دعاء سيدنا يوسف في القرآن
العفة في الإسلام
العفة هي من الأخلاق الإسلامية الرفيعة وتعرّف العفة بأنها "ضبط النّفس عن الشهوات وقصرها على الاكتفاء بما يقيم أود الجسد ويحفظ صحته فقط، واجتناب السرف في جميع الملذات وقصد الاعتدال"، وقد حثّ الإسلام على هذا الخُلق الكريم حيث جاءت آيات قرآنية وأحاديث نبوية تأمر بالعفة وتبيّن فضلها وثمراتها، ومن ثمرات العفة أنها سبب في النجاة من البلاء والكرب، كما أنها من أسباب دخول الجنة ويوم القيامة يظل الله -عز وجل- المتعففين بظله يوم لا ظل إلا ظله، ومن ثمراتها أيضًا أنها سبب في إعانة صاحبها على الزواج وتيسير أموره وهذا وعد رباني، وخير مثال يُضرب في العفة هو سيدنا يوسف -عليه السلام-، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن دعاء سيدنا يوسف في القرآن.[١]
دعاء سيدنا يوسف في القرآن
سيدنا يوسف -عليه السلام- هو أحد أنبياء بني إسرائيل وهو ابن النبي يعقوب -عليه السلام-، وقد حكى القرآن الكريم قصته بالتفصيل وذلك في سورة يوسف، وهي من أكثر قصص القرآن انتشارًا بين المسلمين وكذلك في الأديان الأخرى كالمسيحية واليهودية، وفي ختام القصة الواردة في السورة الكريمة جاء دعاء سيدنا يوسف في القرآن وذلك في قوله تعالى: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}،[٢] كان هذا الدعاء بعدما نصر الله نبيه وكشف حقيقة أخوته وبعدما التقى بأبيه وأمه، فهذا دعاء المنتصر الذي لم ينسَ فضل الله ورحمته.[٣]
ودعاء سيدنا يوسف في القرآن هو دعاء جامع للإقرار بالتوحيد والاستسلام للخالق -سبحانه وتعالى-، وإظهار الافتقار إليه والبراءة من كل ما سواه، وقد طلب سيدنا يوسف في دعائه أن يموت على الإسلام وهذا من أعظم ما يطلبه العبد في حياته، فالنبي يوسف معصوم ومُرسل من عند الله ويطلب الوفاة على الإسلام، ولذلك فإن الناس العاديين يجب أن يكونوا حريصين على هذا الأمر وأن يسألوا الله حسن الخاتمة فالإنسان مهما بلغت طاعته وعبادته لا يأمن على نفسه من الفتن، ويجب سؤال الله الثبات على الإيمان، لأنه بيد الله -سبحانه وتعالى- لا بيد العبد، كما أن دعاء سيدنا يوسف -عليه السلام- قد اشتمل على طلب مرافقة الصالحين في الآخرة ومما جاء في تفسير معنى الصالحين أنهم آباء النبي يوسف عليهم وهم سيدنا يعقوب وإسحاق وإبراهيم -عليهم السلام-.[٣]
دعاء الأنبياء
حكا القرآن الكريم الكثير من الأدعية على لسان الأنبياء الكرام، وفي دعاء الأنبياء -عليهم السلام- دعوة للخلق للتأسي بهم في هذه العبادة العظيمة وهي عبادة الدعاء، وفيه إظهار لعبودية الرسل والأنبياء فهم خير البشر ولكن هذا لا يُذهب عنهم صفة العبودية لله بل هم أفضل عباد الله على الإطلاق، ودعاء الأنبياء على أقسام منه ما يكون خاصًا ولا يجوز للناس العاديين أن يدعوا به، مثل دعاء سيدنا موسى عندما طلب أن يرى ربه، ومنه ما يكون عامًا فيجوز لجميع الناس أن يدعوا به وهي الأدعية التي تكون متضمنة على الاعتراف بالذنب وظلم النفس وطلب المغفرة كدعاء سيدنا آدم -عليه السلام- بعدما أنزله الله إلى الأرض، ومن دعاء الأنبياء ما قد يكون مرتبط بحال معين كدعاء سيدنا زكريا وطلبه للذرية، وكذلك دعاء سيدنا يوسف في القرآن الكريم بصرف كيد النساء عنه وتفضيله للسجن على أن يقع في الفتنة، وذلك في قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ}،[٤] فسيدنا يوسف مع أنه نبيٌ معصوم خشي على نفسه من الوقوع في الفتنة وفضّل السجن على ذلك، وفي هذا خير مثال وقدوة في الحرص على النفس والسمو بها عن مواطن الريبة والشبهات.[٥]المراجع[+]
- ↑ "العفة: ثمراتها ومجالاتها"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 31-07-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة يوسف، آية: 101.
- ^ أ ب "دعـــاء يوسف"، www.kalemtayeb.com، اطّلع عليه بتاريخ 31-07-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة يوسف، آية: 33.
- ↑ "مسائل في الدعاء القرآني - "10" دعوات الرسل عليهم السلام"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 31-07-2019. بتصرّف.