تأملات في سورة الرعد
سورة الرعد
سورة الرّعد واحدةٌ من السّور المدنيّة، وهي من السّور التي تقرّ بوحدانيّة الله -تعالى- وبالرّسالة والبعث والجزاء، سمّيت بسورة الرّعد لأنّ هذه الظّاهرة الكونيّة العجيبة صورةٌ من الصّور التي تتجلّى فيها مقدرة الله -جلّ وعلا- ويترسّخ فيها سلطانه، على اعتبار أنّ الرّعد قد جمع بين نقيضين اثنين، فهو من جهةٍ ظاهرةٌ مخيفةٌ، ومن جهةٍ أخرى يحمل الخير من خلال الماء النّازل من السّحاب، وهذا السّحاب يحمل ماءً وصواعق، وفيه إحياءٌ وفي الوقت نفسه فإنّ حمله للصّواعق يعني حمله الهلاك والإفناء، وقد قال قائلٌ: جمعُ النقيضين من أسرار قدرته، هذا السّحاب به ماءٌ به نار، وفيما يأتي سيتمّ الوقوف مع جانبٍ من تأمّلاتٍ في سورة الرّعد.[١]
تأمّلات في سورة الرّعد
بين يدي هذه السّورة الكريمة وبين طيّات آياتها الشّريفة توجد أسرارٌ بيانيّةٌ تستحقّ الوقوف والبحث فيها، والتفكّر في الإعجاز البيانيّ لكتاب الله -جلّ وعلا- والذي جاء بلسان العرب متحدّيًا لهم ومظهرًا عجزهم أمامه، وفيما يأتي سيتمّ تناول جانبٍ من تأمّلاتٍ في سورة الرّعد وتخيّر بعض دقائق الأمور فيها: ففي قوله -تعالى- بعد بسم الله الرّحمن الرّحيم: {كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى}،[٢]وقوله -تعالى- في سورة لقمان: {إِلَى أَجَلٍ}،[٣]حيث يُلاحظ هنا أنّه لا ثاني له، لأنه يُقال في الزَّمان: جَرَى ليوم كذا، وإِلى يوم كذا، والأَكثر استخدامه مع اللام كما في هذه السّورة، وسورة الملائكة لأنّه في هذا الموضع بمنزلة التاريخ.[٤]
أَمّا في آية سورة لقمان فقد وافق ما قبلها، وهو قوله -تعالى-: {وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ}[٥]، والقياس يكون كما يأتي: لله كما في قوله: {أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ للهِ}،[٦]لكنَّه حُمّل على المعنى، أَي القصد من طاعته إلى الله، كذلك القول: يجري إِلى أَجلٍ مسمًّى، أَي يجري إِلى وقته الذي سمّي له، وفي قوله -تعالى-: {لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا}،[٧]إنّ الله -تعالى- قد قدّم النّفع هنا وذلك لأنّ النّفس تميل له وترتاح إليه ولا تسأمه، فقدّمه لقوله: {لِأَنْفُسِهِمْ}،[٨]وذلك لأنّه عند قوله -تعالى-: {قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ}.[٩][٤]
أراد الله -تعالى في الآية السّابقة أنّ الوليّ أُريد به دأبه نفع وليّه مطلقًا في حال أصابه ضراءٌ أو لم يصبه، وسواءٌ استطاع دفع الضّرّ أم لم يستطع، فناسب ذلك تقديم الّنفع على الضّرّ وهذا خلافٌ للحال في آية سورة الفرقان، أمّا في قوله -تعالى-: {مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ}[١٠] في موضعين ضمن سورة الرّعد فهو ليس بتكرار؛ لأنّه في الموضع الأوّل قال: {يَصِلُون}[١١] وهو متَّصل به، ثمّ عطف عليه: {وَيَخْشَونَ}[١٢] ، والموضع الثّاني متَّصلٌ بقوله: {يَقْطَعُونَ}[١٣]وعطف عليه: {يُفْسِدُونَ}[١٤].[٤]
آيات قرآنيّةٌ فيها لفظ الرّعد
بعد عرض جانبٍ من تأمّلاتٍ في سورة الرّعد وبيان بعض اللّمسات البيانيّة التي تحملها آياتها الكريمة، من الجدير بالذّكر أن يتمّ عرض بعض مواضع ورود لفظ الرّعد في آياتٍ قرآنيّةٍ أخرى من سور القرآن الكريم، وهي كما يأتي:[١٥]
- سورة البقرة: في قوله -تعالى-: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ}.[١٦]
- سورة الرّعد: في قوله -تعالى-: {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ}.[١٧]
المراجع[+]
- ↑ "سورة الرعد (هدف السورة: قوة الحق وضعف الباطل)"، www.kalemtayeb.com، اطّلع عليه بتاريخ 06-08-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الرعد، آية: 2.
- ↑ سورة لقمان، آية: 29.
- ^ أ ب ت "سورة الرعد - كتاب الحاوي في تفسير القرآن الكريم"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 06-08-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة لقمان ، آية: 22.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 20.
- ↑ سورة الرعد، آية: 16.
- ↑ سورة الرعد، آية: 16.
- ↑ سورة الرعد، آية: 16.
- ↑ سورة الرعد، آية: 25.
- ↑ سورة الرعد، آية: 25.
- ↑ سورة الرعد، آية: 25.
- ↑ سورة الرعد، آية: 25.
- ↑ سورة الرعد، آية: 25.
- ↑ "آيات ورد فيها "الرعد""، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 06-08-2019.
- ↑ سورة البقرة، آية: 19.
- ↑ سورة الرعد، آية: 13.