حكم التسمية باسم حيدر
معنى اسم حيدر
الحيدر هو الأسد، والمصدر من الاسم حَدِرَ، ويقال: به حَدَرٌ أي به حَوَلٌ، والحَدَرُ ما انحدر من الأرض، والفعل منه حَدَرَ، فيقال: حدر من أعلى الجبل أي نزل، وحَدَرَتْ العين دمعها أي سالته، وحَدَرَ الحجر من الجبل أي دحرجه، وحدر الشيء إذا امتلأ وغَلُظ، وقد سمي الأسد حيدر لشدة بطشه وقوته، والحيدرة من الأُسْدِ مثل الملك من الناس، وحيدر هو من أسماء علي بن أبي طالب -كرّم الله وجهه-، وقد اعتادت العرب منذ القدم أن تسمي أبنائها بأسماء الحيوانات التي من بيئتها، ومن ذلك ما كرهه الإسلام، ومنها ما أجازه، وخلال المقال سيكون الحديث عن بعض الآداب الإسلامية في تسمية الأبناء وتفصيل في حكم التسمية باسم حيدر.[١]
آداب تسمية الأبناء
قبل التطرق إلى حكم التسمية باسم حيدر، وجب معرفة أن تسمية الأبناء من الأمور المهمة في حياة الناس، فالاسم عنوان المسمّى ودليله، وللأسماء في طبائع الناس اعتبارات ودلائل، فمنها ما هو زين مستحب، ومنها ما هو شائن مستكره، وقد حثّ الإسلام على تسمّية الأبناء بأسماء تدل على أنّ المسمّى من أهل هذا الدّين، على أنّ الأصل في الأسماء الإباحة والجواز، مع بعض المحاذير الشرعيّة التي ينبغي اجتنابها كالتعبيد لغير الله، مثل عبد الأمير، وعبد النبي، وكذلك أسماء الله الحسنى المختصة فيه كخالق وقدوس، وهذه تسبق بكلمة عبد وتعرف بالـ هكذا عبد القدوس، إضافة إلى أسماء الأصنام والطواغيط المعبودة من غير الله مثل فرعون وقارون، وأيضًا القبيح الذي ينفر من الأسماء أو المبتذل السخيف منها؛ الذي يثير السخرية، وكذلك التسميّة بالشهواني الماجن أو بأسماء السفهاء كالمغنين والراقصين تشبها بهم.[٢]
ويكره التسميّة بأسماء الحيوانات المشهورة بالصفات المستهجنة، مثل الحمار والكلب والقرد ونحوها، وقد كثر بين العرب قبل الإسلام التسمية بها كحمار وثور وجحش وتيس؛ أما الحيوانات الكواسر الموسومة بالقوة؛ فلم ينهى عنها الإسلام، ولم يكرهها النّاس كاسم فهد وصقر ونمر، ومنها أيضًا اسم أسد ونحوه جميع أسماءه؛ إذ للأسد الكثير من الأسماء كحيدر وليث وأسامة وورد، وكلها أسماء يكثر التسمية بها إلى حتى اليوم.[٣]
حكم التسمية باسم حيدر
يجمع العلماء على أنّه لا بأس بتسمية المولود باسم حيدر، لخلوه من محظورات التسمية، فلا يعرف في هذا الاسم ما يستدعي تحريمه،[٤]وقد أطلقه علي بن أبي طالب -رضي الله عنه على نفسه-، وذلك لما خرج مرحب اليهودي يوم غزوة خيبر فقال : "قد علِمَتْ خيبرُ أنِّي مَرْحَبُ شاكي السِّلاحِ بطَلٌ مجرَّبُ، إذا الحروبُ أقبَلَتْ تَلَهَّبُ، فقال علِيُّ بنُ أبي طالبٍ: أنا الَّذي سمَّتْني أمِّي حَيْدَرَهْ كلَيْثِ غاباتٍ كريهِ المنظَرَهْ، أُوفِيهم بالصَّاعِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ، قال: فضرَبه ففلَق رأسَ مَرْحَبٍ فقتَله وكان الفتحُ على يدَيْ علِيِّ بنِ أبي طالبٍ"،[٥]فلا بأس أبدًا بتسمية المولود باسم حيدر وإنما تسميه النّاس تمثلًا بعلي -كرم الله وجهه- على أنّ البعض يكره التسمية به لكثرته في أبناء بعض المذاهب، لكنه في الحكم الشرعي جائز لا بأس ولا كراهة فيه والله أعلم.[٦]المراجع[+]
- ↑ "تعريف و معنى حيدر في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 30-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "آداب تسمية الأبناء"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 30-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "الأسماء المحرمة والمكروهة"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 30-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "حكم التسمية الابن باسم : ( علي حيدر )"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 30-07-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج صحيح ابن حبان، عن سلمة بن الأكوع، الصفحة أو الرقم: 6935، إسناده حسن.
- ↑ "حكم تسمية الولد باسم حيدر والبنت باسم صبا"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-07-2019. بتصرّف.