قصة خيالية عن النجوم
قصة خيالية عن النجوم
في إحدى تلك النوافذ وقفت فتاة ترمق النجوم بعينيها الجميلتين وشعرِها الذهبيّ الذي ينافس النجوم ببريقه، وهي تتذكّر قصة خيالية عن النجوم رَوَتها لها أمّها في يومٍ من الأيام، اقتربت الأم من تلك الطفلة وقالت لها: ما الذي يجول بخاطر طفلتي حبيبتي؟، ابتسمت الطفلة وأجابت أمّها أنّها تتخيل عالم النجوم في السماء، تُرى، هل يزورون بعضهم بعضًا كما نفعل نحن، أتمنّى لو أذهب في زيارة إلى تلك النجوم البراقة، وأستطلع عالمها عن قُرب، ابتسمت الأمّ بوجه صغيرتها وطبعت قبلةً على جبينها، وقالت لها: هيّا إلى سريرك ياعزيزتي؛ فقد حان موعدُ النّوم.
خلدت الطفلة إلى النوم في سريرها، وإذ بها تسمع صوتًا ينقر على نافذة غرفتها، ظنّت في البداية أنّها تحلم، فلم تقُم من سريرها ولم تتحقق من القصة، وبعد برهةٍ قصيرة إذْ بها تسمع الصوت ثانيةً، التفت إلى النافذة، وإذ بها نجمة لامعةً تقف على زجاج نافذتها، لم نصدق الطفلة ما رأت عيناها، فمسحت عينَيْها بكفّها الصغير ونظرت جيدًا، وإذ بها نجمةٌ حقيقة قفزت الطفلة لتفتح النافذة وهي تطير من الفرح والسعادة لرؤية النجمة على نافذتها، دخلت النجمة إلى داخل الغرفة، وبدأت تدور حول الطفلة، وتلعبُ بشعرها الذهبيّ وهي تقول لها: قد جئت أنا لزيارتك ياعزيزتي.
صرخت الطفلة بدهشةٍ وقالت للنجمة: هل سمعت ما قلته لأمّي؟، فقالت لها النجمة: بالتأكيد؛ فأنا أراقبك كلّ يوم من السماء، والآن سآخذك برحلةٍ جميلةٍ في السماء، عندها قالت الطفلة للنجمة: نسيت أنْ أسألك كيف وصلتِ إلى غرفتي وأنتِ بعيدةٌ جدًا في السماء؟، ضحكت النجمة وقالت لها إنّ لي ذيلًا من النور أستطيع الطيران به إلى أيّ مكان أريده، وأنتِ ستركبين عليه الآن كي آخذك برحلةٍ لعالم النجوم الذي تتمنين أن تزوريه، وستروي قصة خيالية عن النجوم لكلّ أصدقائك.
صعدت الطفلة على ذيل النجمة وهي تصفّق سعيدةً مسرورةً بتلك الرحلة التي طالما تَمنّتها، وما إن وصلت لعالم النجوم حتى شاهدت كل ما كانت تتخيله في الماضي، حقًا هذه حديقة النجوم التي كانت ترسمها في مخيلتها، وتلك النجمات الصغيرات تلعب بالأرجوحة، إذًا لذلك كانت ترى النجوم مرةً يخفت ضوءها ومرةً يصبح باهرًا لامعًا، اقتربت من النجمات أكثر وطلبت منهم اللعب معهنّ، فوافقن على طلبها بكل صدرٍ رحب، وبدأت تتقاذف الكرة معهنّ وضحكاتها تملأ السماء.
اقتربت النجمة من الطفلة وقالت لها: ياعزيزتي قد حان وقت الرجوع، فإنّ الفجر سيطلّ، وعلينا أن نذهب لنضيءَ مكانًا آخر، ركبت الطفلة على ذيل النجمة وأعادتها لمنزلها لتخلدَ في نومٍ عميقٍ وسعيدٍ بعد رحلتها الشيّقة تلك، وفي الصباح بدأت تروي لأمّها أحداث قصة خيالية عن النجوم والتي جَرَت معها، والأمّ تبتسم وتقول لها: يا له من حلمٍ جميل، فقالت لها الطفلة: ولكنّه واقع يا أمي. طَبَعت الأمّ قُبلة على جبين طفلتها، وأمسكَت يدها الحالمة لتأخذَها إلى المدرسة.