سؤال وجواب

موضوع عن وصف القرية


موضوع عن وصف القرية

من أجمل المواضيع التي تُكتب هو موضوع عن وصف القرية، حيث توجد على الهضبة الخضراء قريةٌ صغيرة الحجم هادئة بسكانها وبجوها، فها هي صباحًا تستيقظ من غفوتها كالحسناء النائمة، على قبلة الفجر الأولى، ملأ أرجاء القرية صياح الديكة إذانًا منهم بانتهاء الليل وبدء ساعات العمل، أرسل الفجر خيوطه ليزين بها أسطح تلك القرية مداعبة أعين الفلاحين البسطاء، لتُرى الحياة تضج بأزقتها الضيقة بعد دقائق قليلة من غفوة النجوم والقمر وبزوغ هذا الفجر.


بدأ الفلّاحون السّيرَ في أزقة قريتهم وصوت تراتيلهم وأنغامهم تضاهي صوت العصافير وزقزقتها، للذهاب للعمل والبدء بيومهم الذي لا يخفى مشقته على أحد، بأرضهم التي كانت لهم بمثابة أولادهم وترابها أغلى من الذهب، وأريج أوراق النعناع والريحان المزروعة على أطراف القرية وفي كل بيت كانت كأبهى ثوبٍ تتزين فيه القرية، أمّا أشجار الياسمين التي تزين جدران البيوت في هذه القرية، كالنجوم اللامعة التي تتلألأ في السماء، والمتناثرة هنا وهناك، فتنبعث منها رائحة من أجمل الروائح، لتأسر قلب كلّ من يَشْتَمُّها.


وتبدو تلك الفتيات البسيطات بلباسهنّ القرويّ اللطيف يجمعن زهور الياسمين المتساقطة، ليصنعن منها قلائد لأحبائهن يزينونهن بها، كانت رائحة الياسمين تختلط مع رائحة الخبز الطازج التي عبقت في كل مكان، في بيوت القرية المتفرقة هنا وهناك والتي بُنيت على مزاج أصحابها، فبدت كأطفال يلعبون مع بعضهم البعض، رغم المسافات بين جدران هذا البيت أو ذاك إلا أن نوافذهم تحكي قصة ودٍ وحبٍ نُسجت بين أهل البيوت.


أشرقت الشمس لتكتب أجمل موضوع عن وصف القرية وجمالها فتحتضن الشمس بيوت القرية كأمٍّ تَحنو على ولدها، فتحدى هذا المنظر ببهائه ورونقه ريشة أيّ فنان أن تستطيع رسم ولو جزء منه، عكست الشمس أشعتها الوهاجة الذهبية على سنابل القمح التي تمايلت، كفتاة تتراقص على المعزوفات الموسيقيّة، تحل الظهيرة الهادئة في القرية فقد أنهك أهلها التعب منذ اللحظات الأولى لطلوع الفجر، فالرجال في حقولهم، والنساء يعتنين بالحيوانات ويجهّزن الطعام لأزواجِهنّ أثناءَ عملهم.


وينقضي النهار في هذه القرية الصاخبة بنقيق ضفادعها وهدير أنهارها، فترى شوارعها وأحيائها مليئة بالأشخاص الذين عادوا من عملهم والتعب يعلو محياهم وحبات العرق تكلل جبينهم، فيتبادلون أطرف الحديث على النوافذ والأبواب، ليحل المساء ضيفًا ودودًا فيرسم القمر جدائلًا لامعةً بخيوطه الفضية على البحيرات التي تتوسط بيوت تلك القرية، والتي تُعقد حولها وعلى أسطح المنازل سهراتٌ تعلوها لمسات البراءة والطيبة، التي شربها أهلها وجُبلوا عليها من ماء هذه القرية العذب.


لقد أحاط بهذه القرية وادٍ من الزهور المتنوّعة، والتي شكلت بألوانها القانية والصافية لوحةً رائعةً كقوس قزح، فلا يستطيع الرائي إلا أن يديم النظر فيها لساعاتٍ طويلة، لقد كان هذا الوادي أشبه بسوارٍ يحيط بمعصم العذراء، وبهذا انتهى موضوع عن وصف القرية لينسج للسامع أجمل القصص التي توصف بها هذه القرية.