سؤال وجواب

حكم قراءة صفات الأبراج


محتويات

حكم قراءة صفات الأبراج، حكم رؤية الأبراج والطالع، حكم الإيمان بالأبراج، الأبراج والتنجيم ورؤية الطالع كلها مسميات ولكن تدل على شيء واحد وهو محاولة التكهن بالغيب، ومحاولة معرفة بعض الخفايا، كمثل صفات كل برج وغيرها، وسنعرض فيما يلي حكم الدين في كل تلك المسائل.

الأبراج وحكم قراءة صفاتها :

الأبراج مسميات لكل فئة ولدت في شهر معين من شهور العام الميلادي، ويتم إعطاء كل برج من تلك الأبراج بعض الصفات على أثرها يبدأ الشخاص في قراءة تلك الصفات على أمل أن بذلك قد يعرفون صفات وطبائع الأشخاص الذين يتعاملون معهم حسب برجهم الفلكي.

يحرم قراءة صفات الأبراج نهائياً، فالقارئ أو المشاهد والمتابع لأبراج الحظ إا كان مصدقاً بها ظاناً أن تلك الأبراج تؤثر على حياة البشر فهو مشرك بالله تعالى، أما من يقرأها لمجرد التسلية فقط ولا يعتقد فيها فهو عاصٍ وآثم يحرم تبطل صلاته ولا تقبل أربعون يوماً إلى أن يتوب إلى الله تعالى.

آراء العلماء في قراءة صفات الأبراج :

أجمع العلماء على عدم جواز قراءة الأبراج أو الاستدلال بها لمعرفة صفات البشر وطبائعهم، وهذا لأن ما يفعله هؤلاء المنجمون أو المنشغلون بذلك لا أساس له في الشريعة الإسلامية ولا يعتمد على علم واضح وإنما كل ذلك مجرد تكهنات وما يزعمون من قول بحسب الأبراج ليس صحيحاً ولا دليل عليه، وأن كل ذلك يؤدي بصاحبه إلى الشرك بالله.

وأما بالنسبة للظن أو الاعتقاد أن مواليد كل برج لهم صفات معينة فهذا غير صحيح ولا يوجد دليلي عليه وذلك لأن في الساعة الواحدة يولد الآلاف من البشر في نفس الوقت ونفس اليوم ونفس الشهر ونفس السنة وبالرغم من ذلك إلا أنهم لا يحملون نفس الصفات.

كما أكد العلماء على بطلان الاعتقاد بالأبراج بأن المنجمون أنفسهم يختلفون في عدد البروج والأسماء ومدتها ودلالتها على طباع الخلائق وصفاتهم.

أدلة عدم جواز قراءة صفات الأبراج :

لم ترد في الشريعة الإسلامية أي آية قرآنية أو حديث يبرر قراءة الأبراج والطالع ولا يعترف الشرع بالتنجيم أبداً، وفي ذلك نذكر الأحاديث التي نهت عن التنجيم:

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد”.
  • روى مسلم: عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ” من أتى عرافاً فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعون يوماً”.
  • وورد في ذكر الكاهن حديث: ” من أتى كاهناً فصدقه بما قال فقد كفر بكا أنزل على محمد”. رواه البزار.
  •  عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: ” قلت يا رسول الله، إن الكهان كانوا يحدثوننا بالشيء فنجده حقاً، قال: تلك الكلمة الحق يخطفها الجني فيقذفها في أذن وليه ويزيد فيها مائة كذبة”. صحيح مسلم.

دلائل من القرآن الكريم على عدم معرفة الغيب إلا لله تعالى :

لا يملك أحد من البشر أن يطلع على الغيب ولا يعطي الله علمه لأحد إلا من ارتضى، وجائت الآيات القرآنية صحيحة وواضحة وصريحة بأن لا يعلم الغيب إلا الله تبارك وتعالى ونذكر تلك الايات والتي تؤكد على عدم إمكانية أن يعرف الغيب بشر:

  • “قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ”. سورة النمل.
  • “قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ”. سورة الأعراف.
  • “وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ”. سورة الأنعام.
  • “عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا *إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ”. سورة الجن.
  • “وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ”. سورة المائدة.

 فتاوى في تحريم قراءة صفات الأبراج والتنجيم :

وردت عدة فتاوى في أمر التنجيم والتكهن وقراءة الطالع ومحاولة الإطلاع على الغيب وقراءة الأبراج والاستدلال بها على ما سيحدث في حياة البشر وما قد يصيبهم ونردها فيما يلي:

  • نص فتوى اللجنة العلمية للإفتاء في السعودية: ابراج الحظ يحرم نشرها والنظر فيها وترويجها بين الناس، ولا يجوز تصديقهم بل هو من شعب الكفر والقدح في التوحيد، والواجب الحذر من ذلك والتواصي بتركه والاعتماد على الله سبحانه وتعالى والتوكل عليه في كل الأمور.
  • فتوى الشيخ عطية صقر أحد كبار علماء الأزهر الشريف عن الأبراج وما يتم نشره عنها: لقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من التصديق والتشجيع لهذه الوسائل الكاذبة لمعرفة المستقبل.
  • قال قتادة رحمه الله تعالى: إن الله تبارك وتعالى قد خلق النجوم لثلاث خصال: جعلها زينة للسماء وجعلها يهتدى بها وجعلها رجوماً للشياطين، فمن تأول فيه غير ذلك فقد قال برأيه وأخطأ حظه وأضاع نصيبه، وتكلف بما لا علم له به، وإن أناساً جهلة بأمر الله تعالى قد أحدثوا في هذه النجوم كهانة من ولد بنجم كذا وكذا كان كذا وكذا، ولعمري منا من نجم إلا يولد به القصير والطويل والأحمر والأبيض والحسن والدميم، وما علم هذا النجم وهذه الدابة وهذا الطير شيئاً،من الغيب، ولعمري لو أن أحداً علم الغيب لعلم آدم الذي خلقه الله بيده وأسجد الملائكة له وعلمه أسماء كل شيء وأسكنه الجنة يأكل منها رغداً حيث يشاء ونهي عن شجرة واحدة فلم يزل به البلاء حتى وقع بم نهي عنه، ولو كان أحديعلم الغيب لعلم الجن حيث مات سليمان بن داوود عليهما السلام فلبثت تعمل حولاً في أشد العذاب وأشد الهوان لا يشعرون بموته، فما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته، أي عصاه، فلما خر تبينت الجن أن لو كانت الجن تعلم الغيب ما لبثوا في العذاب المهين، وكانت الجن تقول مثل ذلك إنها تعلم الغيب، وتعلم ما في غد، فابتلاهم الله عز وجل بذلك وجعل موت نبي الله عليه الصلاة والسلام للجن عظة لهم وللناس عبرة.

وفي نهاية القول يحرم قراءة الأبرراج أو قراءة صفاتها والاستلادل بها في معرفة طبائع الناس وصفاتهم، ومن يفعل ذلك معتقداً فيها مصدقاً بها فهو مشرك وقد خرج من الإسلام، أما من يقرأها ويطلع عليها للتسلية فقد عصى الله تعالى وعليه إثم كبير وتبطل صلاته أربعون يوماً لا تتقبل منه، وعليه التوبة والرجوع إلى الله تعالى.