نبذة عن أوس بن حجر
محتويات
تعريف الأدب الجاهلي
الأدب الجاهلي هو مجموعة النصوص الأدبية من الشعر والوصايا وسجع الكهنة والرسائل والخطب وسائر الفنون النثرية التي كتبها الأدباء العرب في الجاهلية، والجاهلية هي الفترة الزمنية التي سبقتْ ظهور الإسلام، وقد ازدهر الأدب في هذه الفترة ازدهارًا ولا سيَّما الشعر، حيث كان للشعراء مكانة رفيعة الناس، ثمَّ بعد أن لجأ الشعراء إلى التكسب من الشعر، برز الخطباء الجاهليون، فصار للخطيب مكانة تفوق مكانة الشعراء بين الناس، وهذا المقال سيسلِّط الضوء بداية على الشعر الجاهلي، ثمَّ سيأخذ نبذة عن أوس بن حجر أحد أشهر الشعراء العرب في الجاهلية.
نبذة عن الشعر الجاهلي
قبل أخذ نبذة عن أوس بن حجر الشاعر الجاهلي، لا بدَّ من الإشارة بداية إلى أنَّ الشعر في العصر الجاهلية كان أكثر انتشارًا بين العرب من النثر لأنَّه الشعر يقوم على العاطفة، وما قام على العاطفة يكون أقرب من قلوب الناس وأسرع انتشارًا بينهم، أنَّا النثر فهو فنٌّ أدبي قام في العصر الجاهلي على التفكير والمنطق كما اعتنى الجاهليون بتزيين النثر والإكثار من المحسنات البديعية فيه في سبيل تجميله، وهذا ما قلَّل انتشاره أما الشعر -ولم تردْ في الروايات البدايةُ الصحيحةُ للشِّعر العربي- فلم يكن الشعر يدوَّن تدوينًا منظمًا في ذلك العصر، وقد اهتم الناس بالشعر لأنَّه يُخلد مفاخر القبيلة، حتَّى أصبح الشعراء ألسنة القبائل التي تذود عنها ضدَّ من يعاديها ويجوها من شعراء القبائل الأخرى.[١]
وقد تنوَّعت أغراض الشعر الجاهلي بين مديح وفخر وهجاء وغزل ورثاء وغيرها، وقد كان الشعر الجاهلي يميل في صياغته إلى الخشونة والوعورة في اللفظ فالكلمات المستخدمة في ذلك العصر كانت كلمات صعبة قاسية توقَّف التعامل بمعظمها في هذا العصر، كما كان الشعر الجاهلي خاليًا من كلِّ الأخطاء اللغوية فالشعراء الجاهليون يعدون مرجعًا لُغويًا للدارسين اليوم، كما أن الشعر الجاهلي كان يمثل البيئة البدوية، ويصور كلَّ معالم هذه البيئة بدقة، لذلك كان هذا الشعر من أعظم مراحل الشعر العربي في تاريخ الأدب إن لم يكن أعظمها.[١]
نبذة عن أوس بن حجر
في نبذة عن أوس بن حجر، جدير بالذكر بداية إن المصادر التاريخية لم تذكر الكثير عن حياة هذه الشاعر الجاهلي، ومما وردَ أنَّ اسمه أوس بن حجر بن مالك المازني العمروي التميمي، ولد في عام 530 ميلادية، وهو من قبيلة تميم العربية المعروفة، وواحد من كبار شعرائها، وكان أوس بن حجر زوج أم الشاعر زهير بن أبي سُلمى، ومما جاء عنه أنَّه كان كثير السفر والترحال، أمضى معظم حياته في الحيرة عن عمرو بن هند.[٢]
وقد صنَّف ابن سلام الشاعر أوس بن حجر مع شعراء الطبقة الثانية، بينما صنَّفه الأصفهاني مع شعراء الطبقة الثالثة ومعه الحطيئة، كان أوس بن حجر شاعرًا حكيمًا، قال عنه الأصفهاني: "كان أوس بن حجر فحل الشعراء؛ فلما نشأ النابغة طأطأ منه"، وكان شديد التغزَّل بالنساء، عاش أوس بن حجر قرابة تسعين عامًا، وتوفِّي عام 620 ميلادية في غالب الظن، والله تعالى أعلم.[٢]
من قصص أوس بن حجر
جاءتْ في سيرة الشاعر أوس بن حجر قصص تُذكر منها هذه القصة التي رواها علي بن سليمان الأخفش عن راوٍ وصولًا إلى الأصمعي وأبي عبيدة الذين قالا في قصة من قصص أوس بن حجر: "كان أوس بن حجر عزلًا مغرمًا بالنِّساء؛ فخرج في سفر، حتَّى إذا كان بأرض بني أسدٍ بين شرجٍ وناظرة، فبينا هو يسير ظلامًا إذ جالتْ به ناقتُهُ فصرعتْهُ فاندقَّتْ فخذاه فباتَ مكانَهُ؛ حتَّى إذا أصبح غدا جواري الحي يجتنين الكمأة وغيرها من نبات الرَّض والناس في ربيع، فبينا هُنَّ كذلكَ إذْ بصرْنَ بناقتِهِ تجول وقد علقَ زمامُها في شجرة وأبصرنه ملقًى، ففزعن فهربنَ، فدعا بجارية منهنَّ فقال لها: من أنتِ؟ قالت: أنا حليمة بنت فضالة بن كلدة، وكانت أصغرهنَّ؛ فأعطاها حجرًا وقال لها: اذهبي إلى أبيك فقولي له: ابن هذا يقرئك السَّلام، فأخبرته فقال: يا بنية، لقد أتيتِ أباكِ بمدحٍ طويلٍ أو هجاءٍ طويلٍ، ثم احتمل هو وأهله حتَّى بنى عليه بيته حيث صرع، وقال: والله لا أتحول أبداً حتى تبرأ؛ وكانت حليمة تقوم عليه حتى استقلَّ، فقال أوس بن حجر في ذلك:[٣]
