سؤال وجواب

حكم التكبير في أيام التشريق


أيام التشريق

أيام التشريق هي اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة، وتبدأ من ثاني أيام عيد الأضحى المبارك واختلف بسبب تسميتها بهذا الاسم، فذهب بعض أهل العلم أنها سميت بذلك لأن اللحم فيها يشرّق أو يشرر في الشمس ليجف فيصبح اسمه القديد وتقديد اللحم بلغة العرب يسمى تشريق، وقيل لأن الهدي لا يُذبح حتى تشرق الشمس، ولهذه الأيام فضل عظيم ذكره الرسول -صلى الله عليه وسلم- وفي هذا المقال سيتم التفصيل في حكم التكبير في أيام التشريق وفضل هذه الأيام المباركات.[١]

حكم التكبير في أيام التشريق

تبدأ مشروعية التكبير منذ بداية شهر ذي الحجة، وذلك لأن هذه الأيام هي أيام ذكر لله تعالى، وقد روي ذلك عن جمع من الصحابة -رضي الله عنهم-، فقد كان ابن عمر وأبو هريرة -رضي الله عنهما- يخرجان إلى السوق في أيام عشرة ذي الحجة ويكبران فيكبر الناس معهما، والتكبير في أيام التشريق يقسم إلى قسمين: تكبير مطلق وتكبير مقيد، فالمطلق: هو التكبير في أي وقت من هذه الأيام، أما المقيد: فهو التكبير بعد الصلوات الخمسة المفروضة، ويبدأ وقته من يوم عرفة وحتى نهاية أيام التشريق، وحكم التكبير في أيام التشريق سنة عند جمهور أهل العلم وليس بواجب.[٢]

وأما عن صيغة التكبير في أيام التشريق، فقد روي عن الصحابة -رضوان الله عليهم-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنهم كانوا يقولون: الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا، وورد أيضًا قولهم: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، يقولونها شفعًا أو وترًا. والمسلم يكبِّر في بيته وفي المسجد وفي السوق وفي فراشه، فلا قيد لمكان التكبير فهو من ذكر الله تعالى، والإنسان يذكر الله تعالى على أي حال.[٢]

فضل أيام التشريق

بعد بيان حكم التكبير في أيام التشريق، فلا بد من ذكر فضل هذه الأيام المباركات، التي ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم، وعظَّم شأنها الرسول-صلى الله عليه وسلم- في سنته، ومما ورد في فضل أيام التشريق:[٣]

  • قول الله تبارك وتعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ}[٤]، وذهب أهل العلم ومنهم ابن عمر إلى أن الأيام المعدودات هي أيام التشريق.
  • قول الرسول-صلى الله عليه وسلم- عن أيام التشريق: "أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ"[٥]، فالإنسان يستعين بالطعام والشراب على ذكر الله عز وجل في هذه الأيام المباركات.
  • نهى الرسول-صلى الله عليه وسلم- عن صيام أيام التشريق: "لا تصومُوا هذه الأيامَ فإنها أيامُ أكلٍ وشُربٍ وذكرِ اللهِ"[٦]، وفي هذا دليل على أنَّ هذه الأيام هي أيام يتنعم فيها المسلم فيأكل ويشرب وهذا من تمام نعمة الله تعالى عليه.
  • ورد عن الصحابة رضوان الله عليهم استحباب الدعاء في هذه الأيام المباركات، فالإنسان قبل أن يدعو يكثر من ذكر الله تعالى، وهذه الأيام هي أيام ذكر لله عز وجل، فالإنسان يقترب من الله تعالى ويدعوه ويناجيه ويطلب منه خيري الدنيا والآخرة.
  • يتأكد في هذه الأيام تكبير الله عز وجل المقيد بعد الصلوات المكتوبة والمطلق في سائر الأوقات.

المراجع[+]

  1. "أيام التشريق.. أيام ذكر الله"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 01-08-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "حكم التكبير أيام عيد الأضحى وصيغته"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 01-08-2019. بتصرّف.
  3. "أيام التشريق"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 01-08-2019. بتصرّف.
  4. سورة البقرة، آية: 203.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن نبيشة الخير الهذلي، الصفحة أو الرقم: 1141، صحيح.
  6. رواه الطحاوي، في شرح معاني الآثار، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 2/244، صحيح.