سؤال وجواب

موضوع إبداعي عن فصل الربيع


موضوع إبداعي عن فصل الربيع

الرّبيع هو من الفصول التي يعشقها أكثر الناس، وإذا طُلب من أحد ما أن يكتب عن موضوع إبداعي عن فصل الربيع، ستتزاحم الأفكار في مخيلته تزاحم الأزهار في فصل الربيع، ففصل الربيع فصلٌ تنتشر فيه أريج الأزهار لتعبق بالقلوب قبل الأنوف، فها هي الأرض سعيدة بمولودها فصل الربيع وما حمل إليها من عطايا بعودة أبنائها الزهور، فقد عانت الأرض الأم من مخاضٍ دامت فيه ثلاثة أشهرٍ في الشتاء، ذاقت فيه آلام البرد والرياح والأعاصير، بالإضافة لتلك الرعود التي طالما ضربت وجه الأرض.


تمخّضت هذي الآلام عن فصل العشق والحب فصل الربيع، فقد لبست الأرض بهذا الفصل ثوبها السندسي الأخضر، الذي حُسدت عليه من بقية الفصول، وقد زين هذا الثوب تلك الأزهار المتفتحة والتي زادته جمالًا على جماله، أما الأشجار لبست بهذا الفصل أجمل أثوابها لتشارك أمّها الأرض فرحتها بعرسها المهيب، والتي امتلأت بالزهور الوردية لتبعث في نفوس الناس الود والسلام، وكيف ستقيم الطبيعة عرسًا من دون الموسيقا، بل كيف ستتراقص أغصان الأشجار وهي تفتقد لتلك الأنغام العذبة.


فأرادت الطيور أنّ تبث الطبيعة موسيقاها، وتشارك الأرض في هذا العرس، الذي كانت نفسها ترنو إليه في كل لحظات الشتاء، فالكون تملؤه الآن أجمل المقطوعات الموسيقيّة من زقزقة العصافير وتغريد الطيور، التي كانت تتنقل طربًا من غصنٍ لغصنٍ، وهي تغرد للأرض سيمفونية تعبر عن فرحها بهذا العرس، طارت الفراشات لتطلب من الطيور أن يتركوا لها مكانًا لتعبر عن شوقها لفصل الحياة وفصل السعادة، فارتدت ثوبها الذي حاكته وهي بشرنقتها استعدادًا لهذا اليوم، فكان ثوب الفراشة من أجمل وأزهى الأثواب الذي ارتدته الكائنات الربيعية؛ احتفالًا بقدوم هذا الفصل.


ولن تنسى الأرض أبناءها الذين هاجروا للبحث عن المأوى بعد أن دمر الشتاء بيوتهم، ها هم الآن يعودون بأسرابٍ ليملؤوا الدنيا صخبًا وضجةً، ليعلنوا عن فرحهم وسعادتهم بعودتهم لحضن الأرض الدافئ، فإن الشمس ترسل أشعتها الخجلة من بين ندف الغيوم البيضاء السابحة في السماء، فتريد الشمس أن ترسل أشعتها بتلك اللمسات الحانية، علها تعوض الأرض بعضًا من أيام الجفاء والبعد الذي قاسته في الأيام الماضية، لترسم بأشعتها الخجولة كلمات تتحدث عن موضوع إبداعي عن فصل الربيع والفرحة فيه.


وفي أجواء الصّخب والحياة وبينما الجميع يحتفلون بقدوم هذا الفصل الرائع، إذ بصوت يجلجل في باطن الأرض يقول للجميع: افسحوا لي الطريق، فقد ضقت ذرعًا من الاختفاء في أحشاء الأرض، أريد أن أذيقكم طعمي اللذيذ، وما هي إلا لحظات حتى تفجرت الينابيع من باطن الأرض، لتشاركهم الفرحة بصوتها الهدَّار مرحبةً بفصل النشاط والحيوية.