جدلت على ليلةٍ سـاهـرةْ
- بصحراء شرجٍ إلى ناظرةْ
تزاد ليالي في طـولـهـا
- فليست بطلقٍ ولا ساكـرةْ
أنوء برجل بها ذهنها
- وأعيت بها أختها الغابـرةْ
- وأعيت بها أختها الغابـرةْ
شعر أوس بن حجر
في ختام ما احتوى هذا المقال من نبذة عن أوس بن حجر، كان أوس شاعرًا فحلًا من فحول الجاهلية، تؤكِّد فحولته قصائده التي كتبها والتي جمعت في ديوان خاصٍّ به، ولا بدَّ من المرور على هذه القصائد التي من شأنها أن تظهر شخصية هذا الشاعر الجاهلي الكبير وتوضِّح ملامحه شيئًا فشيئًا:
- يقول أوس بن حجر:[٤]
فَيا راكِبًا إِمّا عَرَضتَ فَبَلِّغَنْ
- بَني كاهِلٍ شاهَ الوُجوهُ لِكاهِلِ
مَباشيمُ عَن لَحمِ العَوارِضِ بِالضُّحى
- وَبِالصَّيفِ كَسّاحونَ تُربَ المَناهِلِ
- وَبِالصَّيفِ كَسّاحونَ تُربَ المَناهِلِ
- ويقول الشاعر الجاهلي أوس بن حجر أيضًا:[٥]
صبوتَ وهل تصبُو ورأسكَ أشيبُ؟
- وَفَاتَتْكَ بِالرَّهْنِ المُرَامِقِ زَينَبُ
وغيَّرَها عنْ وصلها الشيبُ إنَّهُ
- شَفيعٌ إلى بِيضِ الخُدورِ مُدَرّبُ
فَلَمّا أتى حِزّانَ عَرْدَة َ دُونَهَا
- ومِنْ ظَلَمٍ دون الظَّهيرَةِ مَنْكِبُ
تَضَمّنَها وارْتَدّتِ العَيْنُ دونَهَا
- طريقُ الجواءِ المستنيرُ فمذهبُ
وصبّحنَا عارٌ طويلٌ بناؤهُ
- نسبُّ بهِ ما لاحَ في الأفقِ كوكبُ
- نسبُّ بهِ ما لاحَ في الأفقِ كوكبُ
- ويقول أوس بن حجر أيضًا:[٦]
وَدِّع لَميسَ وَداعَ الصارِمِ اللاحي
- إِذ فَنَّكَت في فَسادٍ بَعدَ إِصلاحِ
إِذ تَستَبيكَ بِمَصقولٍ عَوارِضُهُ
- حَمشِ اللِثاتِ عِذابٍ غَيرِ مِملاحِ
وَقَد لَهَوتُ بِمِثلِ الرِئمِ آنِسَةٍ
- تُصبي الحَليمَ عَروبٍ غَيرِ مِكلاحِ
كَأَنَّ ريقَتَها بَعدَ الكَرى اِغتَبَقَت
- مِن ماءِ أَصهَبَ في الحانوتِ نَضّاحِ
- مِن ماءِ أَصهَبَ في الحانوتِ نَضّاحِ
- ومن شعر أوس بن حجر أيضًا ما يقول فيه:[٧]
حَلَّت تُماضِرُ بَعدَنا رَبَبا
- فَالغَمرَ فَالمُرّينِ فَالشُعَبا
حَلَّت شَآمِيَّةً وَحَلَّ قَسًا
- أَهلي فَكانَ طِلابُها نَصَبا
لَحِقَت بِأَرضِ المُنكَرينَ وَلَم
- تُمكِن لِحاجَةِ عاشِقٍ طَلَبا
شَبَّهتُ آياتٍ بَقينَ لَهُ
- في الأَوَّلينَ زَخارِفًا قُشُبا
- في الأَوَّلينَ زَخارِفًا قُشُبا
- ويقول أيضًا:[٨]
أَبَني لُبَينى لَستُمُ بِيَدٍ
- إِلّا يَدًا لَيسَتْ لَها عَضُدُ
أَبَني لُبَينى لا أُحِقُّكُمُ
- وَجَدَ الإِلَهُ بِكُم كَما أَجدُ
أَبَني لُبَينى لَستُ مُعتَرِفًا
- لِيَكونَ أَلأَمَ مِنكُمُ أَحَدُ
المراجع[+]
- ^ أ ب "أدب جاهلي"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-07-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "أوس بن حجر"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 29-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "ذكر أوس بن حجر وشيء من أخباره"، www.al-hakawati.la.utexas.edu، اطّلع عليه بتاريخ 29-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "فيا راكبًا إما عرضت فبلغن"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-07-2019.
- ↑ "صبوتَ وهل تصبُو ورأسكَ أشيبُ"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-07-2019.
- ↑ "ودع لميس وداع الصارم اللاحي"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-07-2019.
- ↑ " حلَّت تماضر بعدنا رببا"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-07-2019.
- ↑ "أبني لُبينى لستُم بيدٍ"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-07-2019.