لمحة تاريخية عن العصر العباسي
محتويات
بداية العصر العباسي
بدأت حُقبة العباسيّين في عام 132 للهجرة عند إعلان خلافة أبي العباس السفاح في الكوفة، وبعد 33 عامًا من الدعوة إلى قيام الدولة العباسية، حيث امتدّت الدعوة إلى مرحلتين كانت الأولى سرًا فيما كانت الثانية جهرًا ومن ثمّ كان السلاح والقتال جزءًا منها، وفي لمحة تاريخية عن العصر العباسي استمرت الخلافة العباسية قرابة 508 سنوات، مرت خلالها بتقلبات عديدة، أي أنها استمرت حتى عام 656 هـ، حيث كانت حينها نهاية الدولة العباسية بعد أن سقطت على أيدي التتار، حيث استغل التتار ضعف الدولة العباسي في ذلك الوقت؛ بسبب الانقسامات الداخلية، وتعدّد المذاهب والحركات وتولي المناصب القيادية لمن هُم دون المسؤولية.
لمحة تاريخية عن العصر العباسي
صُنف العصر العباسي إلى أربعة عصور وفقًا للمؤرخين والمختصّين، وتم التصنيف على أسس القوة والازدهار ونظام الحكم السياسي في الخلافة، وفي أبرز الأمور التي تلخص لمحة تاريخية عن العصر العباسي في ما ورد عن الدولة العباسية كان الآتي:[١]
- تم نقل عاصمة الخلافة من دمشق التي شهدت خلافة والدولة الفاطمية والدولة السامانية.
العصر العباسي الأول
وُصف العصر العباسي الأول بعصر القوة والتوسع والازدهار، واستمر قرابة 97 عامًا بدايةً من 750م حتّى 847م، وكان أول خلفائه أبو العباس، الملقب بأبي العباس السفاح، ويَعود السبب في تسميته إلى كونه معطاءً كريمًا، وانتهت خلافة أبو العباس في عام 754 م بعد وفاته، واستلم الخلافة من بعده أبو جعفر المنصور، الذي استمرت خلافته 21 عامًا، أمر خلالها ببناء مدينة بغداد عاصمة الدولة العباسية والتي سميت بمدينة السلام، وواصل في تثبيت أقدام العباسيين داخل الحدود الإسلامية، مثل منطقة المغرب العربي والأندلس التي لم تكن استيقظت بعد من انتهاء حقبة الأمويين.[٢]
وبعد وفاة المنصور شهدت الدولة العباسية في عصرها الأول تطورًا وازدهارًا ونموًا واضحًا، ومن أبرز الخلفاء الذين تمت مبايعتهم ولا بدّ من ذكره عند البحث في لمحة تاريخية عن العصر العباسي الخليفة الخامس هارون الرشيد، الذي شهدت الدولة العباسية في عهده تطورًا علميًا وأدبيًا ونشاطًا تجاريًا مميزًا، وازدادت مساحة الدولة العباسية في عصر خلافته، وشَهِد العصر العباسي الأول مبايعة تسع خلفاء على مدار الفترة التي امتدت حوالَيْ 97 عامًا.[٣]
العصر العباسي الثاني
وُصف العصر العباسي الثاني بأنه عصر النفوذ التركي، واستمرّ قرابة 99 عامًا، بدايةً من 847م حتى 946م، وشهد بداية سقوط هيبة الخلافة في عهد الخليفة المتوكل، وَشَهِد العصر الثاني من الخلافة العباسية انفصالًا من أمراء الأطراف، وظهورًا لبوادر الثورة على الخليفة، ما ساعد الأتراك على فرض قبضتهم، وزيادة نفوذهم، وتَوَسَعَ النفوذ التركي على الخلافة، مما دفع الخليفة إلى تقسيم البلاد إلى ثلاثة أقسام ومبايعة أبنائه على ولايتها، وانتقل إلى سامراء لمحاولة الحد من النفوذ التركي الذي بات يزداد يومًا بعد يوم.[٤]
وعلى الرّغم من مساعي الخليفة للحد من النفوذ التركي، إلّا أنّ الأتراك تمكنوا من القضاء على الخليفة بمعاونة ولده المنتصر، مستغلين الخلافات ما بين الأبناء والتعارض السياسي في الدولة، حيث كان المنتصر خائفًا من تمييز والده الخليفة المتوكل لأخيه معتز عليه، وتمت بعد ذلك مبايعة المنتصر خليفة للمسلمين تحت السيطرة التامة للأتراك حيث قام المنتصر بالتآمر مع الأمراء للتخلص من والده، لينتهي بذلك عصر الخليفة المتوكل وتظهر الانقسامات كانت قد تكررت مشاهدها على الرغم من اختلاف نوعها، حيث إن تكرارها بات واضحًا في لمحة تاريخية عن العصر العباسي.[٥]
