حكم التسمية باسم سرى
معنى اسم سرى
اسم سرى هو من أسماء العلم التي أصبحت تُطلق على البنات في العصر الحديث، ولكن الاسم موجود في اللغة العربية منذ القديم، إضافة إلى وجود معناه في المعاجم العربية، ولكنّه لم يكن ضمن دائرة الأسماء، ومعنى اسم سرى هو السير معظم الليل، ولذلك يُطلق على المسافر ليلًا اسم "ابن السرى"، ولفظ سرى مصدر وهو جمع لكلمة سريّ وتعني الرجل السخي والكريم، والسراة هم وجوه القوم وأعيانهم، ففيه دلالة على الكرم والرجولة والشرف، إضافةً إلى كون اسم سرى هو جمع لكلمة سروة وهي السهم الصغير والقصير أو العريض طويل النصل، وسيتناول هذا المقال حكم التسمية باسم سرى.[١]
حكم التسمية باسم سرى
بعد بيان معنى اسم سرى وأنه اسم عربي، تجدر الإشارة إلى أن اسم سُرى بضم السين هو المصدر المأخوذ منه لفظ الإسراء، فهما يشتركان بنفس المعنى وهو السير ليلًا، وللإجابة عن حكم التسمية باسم سرى لا بد من معرفة حكم التسمية باسم إسراء وخصوصًا أنه اسم لسورة قرآنية، كما أن المصدر سرى هو الذي اُشتق منه الفعل "أسرى" وهو لفظ قرآني أيضًا، أما عن حكم التسمية باسم إسراء فالذي يظهر -والله أعلم- أن لا حرج في التسمية بهذا الاسم ولاسيما أن الناس يقصدون من التسمية به رحلة الإسراء والمعراج وليس اسم السورة الكريمة،[٢] وبالنسبة للتسمية بأحد الألفاظ القرآنية فإنه ينطبق عليه ما ينطبق على الألفاظ الأخرى من ضوابط، فيجب معرفة المعنى والتأكد من خلو اللفظ من الموانع الشرعية، وعندها يكون الاسم مباح إذ أن الأصل في الأسماء الإباحة وليس المنع، وعلى هذا فإن حكم التسمية باسم سرى هو الجواز وذلك لخلو الاسم واشتقاقاته من الموانع الشرعية في التسمية، فهو غير محتوٍ على دلالة مستقبحة أو مستهجنة، ومعناه يدور حول التسرية والذهاب، كما أن أحد الاشتقاقات لاسم سُرى يحمل معنى السخاء والكرم وهذا من مكارم الأخلاق التي يوصي الدين الإسلامي بها.[٣]
رحلة الإسراء
قال تعالى في سورة الإسراء: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى}،[٤] وقد اشتملت هذه الآية الكريمة على تنزيه الله -عزّ وجلّ- عن كل ما سواه فهو الواحد في كل شيء في أقواله وأفعاله ليس كمثله شيء، ومن هذه الأفعال إكرام النبي محمد برحلة الإسراء فقد سار رسول الله وانتقل ليلًا إلى المسجد الأقصى، بأمر الله العزيز، وفي كون هذه الرحلة حدثت ليلًا دلالات عظيمة منها أن الليل هو فترة خلوة وكانت صلاة قيام الليل مفضلة لدى الرسول الكريم، وكذلك فإن الليل حجاب وستر فالتصديق برحلة الإسراء وقد حدثت ليلًا يتطلب مزيد من الإيمان بالغيب وبصدق نبوة المصطفى -عليه السلام-، ولذلك فإن أبو بكر -رضي الله عنه- كان من أوائل المصدقين والموقنين بصحة هذه الرحلة ووقوعها فعلًا، ومَن غير الصدّيق يسبق إلى هذا، وقد انتقل رسول الله من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى، وكان يركب البُراق ويصحبه جبريل -عليه السلام-، وصلى بالأنبياء إمامًا ثم عُرج به إلى السماء لتكتمل الرحلة النورانية وتتم إحدى أعظم معجزات رسول الله.[٥]المراجع[+]
- ↑ "تعريف و معنى سرى في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 02-08-2019. بتصرّف.
- ↑ "حكم التسمية بإسراء"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 04-08-2019. بتصرّف.
- ↑ "حكم التسمية بأسماء سور القرآن"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 04-08-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الإسراء، آية: 1.
- ↑ "معجزة الإسراء والمعراج من منظور علمي"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-08-2019. بتصرّف.