سؤال وجواب

تأملات في سورة الزخرف


سورة الزخرف

سورة الزّخرف هي السّورة ذات التّرتيب الثّالث والأربعين من سور القرآن الكريم، والثّاني والسّتين من حيث ترتيب نزول السّور، نزلت بعد سورة فصّلت، وقبل سورة الدّخان، آياتها تسعٌ وثمانون آيةً، وهي سورةٌ من السّور المكّيّة، سمّيت بسورة الزّخرف في كتب التّفسير، وسمّاها البخاريّ في صحيحه سورة حم الزّخرف بإضافة كلمة (حم) إلى الزّخرف كما في سورة حم المؤمن؛ ومردّ ذلك إلى كلمة {وَزُخۡرُفٗاۚ}[١] التي وقعت فيها، ولم تقع في سورةٍ أخرى من سور القرآن الكريم، فعرفت بهذه الكلمة، وسيتمّ الوقوف مع تأمّلاتٍ في سورة الزّخرف خلال هذا المقال.[٢]

تأملات في سورة الزخرف

تلاوة آيات كتاب الله تعالى لن تصل إلى حدّ المتعة والفائدة معًا ما لم يتمّ التّدبّر فيها، والوقوف عند دقائقها مع التفكّر، ولأنّ كتاب الله تعالى هو معجزةٌ بيانيّة جاءت بلسان العرب وإليهم، فيلزم الحديث عن الجانب البيانيّ لسور القرآن الكريم، ومن ذلك الوقوف مع جانبٍ من تأمّلاتٍ في سورة الزّخرف كما يأتي: قوله تعالى: {وَإِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ} [٣] مع اللّام، وفي الشّعراء: {إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ} [٤] بحذف اللّام، ربّما سيسأل سائلٌ ما الفرق بينهما؟ الإجابة بأنّ ذلك إرشادٌ منه -سبحانه- موجّهٌ لعباده ليقولوه في كلّ زمانٍ ومكان، فناسب التّوكيد باللّام الحثّ عليه، أمّا في آية سورة الشّعراء أخبر -جلّ وعلا- عن قومٍ محدّدين مضوا فلم يكن للتّوكيد معنًى.[٥]

أمّا في قوله تعالى في هذه الآية: {وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ}[٦]، وبعدها قوله تعالى: {وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ}[٧] فإنّ المقصود في الآية الأولى هو قريش الذين بُعث نبيّ الهدى فيهم، فادّعوا بأنّهم هم وآباؤهم على هدًى؛ ولذلك قال تعالى: {قال أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ}[٨]، أمّا المقصود في الآية الثّانية فهو الإخبار عن أممٍ سالفةٍ سابقةٍ لم تقل بأنّها على هدًى بل قالت باتّباع آبائها؛ ولذلك قال تعالى في قصّة إبراهيم عليه السلام: {بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ}[٩] ولم يقولوا: إنّا كنّا على هدًى كما قالت قريش، أمّا في قوله تعالى: {فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ}[١٠]، وفي سورة يونس قوله تعالى: {فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ}[١١]، فإنّ ذلك معناه إن كنتم تزعمون أنّ له ولدًا فأنا أول الموحّدين، وقيل أيضًا: إنّه تعليقٌ على فرضٍ محال، وأنّ المعلّق على المحال محالٌ.[٥]

آياتٌ وردت فيها لفظة الزّخرف

بعد الوقوف مع جانبٍ من تأمّلاتٍ في سورة الزّخرف، وذكر بعض الأوجه البيانيّة الواردة في هذه السّورة الكريمة واستعراض جماليّتها، حريّ بالذّكر أن تتمّ الإشارة إلى آياتٍ من سور القرآن الكريم والتي وردت فيها لفظة الزّخرف، وسيتمّ ذكرها كما يأتي:[١٢]

  • سورة الأنعام: قوله تعالى: {يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا}.[١٣]
  • سورة الإسراء: قوله تعالى: {أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَىٰ فِي السَّمَاءِ}.[١٤]
  • سورة يونس: قوله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا}.[١٥]
  • سورة الزخرف: قوله تعالى: {وَزُخْرُفًا}.[١٦]

المراجع[+]

  1. سورة الزخرف، آية: 35.
  2. "مقاصد سورة الزخرف"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 03-08-2019. بتصرّف.
  3. سورة الزخرف، آية: 14.
  4. سورة الشعراء، آية: 50.
  5. ^ أ ب "سورة الزخرف- كتاب الحاوي في تفسير القرآن"، www.al-eman.net، اطّلع عليه بتاريخ 03-08-2019.
  6. سورة الزخرف، آية: 22.
  7. سورة الزخرف، آية: 23.
  8. سورة الزخرف، آية: 42.
  9. سورة الشعراء، آية: 74.
  10. سورة الزخرف، آية: 81.
  11. سورة يونس، آية: 104.
  12. "آيات ورد فيها "زُخْرُفٍ""، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 03-08-2019. بتصرّف.
  13. سورة الأنعام، آية: 112.
  14. سورة الإسراء، آية: 93.
  15. سورة يونس، آية: 24.
  16. سورة الزخرف، آية: 35.