قصة خيالية عن القمر والنجوم
قصة خيالية عن القمر والنجوم
طفلةٌ صغيرةٌ تقف بجانب الشجرة بحديقة منزلها في ليلةٍ صيفيةٍ جميلةٍ، وهي تنسج في مخيلتها قصة خيالية عن القمر والنجوم، فقد كانت تنظر إلى القمر الذي شبهته بالعروس ليلة زفافها والنجوم حوله كالمدعوين كلٌ يتلألأ في مكانه، مسكت الطفلة جذع الشجرة وبدأت بالالتفاف حوله وهي تنظر للقمر والنجوم، وإذْ بدخان أبيض اللون يتكاثف حول الأشجار، فزعت الطفلة هند وابتعدت عن الشجرة وقد فتحت فاها وعينيها وهي مذعورةٌ من هذا المنظر.
وانكشف الدخان لتظهر من خلفه سيدةٌ جميلةٌ بيدِها عصا عليها أوراق خضراء اللون، فقالت الطفلة لهذه السيدة بصوت مرتجف: من أنت يا خالة؟ فقالت السيدة للطفلة: لا تخافي يا عزيزتي فأنا سيدة الأشجار وقد قمت بدعوتي للتو عندما حككت جذع الشجرة بيدك الصغيرة، نظرت هند إلى يدها وقالت: أنا أعتذر يا سيدتي فلم يكن قصدي أن أقلقك وأزعج راحتك، قالت السيدة للطفلة: لا عليك يا هند ولكني أراك كل يوم وأنت تقفين لمتابعة النجوم والقمر، فقالت هند للسيدة: أجل يا سيدتي فأنا أتخيل القمر والنجوم بحفلة صاخبة كل يوم وأتمنى مشاركتهم.
وما إن سمعت سيدة الأشجار كلامها حتى لوّحت بعصاها ونثرت من غبارها على هند، فحوّلتها لفتاةٍ جميلةٍ بجناحي فراشة، ذهلت هند من هذا، وبدأت بالنظر لجناحيها وكيف أنها تستطيع الطيران الآن، فقالت لها الامرأة: اذهبي وطيري ياعزيزتي لتشاركي القمر والنجوم فرحتهم، لم تتخيل هند أن قصة خيالية عن القمر والنجوم ستحدث معها بهذا الشكل، ولكنها كانت سعيدةً جدًا وطارت بجناحيها إلى القمر لتجد أن القمر قد أرسل لها بعضًا من شعاعه ليدلها على الطريق، وصلت ريم لمكان القمر لتجد النجوم بأثوابها البراقة تدور حول القمر، اقتربت منها إحدى النجوم وقالت لها: أهلًا بك ياهند لقد سُعدنا بانضمامك إلينا.
استغربت هند كيف أنّ الجميع يعرفون اسمَها ويرحبّون بها، فقال لها القمر: لا تندهشي يا عزيزتي فنحن كل ليلة عندما نقيم هذه الحفلة تصلنا أفكارك الجميلة عنا، ونحن من رَجا سيدة الأشجار كي تساعدك بالوصول إلينا، فرحت هند كثيرًا بهذا الترحيب بها، وأمسكت بأيدي النجوم الصغيرة، وبدأت بالدوران معهما حول القمر، وهي تغني معهم سعيدةً مسرورة وقد نسيت أمر الأرض، أو أن الفجر قد يبزغ في أي لحظة.
بدأت خيوط الفجر الأولى تتسلّل بين القمر والنجوم معلنةً لهم أن وقت المرح قد انتهى وأصبح من الواجب عليهم الخلود للراحة، بدا الخوف جليًا على وجه هند من أن تبقى في السماء فابتسم القمر، ورسم لها من شعاعه زلاجة تصل بها إلى نافذة غرفتها، شكرت هند القمر والنجوم على هذه الليلة الرائعة التي قضتها بصحبتهم وتمنت لهم نومًا هادئًا، ونزلت إلى الأرض وفي جعبتها قصة خيالية عن القمر والنجوم من أروع القصص التي سمعت بها في حياتها.