حكم التسمية باسم إكرام
معنى اسم إكرام
قبل الشروع في تفصيل حكم التسمية باسم إكرام، لا بُدّ من التغلغل في معانيه ودلالاته كما أوردتها الكتب والمعاجم المختصّة في علم معاني الأسماء، فاسم إكرام هو اسمٌ عربيُّ الأصلِ والمنشأ، يطلقُ هذا الاسم على المولودة من الإناث، فهو اسم علمٍ مؤنث، ويحملُ في طيّاته عددًا من المعاني المختلفة، فهو اسمٌ مشتق من الفعل "أكرم"، والعكس منه "أهان"، فالإكرام من التنزيه والتكريم، ومن الجود والسخاء والكريم، ولم يرد ذكر هذا الاسم في جملة إلّا كانت تحملُ خيرًا، يقال إكرامًا له ولمكانته: أيّ تقديرًا له ولمنزلته، وقد ورد ذكر هذا الاسم في القرآن الكريم، في قوله تعالى: {وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}، [١] وقد يتساءل البعض ما هو حكم التسمية باسم إكرام؟ [٢]
حكم التسمية باسم إكرام
وهبَ الله -سبحانه وتعالى- الإنسان نعمةَ الأولاد، وقد أوجب على ذلك الإحسان إليهم، وقد جاء في الإسلام أنّ من صور الإحسانِ للطفل المولود اختيارُ الأسماء التي تقتضي للطفل الحُسنَ والجمالَ المكمّل لشخصيته، فإنّ الاسم الحسن له وقعٌ طيبٌ في النفوس عند سماعه، والأصلُ في التسمية الإباحةُ والجواز، مع الابتعاد عن ما حَرُم التسمية به بالقطع، وعن ما ذُكِرَ فيه الإكراه، فقد وجب في تسمية الإناث اجتنابُ ما قد يوحي به إلى الفتنة وإثارة الشهوة وغيرها، واجتناب التسمية بأسماء الملائكة، ونزولًا عند ذلك وجب بيان حكم التسمية باسم إكرام.[٣]
نظرًا إلى أنّ الشريعة الإسلاميّة أوجبت في التسمية الإباحة والجواز، وتزامنًا مع عدم ورود أي نص شرعي في الكتاب والسنّة ينهى عن التسمية باسم إكرام، ومع الابتعاد عن الأسماء التي تحمل بين جنباتها التنزيه وما إلى ذلك، فإنّ حكم التسمية باسم إكرام هو جواز التسمية بهذا الاسم، فهو اسمٌ جميلٌ استخدم في القدم، وغاب لفترةٍ من الزمن، تدلّ معانيه على الخير، والجود والكرم، ولا تحمل في طيّاتها أيّ شرٍّ يرافق مكنونها ومدلولها، فمن أراد أن يسمّي ابنته إكرام، لا جُناحَ عليه ولا حرج.[٤]
صور الإكرام في الإسلام
الخوض في حكم التسمية باسم إكرام، يوجب البحث في أجلِّ صور الإكرام في الإسلام، ولعلّ أبرز هذه الصور هي جميلة الخصال، تلك التي تدعى بإكرام الضيف، فهي من مكارم الأخلاق، وقد ورد في السنّة النبوية الشريفة أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قد حثّ المسلمين على التحلّي يهذه المكرمة العظيمة، فقال: "مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أوْ لِيصْمُتْ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جارَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ"،[٥] فهي من الصفات التي تخلّق بها أجاود النّاس وأنبلهم منذ الأزل، ومن صور الإكرام في الإسلام أنّ نسب الله هذه الصفة لذاته العظيمة، كما أُسلِفَ ذكره مقدّمًا، في قوله تعالى: {وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}.[١][٦]المراجع[+]
- ^ أ ب سورة الرحمن، آية: 27.
- ↑ "تعريف و معنى إكرام في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 28-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "تسأل عن أسماء حسنة للإناث مع معانيها"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 28-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "ما حكم تسمية البنت بـ " جوري " أو " إكرام " ؟"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 28-07-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 47، صحيح.
- ↑ "إكرام الضيف"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-07-2019. بتصرّف.