الصيام، صيام يوم الإثنين، صيام يوم الخميس، صيام التطوع، موضوع جديد نطرحه لكم من خلال موقع فكرة، وهو صيام التطوع وصيام يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع، وما حكم المداومة على ذلك.
صيام التطوع :
كتب الله تعالى على المسلمين صيام شهر رمضان الكريم وجعله مفروضاً عليهم، ولا يجوز أن يتركه المسلم البالغ العاقل القادر على الصيام ولا يمنعه مرض أو عذر عن الصيام، وهذا ما فرضه الله تعالى علينا، يأتي شهر رمضان مرة كل عام، أيام مباركة نصومها ونفرح بعد إتمام الصيام بعيد الفطر.
ولكن هناك صوم آخر وهو صوم التطوع، ويكون في أي وقت من العام ما عدا أيام العيدين وأيام التشريق، فيمكن أن يصوم المسلم يوماً ويفطر يوماُ وكان هذا صيام نبي الله داوود عليه السلام، ويمكن أن يصوم الأيام القمرية من كل شهر عربي وتكون في الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر، كما يمكن أن يصوم ليال العشر من ذو الحجة وتكون من اليوم الأول إلى اليوم التاسع وهو وقفة عرفة، ولكن كل ذلك لا يكون فرضاً عليه بل تطوعاً أثابه الله تعالى عليه عند فعله ولم يعاقبه عند تركه.
حكم صيام النافلة :
صيام النوافل وهو صيام الأيام التي لا يجب فيها الصوم مثل باقي أيام العام بخلاف شهر رمضان المبارك، يستحب صيام النوافل اقتداءاً بنبينا صلى الله عليه وسلم، واتباعاً لسنته، كما أن من رحمة الله تعالى بعباده أن جعل لنا في كل عبادة مفروضة علينا مثيلها من النوافل فهناك صلاة النوافل حتى يتقرب العبد بها إلى ربه وتكمل ما انتقص من الصلاة المكتوبة، كما أن صيام النوافل أيضاً يجبر منا نقص من الصيام المفروض، وقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أداء السنن والنوافل فهي طاعة لله وتقرب بين العبد وربه، كما أنها تزيد من حسنات المؤمن، ولها من الفضل والثواب عند الله تعالى الكثير.
حكم المداومة على صيام النوافل :
يستحب صيام النوافل للمؤمن فهي من أحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى، كما أنها وسيلة للتقرب من الله عز وجل، وأيضاً تكملة لما قد يكون نقص من صيام الفريضة، فأداء أي نافلة سواء صوم أو صلاة أو صدقة تكمل ما انتقص من الفرائض المكتوبة على المسلم أو المسلمة، وهو من أفضل العبادات والطاعات، ولها فضل كبير وأثر عظيم في نفس المؤمن.
حكم المداومة على صيام يومي الإثنين والخميس :
كان من سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم المداومة على صوم يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع، وحينما سئل صلى الله عليه وسلم عن ذلك وعن صيام يوم الإثنين خاصة،
قال صلى الله عليه وسلم: ذاك يوم ولدت فيه ويوم أنزل عليّ فيه”.
وفي يومي الإثنين والخميس يتم عرض أعمال العباد على الله تبارك وتعالى،
قال صلى الله عليه وسلم: “ذانك يومان تُعرضُ فيهما الأعمال على رب العالمين فأحب أن يُعرض عملي وأنا صائم”.
والمؤمن الذي يسعى إلى أن ينال رضا الله تعالى هو ذلك السعيد في الدنيا والآخرة، وأيضاً من يتمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو من الصالحين عند الله تبارك وتعالى، ولا يوجد أفضل من أن يتمسك المسلم بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
الدليل على أن صيام النوافل مستحب :
من أدى النوافل فقد حاز نصيباً عند الله تعالى من الثواب كبير كما أنه يكون نال قرب الله تبارك وتعالى منه، وفي ذلك أدلة هي:
- عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما: ” كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يصومُ الأيامَ، يَسْرُدُ حتى يُقالَ لا يُفْطِرُ، ويُفْطِرُ الأيامَ حتى لا يَكادُ أن يصومَ إلا في يوميْنِ من الجمعةِ إن كانا في صيامِهِ؛ وإلا صامهما، ولم يكنْ يصومُ من شهرٍ من الشهورِ ما يصومُ من شعبانَ: فقلتُ: يا رسولَ اللهِ إنكَ تصومُ لا تكادُ أن تُفطِرَ، وتُفطِرُ حتى لا تكادُ أن تصومَ إلا يوميْنِ إن دخلا في صيامِكَ، وإلا صُمتهما، قال أيُّ يوميْنِ؟ قال: قلتُ يومَ الاثنينِ ويومَ الخميسِ، قال: ذانِكَ يومانِ تُعرضُ فيهما الأعمالُ على ربِّ العالمينَ، وأُحِبُّ أن يُعرضَ عملي وأنا صائمٌ، قال: قلتُ: ولم أَرَكَ تصومُ من شهرٍ من الشهورِ ما تصومُ من شعبانَ، قال: ذاكَ شهرٌ يغفلُ الناسُ عنهُ بينَ رجبَ ورمضانَ، وهو شهرٌ يُرفعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ، فأُحِبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائمٌ”.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: ( إنَّ اللهَ قال: من عادَى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحربِ، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضتُ عليه، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أُحبَّه، فإذا أحببتُه؛ كنتُ سمعَه الَّذي يسمَعُ به، وبصرَه الَّذي يُبصِرُ به، ويدَه الَّتي يبطِشُ بها، ورِجلَه الَّتي يمشي بها، وإن سألني لأُعطينَّه، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه، وما تردَّدتُ عن شيءٍ أنا فاعلُه ترَدُّدي عن نفسِ المؤمنِ، يكرهُ الموتَ وأنا أكرهُ مُساءتَه
فضل صيام يومي الإثنين والخميس :
كما سبق وذكرنا فإن صوم النوافل له أثر طيب للمؤمن كما أن له الكثير من الفضائل عاة وفضائل صوم يومي الإثنين والخميس هي:
- فيهما ترفع أعمال العباد إلى الله تبارك وتعالى، فيستحب أن ترفع أعمال العبد وهو صائم.
- يكملان الفريضة يوم القيامة لأن النوافل تكمل الفرائض.
- يوم االقيامة ينادي الصوم صاحبه ليدخل الجنة من باب خاص بالصائمين يسمى الريان.
- صيامهما يقي المسلم من الوقوع في المحظورات أو الشبهات، لأن الصيام يعصم المؤمن من الفواحش.
- من صام يوماً في سبيل الله باعد الله تعالى بينه وبين النار سبعون عاماً.
- يرفع بصومهما درجات العباد وتمحا بهما السيئات.
- وفي يوم الإثنين ولد سيد الخلق محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وفيه بعث وفيه أنزل عليه الوحي.