وعلى الصعيد الخارجي، بدأ البيزنطيّون يحاولون استغلال الانقسامات والأوضاع الداخلية في الدولة العباسية، مما دفعهم إلى محاولة الاستيلاء على مناطق تابعة لدولة الخلافة، إلا أن الجيش الإسلامي كان سدًا منيعًا في وجههم، وصد محاولاتهم المتكررة، حتى كانت المواجهة في عام 904م عندما أغار البيزنطيون على المناطق الحدودية وعاثوا الفساد في الثغور الشامية، إلا أن المسلمون تمكنوا من صدهم وفتحوا أنطاكية آنذاك، وكان العصر العباسي الثاني قد شهد مبايعة 13 خليفة خلال 99 عامًا.[٦]
العصر العباسي الثالث
وُصف العصر العباسي الثالث بأنه عصر النفوذ البويهي الفارسي، واستمرّ قرابة 109 سنوات، من 946م حتى 1055م، وشهد مبايعة 5 خلفاء طوال تلك المدة، وكانت شكاوى الناس في العصر الثاني من الخلافة العباسية قد ازدادت، فالفقر والمرض بات شائعًا في عهد سيطرة الأتراك على الخلافة، وتُظهر أبرز الأمور في لمحة تاريخية عن العصر العباسي التقلبات الاقتصادية التي شهدتها الدولة العباسية، خاصةً في عصر النفوذ التركي، ما كان سببًا جليًا في ظهور قوة جديدة تمكنت من فرض سيطرتها على الخلافة، وهم البويهيّون، حيث تعود أصولهم إلى فارس، وكانت بداية قوتهم عندما أقاموا دولة انفصالية في فارس والأهواز وكرمان والمناطق المجاورة لها.[٤]
سقطت الدولة البويهية نتيجة مشاكل عديدة وانقسامات داخلية أدّت إلى تبنّي سياسات لاقت استياءً عارمًا، لعلّ أبرزها سياسة الإقطاع، ما ألهى البويهيّين عن الشؤون الخارجية، لتأتي الضربة القاضية عند دخول طغرلبك السلجوقي بغداد وإعلان انتهاء الدولة البويهية في عام 1055م.[٤]
العصر العباسي الرابع
وُصف العصر العباسي الرابع بأنه عصر النفوذ السلجوقي التركي، واستمر حوالي 203 سنوات، من 1055م حتى 1258م، وشهد مبايعة 12 خليفة، وَشَهد العصر الرابع عودة الهيبة للخليفة، فقد منح السلاجقة للخلفاء التعظيم والاحترام كونهم على مذهب أهل السنة، وكانوا هم أصحاب القرار والقوة، إلا أن الحال لم يبقى على ما هو عليه وبدأ السلاجقة يسحبون النفوذ والهيبة من الخلفاء، ما بدأ يسبب الإزعاج والخوف للخليفة، ومع ارتفاع حدة الخلافات الداخلية بدأت قوة السلاجقة تنحدر يومًا بعد يوم، وفي عام 1157م في عهد الخليفة الناصر، تم القضاء على دولة السلاجقة لتعود الهيبة والسلطة إلى يد الخلفاء العباسيين، في أحد المواقف التي شهدت سيطرة الخليفة عبر لمحة تاريخية عن العصر العباسي.[٧]المراجع[+]
- ↑ "عباسيون"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 31-07-2019. بتصرّف.
- ↑ عبد العزيز الدوري (2009)، العصر العباسي الأول (الطبعة الثانية)، بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، صفحة 71. بتصرّف.
- ↑ محمود شاكر (2000)، التاريخ الإسلامي الدولة العباسية (الطبعة السادسة)، بيروت: المكتب الإسلامي، صفحة 143. بتصرّف.
- ^ أ ب ت محمد طقوش (2009)، تاريخ الدولة العباسية (الطبعة السابعة)، بيروت: دار النفائس، صفحة 34. بتصرّف.
- ↑ "مقتل الخليفة المتوكل على الله"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 31-07-2019. بتصرّف.
- ↑ محمد طقوش (2009)، تاريخ الدولة العباسية (الطبعة السابعة)، بيروت: دار النفائس، صفحة 209. بتصرّف.
- ↑ محمد طقوش (2009)، تاريخ الدولة العباسية (الطبعة السابعة)، بيروت: دار النفائس، صفحة 35. بتصرّف.