجنةِ وأَوْسَطُها وأَفْضَلُها".[٥][٦]

لهذا فإنَّ الجنة جميعها اسمها فردوس وهي على مراتب ودرجات ويدخلها جميع المؤمنين على تفاوت درجات صلاحهم -بإذن الله-، أمَّا منزلة الفردوس فهي أعلى درجات الجنة وأرفعها وأشرفها وكأنَّها بعلائها قد حُقَّ لها اسم الفردوس أكثر من غيرها من الدرجات وقد ورد في ذلك أنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن آمَنَ باللَّهِ ورَسولِهِ، وأَقامَ الصَّلاةَ، وصامَ رَمَضانَ، كانَ حَقًّا علَى اللَّهِ أنْ يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، هاجَرَ في سَبيلِ اللَّهِ، أوْ جَلَسَ في أرْضِهِ الَّتي وُلِدَ فيها، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، أفَلا نُنَبِّئُ النَّاسَ بذلكَ؟ قالَ: إنَّ في الجَنَّةِ مِئَةَ دَرَجَةٍ، أعَدَّها اللَّهُ لِلْمُجاهِدِينَ في سَبيلِهِ، كُلُّ دَرَجَتَيْنِ ما بيْنَهُما كما بيْنَ السَّماءِ والأرْضِ، فإذا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الفِرْدَوْسَ، فإنَّه أوْسَطُ الجَنَّةِ، وأَعْلَى الجَنَّةِ، وفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، ومِنْهُ تَفَجَّرُ أنْهارُ الجَنَّةِ."[٧] وهكذا يكون قد تمَّ توضيح الفرق بين الفردوس ومنزلة الفردوس الأعلى.[٦]

حكم التسمية باسم فردوس

بعد أن تمَّ توضيح معنى جنَّة الفردوس والفرق بينها وبين منزلة الفردوس في الشريعة الإسلامية كان لا بدَّ من الحديث عن حكم التسمية باسم فردوس، ففردوس هو أحد تلك الأسماء التي اعتادها النَّاس وكان للإسلام رأيه فيها، فإذا تمَّ النظر في معانيه فسيجد المرء أنَّها البستان الذي يجمع كل مافي البساتين وبما أنَّه لم يرد أي دليلٍ ثابت على تحريم هذا الاسم أو تكريهه فإنَّه يكون اسمًا جائزًا حاز على اللطيف من المعاني وهو مناسبٌ لأيِّ فتاةٍ حسنةٍ بهية، وهكذا يكون قد تم تبيين حكم التسمية باسم فردوس.[٨]

المراجع[+]

  1. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم: 2126 ، صحيح .
  2. "الفردوس"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-07-2019. بتصرّف.
  3. سورة المؤمنون، آية: 10-11.
  4. سورة الكهف، آية: 107-108.
  5. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 3174 ، حسن صحيح.
  6. ^ أ ب " فرق بين الفردوس ومنزلة الفردوس"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-07-2019. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 7423 ، صحيح.
  8. "هل يجوز تسمية البنت باسم "فردوس" أو "جنة"؟"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 28-07-2019. بتصرّف.