حكم التسمية باسم غسق
معنى اسم غسق
إن اسم غسق من الأسماء التي أصبحت تُطلق مؤخرًا على المواليد الإناث، ولكنَّ حداثة التسمية بهذا الاسم لا تنفي أصالته، فهو لفظ عربي قديم وقد تناولته معاجم اللغة بالشرح والتفسير، ومعنى الغسق أي ظلمة الليل، كما يُطلق على الحَب الأسود الذي يخالط الطعام أو البُر، وإذا قيل غَسَقَ الليل فيكون المعنى أي أظلم الليل، أما إذا قيل غَسَقَ القمر فمعناه يكون أظلم في ساعة الخسوف، ويقال للعين إذا دمعت وانهمر ماؤها غَسَقَتِ العين، وكذلك فإن إضافة كلمة غَسَقَ إلى السماء يعني أنها أظلمت وبدأت تمطر، ويقال غَسَقَ الماء أو اللبن أي انصب وسال، وفي هذا المقال ستتم مناقشة حكم التسمية باسم غسق بالإضافة إلى دلالة هذا الاسم في القرآن الكريم.[١]
حكم التسمية باسم غسق
إن كون اسم غسق قد انتشر حديثًا وهو كلفظ موجود في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والقصائد العربي؛ يستدعي البحث في معنى ومعرفة حكم التسمية باسم غسق، ومعناه كما تقدم يدور حول ظلمة الليل، ولورود قول الله تعالى في الإيمان بالله تعالى وقضائه وقدره ما يجعله متفائل دومًا ولا يعتبر أن لون معين أو طائر هو سبب في الفأل السيء والنحس كما كان يفعل أهل الجاهلية، وقد يصل الحال لدى بعض الناس إلى الشرك الخفي بسبب التطير، ومن هنا يجب عدم اعتبار أن اسم غسق اسم مشؤوم، أما بالنسبة لحكم التسمية باسم غسق فالذي يظهر -والله أعلم- جواز التسمية به فالآية الكريمة تتحدث عما يحصل عند اشتداد الظلام من شر وانتشار للوحوش في الصحاري قد يؤذي الناس، فالشر ناجم عن ظلمة الليل وليست هي بحد ذاتها شر.[٤]
اسم غسق في النصوص الشرعية
اسم غسق هو اسم وارد في النصوص الشرعية الإسلامية وقد جاء ذكر الغاسق في سورة الفلق كما تقدم ، بالإضافة إلى ورود اللفظ غسق في سورة الإسراء في قوله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ}،[٥] إن هذه الآية الكريمة قد وردت في تحديد أوقات الصلوات الخمس، وقد فسر الصحابة "دلوك الشمس" بتفسيرين، حيث قال ابن مسعود -رضي الله عنه- أن دلوك الشمس هو غروبها، أما ابن عباس -رضي الله عنهما- فقد فسر بزوال الشمس أي عند موعد صلاة الظهر، كما اختلف المفسرون في معنى غسق الليل فمنهم من قال أنه ظلمة الليل ومنهم من قال هو غروب الشمس.[٦]
وقد ورد لفظ غسق في الحديث النبوي الشريف في أكثر من نص، ومنه تحديد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لوقت صلاة العشاء بغياب الغسق وذلك في قول السيدة عائشة: "أعتمَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- ليلةً بالعتَمةِ، حتَّى ناداهُ عمرُ -رضيَ اللَّهُ عنهُ- فقالَ: نامَ النِّساءُ والصِّبيانُ. فَخرجَ النَّبيُّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- فَقالَ: ما ينتَظِرُنا أحدٌ من أَهْلِ الأرضِ غيرُكُم، ولا يصلى يومَئذٍ إلَّا بالمَدينةِ. ثُمَّ قال وَكانوا يصلُّونَ العَتمةَ، فيما بينَ أن يَغيبَ غسقُ اللَّيلِ إلى ثلثِ اللَّيلِ"،[٧] وقد وردت رواية أخرى لنفس الحديث في صحيح البخاري وبينت أن المراد بغياب غسق الليل أي غياب الشفق، ويُستنبط من مجموع هذه النصوص أن حكم التسمية باسم غسق الإباحة وليس في التسمية به أي إشكال أو لبس -والله تعالى أعلم-.[٨]المراجع[+]
- ↑ "تعريف و معنى غسق في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 08-08-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الفلق، آية: 3.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 2220، صحيح.
- ↑ "هل اسم ابنتي غسق مشؤوم؟ "، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 08-08-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الإسراء، آية: 78.
- ↑ "تفسير "أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ..""، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 08-08-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه العيني، في نخب الافكار، عن عائشة، الصفحة أو الرقم: 3/227، إسناده صحيح.
- ↑ "شروح الأحاديث"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 08-08-2019. بتصرّف.